ظل جهاز الأمن والمخابرات السوداني قريبا جدا من ساحات الرياضة، وأريحية الجهاز تجاه الوسط الرياضي تبدو جلية في كل المواقف الداعمة للنشاط، تمويلا ..وتحفيزا ..وتشجيعا! وأمس الأول واصلت إدارة الجهاز دعمها اللامحدود للنشاط الرياضي، وكرة القدم على وجه الخصوص، حيث قدم الجهاز دعما تشجيعا للمنتخب الوطني تحفيزا لمنسوبيه على ما تحقق في الأيام الماضية، وأسهاما في المشوار المقبل أمام المنتخب الغاني! كثيرا ما ينادي الزملاء الأعزاء بضرورة تدخل الدولة لدعم المنتخبات الوطنية، ويسير على دربهم قادة الإتحاد العام، أو هي أراء متبادلة هنا وهناك..وأحيانا يكون الأمر في موضع الأتهام بالتقصير! ويقيني الذي لا يخالجه الشك..هو أن الدولة تقف عاجزة عن دعم الرياضة إلا في حدود الإسهام المرحلي، لأن الأولويات لا تظهر الرياضة في أعلى القائمة، فهناك أشياء أكبر وأهم من الرياضة وكرة القدم! والدولة بكل أجهزتها معنية الآن بخفض غلاء الأسعار، ومواجهة موجة الأمراض الفتاكة التي تهدد صحة الإنسان السوداني، وقضايا التعليم ، وترقية القرى والحضر وقضايا التنمية المستدامة والبيئة، وغيرها من الأسبقيات! والدولة بنظري أيضا تحتاج من ينوب عنها في دعم الأنشطة الأخرى التي لا تؤثر بشكل مباشر على حياة الإنسان، ونعني بعض الأجهزة التي تنتسب مباشرة للدولة فيما عدا المورد الرئيس للتدفقات المالية والصرف على الميزانيات! وهذا عين ما يفعله جهاز أمن الدولة والذي هو تمثيل مباشر للدولة ..ولكنه غير معني بأولويات الصرف مثل وزارة المالية مثلا والتي تخرج منها الأموال إلى الوزارات ذات التأثير المباشر! وعلى قادة الإتحاد العام ومن يحذو حذوهم في الحديث عن عدم إهتمام الدولة بالمنتخبات الوطنية أن يقللوا من ترديد الحديث الدائم عن إهمال الدولة وليركزوا على إستنفار مؤسسات الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والذي يعتبر أيضا دعما من الدولة عبر مؤسسات يكون للدولة إسهام مباشر فيها! في نقاط عندما كنا نعمل بصحف غير مصبوغة بلون واحد، كانت الحميمية حاضرة، والعلاقات الأجتماعية تخفض كثيرا من حدة التعصب! وفي ذلك الوقت لم تكن هناك مهاترات ..إنما مساجلات تصل إلى مراحل الأدب الرفيع! كنا نعمل في مكاتب مشتركة، ونتناول الوجبات سويا..ونتبادل المجاملات الإجتماعية على مستوى التزاور الأسري! وقطعا كانت هذه الصورة تسيطر على أجواء الصحف ..ولم يكن التعصب بذات الطريقة الحالية!! ولكن في زمان الصحف ذات الألوان..سادت العصبية..وأثر إنعزال الزملاء عن بعضهم في زيادة حدة التعصب! ونرى أن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، وبتصديقه على صحف ذات لون واحد أسهم بقدر وافر في حالة التعصب! وندرك يقينا أن الأمر صعب التحكم به طالما أن من يتقدم لإصدار صحيفة مستوفيا كل الشروط لا يمكن منعه بأي حال من الأحوال! ولكن التصديق لصحف هلالية صرفة ..أو مريخية صرفة ..زاد من حدة التوتر كثيرا!