تشهد أسواق الذهب هذه الأيام ارتفاعاً كبيراً جداً في الأسعار، وهو ارتفاع عالمي في البورصة وليس في السودان فحسب، وأشار تاجر الذهب الشاب هاني بني إلى أن جرام الذهب الكويتي بلغ سعره «220» جنيه والسوداني «215» جنيه والبحريني «217» جنيه، وشعر الشراء من المواطنين «195» جنيه للجرام. وذكر هاني إلى أن إقبال المواطنين هذه الأيام على البيع أكثر من الشراء، ونسبة الشراء هذه الأيام ضعيفة جداً خاصة من قبل العرسان، خاصة وأن أقل «شبكة» زواج معقولة الآن تتراوح ما بين «8» إلى «9» ألف جنيه وهي عبارة عن طقم، و «الشيلة» المتوسطة تترواح قيمتها ما بين «25» إلى «20» ألف جنيه، و«الشيلة» الفاخرة تصل قيمتها من «50» إلى «60» ألف جنيه.. مع العلم بأن الإقبال على شراء «الغوائش» هذه الأيام معدوم تماماً حيث وصل سعر «الغوائش» «55» جرام إلى أكثر من «12» ألف جنيه. وقال هاني بأن الإقبال على شراء الهدايا الذهبية المختلفة ضعف كثيراً حيث بلغ سعر أقل خاتم «500» جنيه وأعلاه «5» ألف جنيه، وأقل «حلق» يبلغ سعره «250» جنيه وأعلاه «5» ألف جنيه، وأسعار «العقد» بمسمياته المختلفة «فرج الله، كرسي جابر» وغيرها يتراوح ما بين «50» إلى «40» ألف جنيه وأقلاها «5» ألف جنيه. والتقت «آخر لحظة» بعدد من المواطنين بعمارة الذهب بالخرطوم وأشاروا إلى أنهم في هذه الأيام يبيعون كل مقتنياتهم الذهبية في ظل هذا الارتفاع في الأسعار للاستفادة منها في شراء قطع أراضي أو عربات أو حتى إيداعها في البنوك حتى تنزل أسعار الذهب ونعود للشراء مرة أخرى. والتقت «آخر لحظة» بالأستاذ أبو بكر وخطيبته سارة بالقرب من أحد محلات الذهب وتحدث قائلاً: اقترب موعد زواجنا وبدأنا مشوار الاستعداد «للشيلة» وقطعنا شوطاً كبيراً جداً فيها، ولكن اليوم أصابتنا حسرة كبيرة جداً من خلال الارتفاع الخرافي للذهب مما دفعنا للتفكير كثيراً في تأجيل مراسم الزواج حتى تنخفض أسعار الذهب وذلك لضرورة وجوده ضمن «شيلة» العروس حسب العادات والتقاليد المتعارف عليها، وأشارت سارة إلى أن الحل الوحيد أمامهم الآن إما تأجيل الزواج أو شراء الذهب الصيني المنتشر في الأسواق هذه الأيام وهو «فالصو» ولكن بريقه ولمعانه لا يصدأ أبداً. وقال العم عوض السيد إن ضرورة تواجد الذهب في «شيلة» العريس هو من العادات الضارة التي يجب أن تتوقف فوراً فهي من الكماليات وليس الأساسيات، خاصة وأن الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد الآن لا يساعد في توفير متطلبات الزواج الأساسية دعك من الذهب، واعتقد بأن كل هذه العوامل والعادات الضارة أدت إلى عزوف الشباب عن الزواج.. فهل يصبح الذهب مجرد هدية وتزول هذه العادات مع ارتفاع أسعار الذهب.