دارت مؤخراً الكثير من الأحاديث المتشائمة والآسفة والساخطة على أداء إدارة إتحاد المهن الموسيقية الجديدة، والتي لم تشكل أي إضافة ملموسة للإتحاد منذ انتخابها وحتى الآن، فقد توقفت المناشط في الإتحاد حتى وصف البعض داره ب(بيت العزاء)، وخيَّم الحزن عليه كثيراً رغم أنه الإتحاد المعني بالنشاط الفني بالبلاد.. كما وصف البعض إدارة الإتحاد بالضعف لعدم ضبطتها لتفلتات بعض الأعضاء المنتمين لهذا الكيان، من خلال تصريحاتهم عبر الصحف موجهين فيها الإساءات لزملائهم، بل وجه بعضهم الإساءات للكيان في حد ذاته ولإدارته الحاضرة الغائبة، والتي تنظر بعين المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها!!. وكيف يعنيها ورئيس الاتحاد د. حمد الريح يزور الإتحاد في السنة مرة.. (آخر لحظة) استطلعت عدداً من المطربين ووجهت لهم السؤال المباشر.. هل أنتم راضون عن أداء إدارة الإتحاد الحالية؟ فكانت ردودهم على النحو التالي:- ابتدر الحديث الفنان الكبير محمود تاور قائلاً: بصراحة نحن غير راضين عن أداء إدارة الإتحاد الحالية، فبعض أفرادها نشعر بأنهم الأعمدة التي يستند عليها الإتحاد، وبعضهم مغيب تماماً عن الأحداث، ولا نعلم ماذا يفعلون.. وللأسف الشديد نحن لا نعلم بما يدور في اجتماعات إدارة الإتحاد، ولكن لا نرى أي عمل ملموس طرأ على الإتحاد، سوى تكوين المجلس الموسيقي الذي يفترض أن يقوم بدوره الفاعل جداً في إصلاح بيئة الفنون الغنائية، وفيما عدا ذلك لا توجد أي نشاطات في الإتحاد. وأشار تاور إلى أن درب الفنون الغنائية الموسيقية به العديد من الأشكاليات الكبيرة جداً، ونحن كفنانين نأمل في أن يقوم الإتحاد بدوره في خدمة قضايا أعضائه، ويتم تفعيل قانون نقابة المهن الموسيقية الذي تمت إجازته مؤخراً، وحقيقة في هذه الفترة هناك نوع من الركود.. وتأسَّف تاور إلى الإساءات بين المطربين وقال: يفترض أن يكون هناك احترام متبادل بين الزملاء، ونجتمع على أن نسعد ونفرح الشعب السوداني من خلال الطرب وخدمة قضايا المجتمع، وهذه الإساءات تضعف العلاقات بيننا كأعضاء وزملاء في الإتحاد، وتعكس عنا وجهاً قبيحاً جداً للمجتمع. وتأسفت الفنانة سمية حسن لحال إتحاد المهن الموسيقية الحالي وقالت: ما آل إليه الاتحاد الآن هو شيء مؤسف جداً، فحتى في مواسم المهرجانات والفعاليات الثقافية يشكل الإتحاد غياباً كبيراً جداً رغم أنه يفترض أن يهتم بالثقافة والفن والجديد، ولكن للأسف الشديد طوال الفترات الأخيرة لم نر أي فعاليات أقيمت في مسرح الإتحاد الذي سكنه العنكبوت ونعق فيه (البوم)، لذلك أقول لإدارة اتحاد المهن الموسيقية خافوا الله فينا وانعشوا هذا الصرح العظيم حتى يشار إليه بالبنان، وأنا بصراحة شديدة متأسفة جداً لحال الإتحاد الآن وأقول لمجلس إدارته (أصحى) عشان الناس صحت ومواكبة لكل شيء.. فلماذا الإتحاد محلك سر، فأصحوا لنلحق القطارالذي فات فعلياً وعلينا إدراكه بأي شكل من الأشكال. وأشارت سمية حسن إلى أنها كانت تعول كثيراً على إدارة الإتحاد الحالية ولكن للأسف الشديد خيبت كل التوقعات، ولم تحرك فينا ساكناً، وكان أفضل حالنا القديم، ولا يزال أعضاء الاتحاد يعانون الفقر في حين أن الإتحاد يمكنه أن يكسبهم الذهب، وللأسف الشديد حال الإتحاد محزن لحد البكاء، وللمرة المليون أقول أصحى يا مجلس الإدارة وكفى اخفاقات. وتساءل فنان أفريقيا الأول الدكتور الأمبراطور محمد وردي قائلاً: هل إتحاد المهن الموسيقية مسؤول عن الحراك الفني أم إن الفنانين المنتمين له عليهم ذلك..؟ وعن رأيه في أداء إدارة الاتحاد الحالية رد وردي قائلاً: إن أثر الفنان الذي يرأس الإتحاد مهم جداً، فهل هو شخصياً لديه عطاء، والقاعدة التي انتخبت الفنان غير المعطاء هل هي قاعدة مميزة؟، وأعتقد أن الجيل الحالي من المطربين الشباب هم المطالبون بتفعيل الإتحاد لأن الفنانين الكبار أدوا ما عليهم وقدموا أدواراً كبيرة للارتقاء بالفن السوداني، ولكن الجيل الحالي غائب، وعليه ملء الخانات الفارغة. أما عن الركود الفني داخل الإتحاد قال عنه وردي: الركود أصبح عاماً في كل المجالات في البلاد، وذلك نتيجة لعدم الاستقرار وانعكس ذلك على الفن، ولكن السؤال القائم.. هل الدولة قائمة الآن بمسؤوليتها كاملة تجاه ترقية الثقافة عموماً، وماهو دورها في ذلك؟.. وهل إقامة الفعاليات وتفعيل إتحاد المهن الموسيقية هي مسؤولية وزارة الثقافة الإتحادية؟.. وقال وردي: أنا شخصياً لست براضٍ عن مسار الثقافة ككل، وبصراحة أكثر الثقافة الآن هابطة ولا أرى أي دور لوزارة الثقافة الإتحادية، وهي راكدة ولا تقوم بعمل أي شيء، وما نظمته من أماسٍ غنائية مثل أماسي الخرطوم وأم درمان هو كلام فارغ ليس إلا، فليس لديها أي أثر في الساحة.. ودعا وردي لإقامة ندوة ثقافية في السودان تضم الكُتَّاب والشعراء والأدباء والمثقفين والصحفيين للنظر في مسألة الثقافة والركود الحالي. فيما أكد الفنان سيف الجامعة نائب الأمين العام لإتحاد المهن الموسيقية على أن الإتحاد موجود بأعضائه في كافة الفعاليات، وأشار إلى أن توقف النشاط داخل دار الإتحاد له عدة أسباب أهمها شح الامكانيات، خاصة وأن الاتحاد لا يتلقى أي دعم من أية جهة، ولا حتى من وزارة الثقافة الإتحادية، ومالية الاتحاد ضعيفة جداً، وكذلك حال تحصيل الأعضاء في الاشتراكات، لذلك غاب الإتحاد عن النشاط طوال شهر رمضان الماضي.. وقال سيف الجامعة إن هناك ركوداً عاماً في الساحة الفنية له علاقة بأشياء أخرى الإتحاد بعيد عنها مثل الضائقة المعيشية للناس التي أبعدتهم عن الترفيه. أما بخصوص تصريحات وتفلتات بعض المطربين وإساءتهم للإتحاد قال عنها نائب الأمين العام للإتحاد الدستور الآن به مادة تمنع الإساءة للإتحاد من خلال الصحف، وتمنع الإساءة بين الأعضاء ويمكن أن نفعلها ونفصل الأعضاء المتفلتين من عضوية الإتحاد، ولكن هل نستطيع أن نغفل أفواههم، وهذا العقاب لا يمثل رادعاً كبيراً فيمكنهم أن يمارسوا الفن من داخل أو خارج الإتحاد، لذلك يجب أن يكون هناك عقاب رادع وإجراء قانوني أوسع من ذلك، ومازلت أنادي بأن يكون هناك ميثاق شرف لمهنة الفن والغناء، ويفترض أن يحترم زملاء المهنة بعضهم البعض، ويحترموا الإتحاد ويكفوا عن التراشقات المسيئة لبعضهم البعض عبر الصحف.