إن ماسأة الحياة لا تكمن في عدم بلوغ الهدف بل في عدم وجود هدف نسعى إليه وهدفنا هو الوطن ونحن للوطن ولا شيء يعلو على صوت الوطن لأن للوطن دين علينا كما يقول بيت الشعر: وللأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق فنحن السودانيين بجميع معتقداتنا وألواننا ولهجاتنا لا فرق بين أهلنا في دارفور أو الشرق أو الشمال لأن هناك ما يجمعنا سوياً فنحن نقطن في السودان وتربطنا الجغرافيا والتاريخ والأرض والهوية السودانية فهذه هي الوطنية التي ننشدها واليوم نحن أحوج ما نكون إليها في ظل الوضع السياسي الراهن والأجواء ملبدة بغيوم الشك والغدر والخيانة في مناطق الصراع والغرب يقود المؤامرات الدنيئة ضدنا بتحريض أبناء دارفور للمطالبة بفتح أبواب المفاوضات مرة أخرى فيجب على الحكومة تقديم التنازلات لمصلحة الوطن ومعالجة القضايا الشائكة بأسرع وقت والعمل على سد الثغرات حتى لا تفتح أبواب أخرى للمفاوضات وتنفيذ كل البنود التي قامت بتوقيعها في اتفاقيات السلام وعلى الحركات الدارفورية الاحتكام لصوت العقل والحكمة والالتزام بالعهود والمواثيق وهذا يجنبنا سيناريو انفصال الجنوب ونحن لا نستبعد أن يطالب أي إقليم آخر بالانفصال عن شمال السودان أو إعطائه الحكم الذاتي فالوطن أغلى من أن يساوم في المفاوضات التي ترعاها حكومات الغرب بين حكومة المؤتمر الوطني والحركات المسلحة فالوطن هو الحب كما تغنى بذلك الرائع المرحوم سيد خليفة وطني السودان أحب مكان وغيره من الشعراء والفنانين في حب الوطن وما أروعك يا وطن الخير والنماء ترهاقا وبعانخي والأجداد فالوطن هو الشعب والجغرافيا والتاريخ والأرض والهوية وجميعها تعني منظومات الوطن وليس الأحزاب والحكومات التي تجيء وتذهب ويبقى الوطن فيجب علينا ترك الخلافات ونبذ العنف والعمل على إفشاء السلام والمحافظة على أرضنا كما يقول شعراؤنا في الحقيبة. جدودنا زمان وصونا على الوطن ü على التراب الغالي الماليه تمن فالانتماء لهذا الوطن شيء جميل نادراً ما نجد وطناً على وجه الأرض يتمتع برابط اجتماعي كما يحدث في السودان فالانتماء يكون للأسرة والقبيلة والوطن والوطنية هي مزيج متكون من الزمان والمكان والإنسان إذا كان الإنسان هو الأسرة أو القبيلة. فالمكان والزمان هما السودان وهذا الترابط عبر عنه بكل فخر وإعزاز شاعرنا السر قدور معتزاً بلونيته السودانية قائلاً: أرض الخير والعزة زماني وبإيماني وشمس أوطاني أقيف قداما وأقول للدنيا أنا سوداني هذا هو الانتماء الذي ننشده حباً وعشقاً وعطاءً يتدفق فرحاً في أرجائه الحبيبة فالانتماء شيء فطري وغريزة خلفها الله في البشر لأن الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي لا يحب العزلة إلا إذا فرضت عليه فالانتماء للأرض هو أحد مكونات الجياة لأن الحنين يكون أقوى خاصة عند فراقها وكيف يكون وقعها في نفوس أهلها إذا لا قدر الله وانقسم جزء آخر من السودان العزيز وأخيراً إليك يا وطني. بلادي وإن جارت عليّ عزيزة وأهلي وإن ضنّوا عليّ كرام