في صالة التحرير سألني جمهور «النظارة» والمتابعين لنهائي المونديال من تشجع؟! قلت بحكم «الدم والتاريخ» يجب ان اشجع اسبانيا فعلى المستوى الشخصي فأن اجدادي واسلافي الرازقية يقول تاريخهم انهم قدموا من الاندلس. اخشى بعد هذه المعلومة ان ينادي دعاة السودان الجديد باعادتنا من حيث أتينا..!! المهم اسبانيا جزء من تاريخنا ومشاعرنا وتراثنا وهزيمتنا!! ومع ذلك فرحنا (بفوزها) فالدم ليس كالماء!! وهل هناك من ينسى ملوك الاندلس و«قرناطة» و«قرطبة» و«ولادة بنت المستكفي» و«ابن زيدون». ü وقلت لهم ايضاً اشجع الطاحونة الهولندية البرتقالية فأنا احب هذا البلد!! ولي صداقات هولندية اعتز بها!! ولا ارغب في الاغتراب أو الهجرة بعد ذلك ولكن ان قدر لي ذلك أو «اجبرت» على الهجرة فإن هولندا باذن الله واحدة من خياراتي . وكذلك اتمنى ان اجد ذات يوم استثماراً هولندياً في ارض اجدادي الشاسعة الخصبة في وادي الهواد(لاحظ السجع هواد هولندا وازرع تلك الاراضي وروداً وزهوراً واقوم، بتصديرها على النحو الرائع المدهش من «واردات» الورود والزهور التي رأيتها في زيارتي لهولندا العام الماضي!! وعلى ذكر هولندا ففي لاهاي وكنا جلوساً جوار احدى البحيرات الحالمة ذكر لي بعض السودانيين ان بعض «اولادنا» في طريقهم لدنيا النجومية في الملاعب الهولندية ونتمنى ان يقف الحظ مع اولادنا مثل «ايليا» الغزال الاسمر ذو الاصول السونامية في صفوف الفريق الهولندي. اذن نحن نشجع اللعبة الحلوة ونشجع هذه الروح الوطنية وهذا الحب والتفاني في حب الاوطان. لقد رأينا الدموع «الوطنية» تنهمر من لاعبي اسبانيا بطعم «الفوز». ورأينا الدموع «الوطنية» تنزل بغزارة من العيون الهولندية بطعم «الهزيمة» فبكينا معها تعاطفاً وتشجيعاً واحتراماً لحب الاوطان.. وهل هناك من ينسى دموع «كاسياس» حارس مرمى اسبانيا!؟.......... هذه هي وحدة المشاعر «الوطنية» والفرق كبير بين «وحدة» و(انفصال) المشاعر والاحاسيس ضد «الوطن». لقد بكى جنود الاممالمتحدة الاسبان في جنوب لبنان من الفرح وهم (يتحدون) مع مشاعر الوطن في جوهانسبرج وفي اسبانيا. وفقد الجنود في لحظة من الزمن «الاتزان» وهم المطلوب منهم اعادة «الهدوء» في هذه المنطقة الحدودية. فهاج المعسكر وماج جنوداً وضباطاً واختفت القبعات الزرقاء. وحلت محلها الأعلام الحمراء والصفراء. انها اللعبة الحلوة!! لعبة حب الوطن. ما اتعسنا ونحن نفتقد هذه اللعبة.