سعدت جداً وأنا أطالع عمود أستاذي عبد الرحمن الزومة بالزميلة الشاهد الذي كان يعلق فيه عن المقال الذي كتبته تحت عنوان (لا تشتروا).. فالرجل قامة لا يمكن تجاوزها وقد سبقني بكثير في مجال الكتابة الصحافية، وقد جاء في مقاله الذي عنونه ب (محاربة الغلاء على طريقة آمنة السيدح): (دفعت إليّ زوجتي بصحيفة «آخر لحظة» وهي تشير إلى مقال أختنا وابنتنا «آمنة السيدح» وهي تقول لي «لماذا لا تكتب مثلها؟).. وكان المفروض أن أشعر بالاستفزاز لكنني لم أهتم بذلك لعدة أسباب وهي أنني بالفعل أكتب (مثلها)، والشاهد على ذلك هو أنني ختمت آخر مقال لي بسؤال وجهته للحكومة وفحواه كيف (تتخيل هي) أي الحكومة، أن يعيش موظف مرتبه (400) جنيه مع رطل السكر الذي بلغ سعره ألفين؟.. ثانياً إنني أؤيد كل ما جاء في مقال السيدح.. لكن السبب الأهم هو أنني بالفعل قد بدأت في إنفاذ الخطوات العملية في استخدام الوصفة التي قدمتها السيدة آمنة... الأستاذة وجهت دعوة مباشرة لجمهور المستهلكين لكي يحاربو ارتفاع الأسعار بطريقة وأسلوب المستهلك، وهي انقاص القوة الشرائية لدى المستهلك، ولكن بواسطة المستهلك نفسه بنفسه.. وطالبت المستهلكين بمقاطعة أية سلعة ارتفع سعرها اليوم وفي المستقبل.. ودعت إلى ترك البضائع على (أرففها) وفي المخازن ومخابيء (احتكارها) حتى تتعفن أو تنتهي مدة صلاحيتها لتكون هدفاً (لأتيام) هيئة المواصفات ونيابة المستهلك.... قالت لنقرر اليوم ألا نأكل لحماً! ماذا سيحدث؟.. لقد ظللنا نأكل اللحم منذ خلقنا.. زاد سعر الطماطم نقاطعها.. زاد سعر الحديد نوقف البناء لمدة شهر).. ويمضي الأستاذ الزومة في المقال حتى يقول: (يجب أن لا نلجأ للحكومة لتحارب لنا الغلاء.. إن أضعف حلقة في سلسلة محاربة الغلاء هي حلقة الحكومة.. وإن القوة الحقيقية في محاربة الغلاء موجودة في يد المستهلك تضحية بسيطة من جانب المستهلك لا تؤثر فيه، لأنها تحدث أثراً مدمراً وصاعقاً على التجار الجشعين وتجعلهم يعرفون الله حق). سادتي الشكر كل الشكر لابن الزومة الأصيل الذي وضع يده على الجرح.. وشكراً له وهو يعلن حربه على الغلاء بمقاطعة بعض السلع وتقليل البعض الآخر.. وهذا أمر يحسب له في دفتر تميزه.