عمر الدوش - ذاك النبل الذي رحل خلسة باكراً.. بلا وداع.. عمر الدوش.. ذاك النيزك المتفجر الذي أضاء سماء الوطن.. فعم الضياء كل أركان الجروف والسهول والوديان والكثبان.. لماذا تسرع أيها الوديع الوسيم الجميل.. لماذا تترك لنا ذاك الفراغ العريض الذي تدوي و تصفر فيه الريح.. لماذا تأخذ معك كل مفاتيح الجمال وتترك لنا البشاعة والعسف والقبح.. برسم الكالح من الظلال.. آه من روعتك وأنت تكتب للحبيبة.. التي هي الوطن.. أو تمشي حافياً خاشعاً متبتلاً في تراب الوطن والذي هو الحبيبة.. يالسعادتك يا سعاد.. والدوش يخلدك بباهر وشاهق الكلمات وبديع الأوصاف.. يا لبهائك وجسارتك وتفردك وأنت تغمس ريشتك لتكتب من وجدان إنساني شريف.. في محبرة الدم الذي انبثق حاراً يغرغر في جسور أولئك الرجال الشرفاء الذين لمعوا كما الشهب وتفجروا كما النيازك وكتبوا بأجسادهم المطوحة فوق شرفات هذا العالم أرق كلمات الحنين إلى الزمن الآتي.. أين أنت أيتها الطفلة... وأنت وسط اللمة منسية.. آه من صور البطولة وشجاعة الرجال وصمود النساء.. وثنائي يهب الوطن ألواناً من لوحات الفداء.. وصوراً من شاهق الوفاء.. ولله درك أنت أيها الذي ما أفزعه.. نداء السجان.. ليلبي نداء الرصاص.. فهو يكتب بالنار في صدر مقاتل.. ثائر.. شريف وعنيد.. لوحة تبقى ما بقي في الوطن.. عرق بطولة ينبض.. تبقى ما بقي على ظهر الوطن امرأة تهب بلادها.. أغلى وأجل وأنبل ما يكون العطاء.. وأحبتي.. لا أجد أعظم ولا أثمن ولا أغلى من هدية تليق ببني وطني غير.. رائعة الدوش.. الحزن القديم.. ولا الحزن القديم إنتِ ولا لون الفرح**إنتِ ولا الشوق المشيتْ بيهو وغلبْنى أقيف وما بِنْتِ**ولا التذكار ولا كُنْتِ بتطْلَعِى إنتِ من غابات**ومن وديان... ومني أنا.. ومِن صحْيَة جروف النيل**مع الموجَهْ الصباحيَّه ومن شهقَة زهور عطشانَهْ**فوق أحزانهْا متْكَّيهْ بتَطْلَعى إنتِ من صوت طِفلَهْ**وسط اللمَّهْ منْسيَّهْ تَجيني معاكْ يجيني زمن**أمتِّع نفسي بالدهشَهْ طبول بتْدُق**وساحات لي فرح نَوّر وجمّل للحُزن..ممْشى وتمشي معاي**خُطانا الإلفَهْ والوحشَهْ وتمشى معاي... وتْرُوحى**وتمشى معاي وسط روحى ولا البلْقاهو بِعْرِفنى**ولا بعرِف معاكْ ..روحى