جاءت الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر والسودان بدون جنوبه القديم.. والخريطة العربية والإسلامية بدون حسني مبارك وبن علي وبن لادن وربما تأتي الذكرى «11» ل «11» سبتمبر والوضع أكثر «تغييراً». أوباما قال إن الولاياتالمتحدة أصبحت أقوى بعد «10» سنوات من هجمات 11 سبتمبر 2001م وأن الأمريكيين سيمضون قدماً رغم التهديدات المستمرة!! منتصف 11 سبتمبر 2001م كنا وقتها في أخباراليوم دخلت على مكتب الأستاذ الصديق عاصم البلال مدير أول التحرير وهو ومن معه في حالة وجوم يتفرجون على برجي التجارة والنيران تلتهم كل شيء!! والناس يفرون في فزع في أي اتجاه!! في هذه اللحظة انتابني الأحساس بأن هذا الفزع سينقل مباشرة صبيحة 12 سبتمبر الى عالمنا العربي والإسلامي وأن مصيبة كبرى ستقع على الرؤوس لأن الإهانة أكبر من أن تتحملها أمريكا وأن هؤلاء ال «3» آلاف ضحايا الكارثة «أضربهم» في أي رقم كبير يمكنك أن تتخيله والناتج سيكون حصيلة ضحايا روح الانتقام الأمريكية التي ستنفذها هذه الآلة الحربية الضخمة التي لا تجرؤ أي دولة كانت أو نظام على الوقوف في وجهها وفعلاً ذهب حتى الأن أكثر من مليون قتيل في الحرب على الإرهاب في أفغانستان والعراق وظفرت أمريكا بأسامة بن لادن ثم ألقت جثته في غياهب اليم!! في كل العالم العربي والإسلامي ما حدث لن يرضي أحداً بما حدث لهؤلاء الضحايا الأبرياء في البرجين أو في الطائرات المخطوفة لقد شعر الناس بالتأثر مع الضحية ميلسيا دري وهي مديرة في شركة عندما تحدثت من داخل الطائرة بموبايلها مع برج المراقبة قائلة إن الحرارة المرتفعة تجعل التنفس صعباً ثم قالت باكية سأموت أليس كذلك..!! إنها صورة إنسانية مؤلمة فلماذا تريد أمريكا تكرار ذات الصورة لأبرياء طالما هي أضحت بهذه «القوة» بعد هذه السنوات العشر؟ وأعود للسودان فأنا اعتقد جازماً بأن اتفاقية نيفاشا قد تم توقيعها تحت سيف التهديدات الأمريكية التي طالت العالم العربي والإسلامي وخوفاً من هذا الجحيم قامت الحكومة «مهرولة» ومفزوعة و«بصمت» بالعشرة على الاتفاقية التي قصمت ظهر السودان وشطرته على هذا النحو ومع ذلك هناك من يغني الجري ده ما حقي حقي المشنقة والمدفع اب ثكلي وحالف باليمين أعز بنات أهلي حقوا لي قولي!! فأين الحق وأين عز بنات الأهل وسط هذه «المعمعة»؟..!!