قال تعالى في الحديث القدسي الذي رواه عنه نبيه الكريم رسول الإنسانية الهادي البشير محمدًا - صلى الله عليه وسلم (العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني فيهما ألقيته في النار) اخرجه مسلم. الحديث يؤكد ان الله وحده هو الكبير المتعال.. وانه وحده العظيم الغالب الذي لا يُقهر.. لكن امريكا التي لم تقرأ سنة الله في الخلق والنشأة والتبديل والتحويل وتصريف الامور في الكون الذي هو خالقه ومالكه ومدبره الحي القيوم عليه لاتأخذه سنة ولا نوم لا يعجزه شيء في سمائه ولا في ارضه، قاهر الجبابرة والطغاة، العزيز المقتدر في الأخذ، والعقاب. وامريكا ايضًا لم تقرأ تاريخ عاد وثمود وأصحاب الأيكة والمؤتفكات وقارون وفرعون ذي الأوتاد، وقرون عدة من الطغاة الذين فسدوا في أرض الله وقتلوا العباد، وطغوا وتجبروا حتى قالوا من أشد منا قوة فخسف الله بهم الارض واماتهم في الوهاد واحالهم موتى وصرعى حين سخر عليهم الريح والأعاصير العاتيات والسيل الجرار والجارفات فخرّت عليهم السقوف التي شادوها من البنيان والعمران اكثر مّما شادت امريكا وبنت. وامريكا لم ترجع الى رشدها وتعقل ان الاسلام رسالة عالمية خالدة وشعلة متجددة لن تخبو ابدًا وان المسلمين لن ينهزم مشروع هيمنتهم القادم وقد اقتربت إمارات النصر واعلامها هذى عشر سنين عجاف قد مرت ثقيلة على امريكا وهي لا تزال تتجرع مرارة سم زعاف سقاها اياه فتية احداث تقدمهما - المجاهدون محمد عطا وسعيد الغامدي ورفاقهما الأبرار الذين طاروا الى الخلود الابدي.. بعد ان كسروا كبرياء امريكا واثخنوا فيها الجراح في عقر د ارها ومرورًا على حواجزها الامنية المشددة حين ظنت ان بروجها العاجية عاصمة لها من سيوف جند الله.. فانهار برجاها كما لو كانا قطعة بسكويت غشاها ماء ساخن. وبعد ساعات قليلة كانت امريكا الإله المزعوم اضحوكة الدنيا ورافد نوادرها.. وصرع الله شياطين الانس من الصهاينة واليهود ومافيا العالم الذين اثقلوا كاهل الشعوب والامم بالقروض الربوية والاموال المغسولة وتجار الاسلحة الذين دمروا الانسانية والإباحيين الذين اغرقوا العالم في الشهوات والبهيمية وغيرها كثير من تلك الاعمال والافعال التي كانت تدار من ناطحات السحاب التي نطحتها سهام الشيخ الشهيد اسامة بن لادن ورفاق محمد عطا الشجعان. حتى وصف احد الامريكان الامر بأنه جحيم.. وهل قتل اطفال الصومال وشيوخ العراق وأبرياء السودان وافغانستان ليس جحيمًا؟ ان دماء الضحايا والابرياء في العالم كله والأكف المرفوعة نحو السماء هي التي ضربت برجي التجارة العالمية قبل سهام سعيد الغامدي ورفاقه الذين ثاروا لأمتهم. ان الذين فرحوا والذين اعترضوا على ضربة امريكا يتفقون جميعًا في دواخلهم على فرحة عارمة في تلك اللحظة التي كسر الله فيها كبرياء امريكا الطاغوت الذي هُزم. وان كانت ضربة امريكا صناعة استخبارات امريكية ويهودية او من إبداع تنظيم القاعدة.. المهم في نهاية الأمر ان امريكر فُزّعت وخُرّبت ونُكبت وفُضحت. وهذه الذكرى العاشرة