عادت الحياة لطبيعتها بمدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق التي شهدت هجوماً غادراً من قوات الحركة الشعبية وتدافع المئات من سكان المدينة الذين فروا هرباً من المواجهات التي اندلعت بسبب هجوم الجيش الشعبي على المدينة وعدد من المناطق بالولاية وقدمت القوات المسلحة التي تمسك بزمام الأمور وتسيطر على الأوضاع بالمدينة مساعدات للمواطنين للعودة الى منازلهم بتقديم الدعم المادي واللوجستي ووسائل الحركة وشهدت أسواق المدينة والمحال التجارية حركة نشطة أكدت عودة الهدوء والحياة لوضعها الطبيعي خاصة السوق الشعبي الذي يعتبر ميناءاً برياً للحركة من الولاية والى المدن والولايات الأخرى. مشهد أول عند مدخل المدينة شهدت «آخر لحظة» التي وقفت على حقيقة الأوضاع بالمنطقة ميدانياً عند مدخل مدينة الدمازين تجمهراً لمئات المواطنين وهم يحملون لافتات ترفض الحرب وتنادي بالسلام وقاموا بتمزيق صور للوالي السابق رئيس الحركة الشعبية بالشمال الفريق مالك عقار وقال عدد منهم إنهم يتفاءلون بأن يكون القادم أفضل رغم المعاناة التي وجدوها بسبب الأحداث الأخيرة والأيام التي عاشوها ووصفوها بالقاسية مشيرين الى أن خروج عقار وقوات الحركة الشعبية من المدينة اراحهم كثيراً لأنهم كانوا يتعرضون لمضايقات عديدة من قبل افراد ومنسوبي الجيش الشعبي. من داخل المركز الثقافي لعقار بدأ المركز المكون من ثلاثة طوابق وهو من أجمل البنايات بالمدينة ويضم احدث الأجهزة والتقنيات المتطورة صورة كأنه لم يكن قبل أيام قلائل بالصورة الباهية التي كان يحكي عنها سكان المدينة لأنه دمر تماماً وضمن ما يحتوي المركز هناك غرفة تحمل اسم ابنته لينا وقال شهود عيان ان سبب تدمير المركز الواقع بالقرب من منزل عقار هو أن الحركة الشعبية اتخذته مقراً انطلقت منه لإدارة عملياتها العسكرية. داخل منزل عقار ألغام أرضية المنزل الذي يضم ثمانية غرف وهو مبنى عادي لا يحتوي على طوابق وفي داخله وجد ثلاثة سيارات اثنين بوكس وعربة لاندكروزر وألغام ارضية وعدد من المحتويات والاحتياجات الضرورية. معرض للغنائم الحربية ونظمت قيادة الفرقة الرابعة مشاة معرضاً ضم كل الوثائق والمستندات التي تم ضبطها بجانب الخرط والمناطق المستهدفة بالهجوم الأرضي والطائرات وضمت الوثائق رخصة قيادة مالك عقار وعملة دولة الجنوب وعلامات الجيش الشعبي والزي العسكري والملفات الخاصة بمسؤولي الحركة الشعبية ووصور لعقار مع اصدقائه والمقربين منه من قيادات الحركة الشعبية. لقاء صحفي داخل أمانة الحكومة كشف الحاكم العسكري لولاية النيل الأزرق اللواء يحيى محمد خير عن معلومات مؤكدة أن مالك عقار متواجد الآن بالكرمك وقال إنه أعد جيشه وموله من موارد الولاية وقال إن حكومة الجنوب ظلت تقدم المرتبات لقواته واشار الى انهم كشفوا عن مآرب لعقار خاصة بعد تصريحاته الأخيرة التي اساء فيها للدولة والقوات ورئيس الجمهورية المشير عمر البشير وقال إن عقار رفع علم دولة الجنوب في مدينة الكرمك واقاموا احتفالات كبيرة بأنفصال الجنوب وقال إن القوات المسلحة القت القبض على «99» مشتبه بينهم «41» مواطني جنوبي بجانب تسليم «43» ضابط من الجيش الشعبي اسلحتهم بأنفسهم طواعية بينهم «19» من رتبة عقيد الى ملازم و ««24» ضابط صف وابان أن الخرط والوثائق التي تم ضبطها تؤكد التخطيط لاحتلال الفرقة الرابعة وضرب الأجهزة العسكرية والمؤسسات الحكومية والحصول على معدات وآليات مساعدة للحرب من مواتر وعربات لاندكروزر للقيام بأعمال تخريبية وتصفية قيادات سياسية وشخصيات هامة. ضبط «10» مليار جنيه مزورة قادمة من الجنوب وكشف يحيى عن ضبط «10» مليار جنيه ادخلتها الحركة الشعبية عبر مطار الكرمك تحوي عملات خاصة بدولة الجنوب وأخرى سودانية مزورة بهدف صرفها كمرتبات للجيش الشعبي وأكد رفض بعض وزراء الحركة لمسلك عقار. المدارس الاسبوع المقبل ومن جهتها قالت سناء حمد وزيرة الدولة بالاعلام إن الحياة عادت الى طبيعتها لمدينة الدمازين مشيرة الى رجوع اعداد كبيرة من المواطنين الى مناطقهم واعلنت عن فتح المدارس في الأسبوع المقبل واشارت الى الأوضاع الحالية بالولاية مؤقتة فرضتها الأحداث الأخيرة نافية وجود أي رغبة للحكومة لزيادة التوتر في أي رقعة بالبلاد.، وأكدت أن اسرى الجيش الشعبي تحت رعاية وزارة العدل والهلال الأحمر. قرارات فردية وفي السياق قال العقيد عبد العزيز محمد حمدين احد ضباط الجيش الشعبي الذي سلم نفسه للقوات المسلحة إن مالك عقار فاجأهم بالهجوم على الدمازين مؤكداً أن قرارات مالك عقار بشأن التمرد كانت فردية وانهم في الجيش الشعبي كانوا ضد قيام الحرب بالولاية وأكد استعدادهم للقتال ضد مالك عقار لوقف الحرب وبناء السلام والأستقرار بالولاية مشيداً باستقبال القوات المسلحة لهم بصورة طيبة مؤكداً كرامة وعزة المواطن السوداني. عودة الامداد المائي والكهربائي ومن جانبه كشف د. آدم أبكر نائب الحاكم والناطق الرسمي باسم الحكومة عن وضعهم خطة لاعادة الخدمات الأساسية بالمدينة وفتح الأسواق والمحال التجارية والعمل على اعادة المواطنين الى مناطقهم مشيراً الى توصيل الأمداد المائي والكهربائي للأحياء وتوقع في نهاية الأسبوع عودة 90% من النازحين واللاجئين الى المدينة واشار الى تكوينهم لجنة لاعادة حصر النازحين وتقديم الخدمات لهم.