«نعيد نشر هذا المقال بمناسبة اعلان حملات المقاطعة» كتبت عن دور المواطنين في محاربة الغلاء، وأجد ردود أفعال كثيرة مما يدعوني للمواصلة في الكتابة عن هذا الموضوع حتى يتعلم المواطن كيفية محاربة الغلاء، خاصة في ظل الاقتصاد الحر.. فبالإضافة لتعليق الأستاذ عبد الرحمن الزومة الكاتب المعروف الذي كتب في عموده المقروء «بين قوسين» بجريدة الشاهد مقالاً بعنوان «محاربة الغلاء على طريقة آمنة السيدح»، جاءني أستاذي والكاتب المميز صاحب عمود «شمس المشارق» بهذه الصحيفة والذي حكى لي أنه خرج من منزله لشراء بعض الخضروات من البائع المتجول في حي الهجرة بأم درمان، ووقف وبجانبه عدد من نساء الحي كن يردن الشراء أيضاً، وعندما سأل عن سعر كيلو الطماطم، وكان سعرها في ذلك اليوم مرتفعاً، فقال له «أديني» «نصف كيلو» وعندها طلبت بقية النساء نفس الكمية وهن يرددن «وكت ود الغالي اشترى نص كيلو نحنا ذاتنا بنشتري نص كيلو»، مما يعني أنهن كن يخجلن من شراء كمية أقل من الكيلو، فقال لي مؤمن إن هذا الخجل إذا لم ينتهِ واشترى كل مستهلك ما يلزمه فقط لن نصل لمبتغانا، وطلب مني أن لا أقف عند حد الكتابة، بل عمل كيان أياً كان شكله يجمع المنظمات والمهتمين في هذا المجال والصحافيين لتغيير النمط الاستهلاكي للأسر.. وحتى تأتي مقالاتي أكلها فاقتنعت برأيه وأصبحت الفكرة تعشعش في ذهني حيث لا يمكن أن ندع المواطن في قائمة ضحايا السوق ولابد من أن يعرف المواطن أن «ريموت» السوق يجب أن يكون بيده لا بيد التجار، وقد تابعت عدة ورش ملتقيات حول هذا الموضوع والتي تسعى لثقافة المستهلك، وقد أقامت جمعية حماية المستهلك أحدها وتوصلوا لأهمية تثقيف المواطن في ظل تنامي ارتفاع الأسعار، خاصة للسلع التي تأتي من الخارج وها هي أمانة المنظمات بالمؤتمر الوطني تعقد مؤتمراً تحت عنوان «دور المستهلك في مواجهة الغلاء».. وأظنهم قد أحسنوا وهم يقومون بتثقيف المواطن حتى يقوم بدوره في محاربة الغلاء ومعرفة الطرق التي نستطيع من خلالها مواجهة الغلاء خاصة أسعار السلع المستوردة.. والآن علينا أن نطلق حملة لحماية المستهلك ولتثقيفه على كيفية مواجهة الغلاء وبالطبع هذه الحملة تحتاج للجميع للعمل بيد واحدة وبلسان واحد وبأقلام واحدة، وتحتاج لكل المنظمات وأجهزة الإعلام حتى تصل الرسالة لكل السودانيين تحت شعار «معاً ضد الغلاء»، فكل الدول المتطورة تتعامل بهذا النمط لكنها بالطبع قد سبقتنا بالعمل والمعرفة والحملات المكثفة التي حولت المواطن من مستهدف إلى شريك.. فهلا قبلتم. ولنبدأها نحن في الصحف ونوقف الخطوط العريضة والمانشيتات في الصفحات الاقتصادية التي أصبحت معظمها تحمل «ازدياد أسعار كذا..» والتي لا يستفيد منها إلا التجار الذين يزيدون أسعار تلك البضائع في رفوفها.