تأتي وامريكا اكثر المًا وصار الألم المين: ذكرى ألم الجراح النازفة ومرور سم زعاف آخر على حلق امريكا وهو سقوط الأنظمة المستبدة الموالية لأمريكا. ان الفتية التسعة عشر الذين ضربوا امريكا في 11 سبتمبر 2001 ليسوا هم وحدهم الذين ضربوا القوى الشريرة ولكن المهم ان تدرك امريكا ان هؤلاء جاءوا من آسيا وافريقيا واوروبا وامريكا نفسها.. غير ان نكبة 11/9/ في امريكا فتحت الطريق نحو غزو امريكا التى ما عادت الدولة الأولى سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا لأنها تعاملت مع الضربة بلا حكمة ودراسة لدوافع هذا الغزو الذي اصابها في عقر دارها وهي التي كانت تغزو وتقتل الضحايا في كل مكان وكان جهاز استخباراتها المركزي يعتقل الضحايا في سجون في باطن الأرض في افريقيا وشرق أوروبا، وما سجن غوانتانامو عنكم ببعيد وهو في ظاهر الارض دع عنك مافي باطنها وما جرائم ابوغريب والفلوجة ومآسي الصومال وعدن وضرب مصنع الشفاء للادوية في السودان والهجمات الاستباقية في اجزاء متفرقة من العالم.. فضلاً عن ذلك تأييد امريكا لسياسات الكيان الصهيوني في صراعه مع المسلمين بسبب امتلاكه للارض الإسلامية والعربية في فلسطينالمحتلة وثاني القبلتين. هذه السياسة الخارجية لامريكا هي التي جلبت لها كل هذه الكراهية من شعوب العالم وجاءت اليها بالشر في عقر دارها.. ان الذي ينبغى لامريكا ان تتفهمه وتعمل بمقتضاه وهي تعلم ذلك ان تكف عن التدخل في شؤون الشعوب والدول والحكومات وان تصلح من صورة سياساتها الخارجية وان تمنع تجار الحروب فيها من تسويق اسلحتهم للحلفاء وضد الحلفاء حيث ان امريكا تعطي الحلف السلاح وتبيع لأعداء حلفائها مضاداته ومصداته.. على امريكا ان تدرك ان الإسلام دين سماوي غير محرف وانه رسالة خاتمة وعالمية - وأي محاولة للنيل من ثوابته واصوله يعني مزيدًا من الصحوة لدى انصاره والجهاد والهلاك من اجله ومن يفعل ذلك مصيره الى جنات الخلد عند الله الخالق الذي اعد تلك الجنات. على كلٍّ تمر الذكرى العاشرة على امريكا التي تعاني من الهلع والخوف ليس بسبب الارهاب وحده.. ولكن بسبب ارهاب الإعصار والأزمة الاقتصادية وان انكار ذلك ما عاد معقولاً.. بل ان مصالح امريكا الآن في كل مكان عرضة للتهديد وان الامر في ذلك يشمل الادارة الامريكية والشعب الامريكي الذي ظل يساند طغاته ومصاصي الدماء من مسؤوليه وظل يدعم حملاتهم الانتخابية التي تستميله بدعاية الحرب على الإرهاب.. وعليه لن تظل امريكا امنة لافي عقر دارها ولا في اي مكان فيه مصالح لها.. شباب الصحوة والجهاد قادرون على هزيمة مشروع الهيمنة القطبية وعدم الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية سوف يكون القشة التي تقصم ظهر امريكا في وقت يتعافى فيه الشرق الأوسط من قبضة عملاء امريكا.. وها هي تركيا تطرد سفارة إسرائيل وتعلق الاتفاقيات العسكرية معها وهؤلاء الثوار المصريون الأبطال يواصلون التألق بالاستيلاء على سفارة تل ابيب في القاهرة والدائرة تدور على القوى الشريرة.