لقاء خاطف جمع بين آخرلحظة والشاعر الغنائي الكبير أبو شورة تناول فيه رؤيته لما يجري في الساحة الفنية وأسباب انتشار الأعمال الهابطة و.. و.. ولماذا منع بعض المطربين الشباب من ترديد أعماله.. ولنطالع معاً افادات أبو شورة.. رأيك في الساحة الفنية الآن؟ أنا الآن أقف مذهولاً أمام الساحة الفنية!! وذلك لأن ماضيها مشرق جداً وحاضرها متضارب، ومستقبلها مجهول في عالم الفن، وعندما نقول مثل هذا الكلام يعتقد البعض بإننا ننحاز للماضي أو أننا أسيرين لزمن سابق عشناه، ولكن الحقيقة هناك فرق واضح بين الفترتين فلا يعقل أن أسمع غناء مثل (ياضنين الوعد) للكابلي و (شجن) لعثمان حسين أو (المستحيل) لمحمد وردي وفي الألفية الثالثة أستمع لأعمال لا أعرف حتى ماذا أقول عنها، فهل نحن نسير للأمام أم إلى الخلف. هل تعني بهذا الحديث بأن زمن الإبداع أنتهى في السودان؟ أبداً فهناك مبدعون كثر ولكن مشكلتنا الأساسية كيف تصل الأشياء الجميلة لأذن المستمع وهي مشكلة الإذاعة والتلفزيون الذي أوقف التسجيل لفترة طويلة ، وللأسف الأعمال غير المحترمة تجد مجالاً واسعاً في المنتديات وبيوت الأفراح و«التخاريج» وغيرها ومنتشرةٌ إنتشار النار في الهشيم، والأعمال الجميلة لا تجد مساحةً فنحن نعاني وننتقد ولكن لا حياة لمن تنادي. ماهي أسباب تدني الذوق العام؟ الأسباب واضحة جداً وهي تكمن في أن الثقافة إنعدمت الآن لعدم قراءة الكتب، وأصبح الإعتماد على الثقافات المعلبة رغم الوسائل الحديثة، وثانياً الأسباب الاقتصادية لأن سعر المؤلفات «يجيب» بنطلون وقميص، والجمعيات الأدبية في المدارس اختفت ، والشيء المهم غياب المهرجانات الثقافية وعدم تفعيل المسرح القومي مثل السابق ففقد مهمته الأساسية، وغاب التنافس بين المبدعين، فأنا شخصياً أول ظهور لي كان في هذه المهرجانات. ولكن أنتم كمبدعين كبار غاب دوركم في إصلاح الذوق العام؟ نحن كشعراء نكتب الكلمة الجميلة، ومن ثم يأتي دور الملحن والمغني والأجهزة الإعلامية في توصيلها ، فماذا نفعل أكثر من ذلك. بصرا حة منتوج كبار الشعراء أصبح ضعيف جداً؟ بالعكس تماماً، فأنا شخصياً لدي مجموعة من الأعمال الجديدة لعدد من المطربين الكبار والشباب، وأنا الوحيد الذي يزرع الثقة في الشباب لأنهم حملة راية المستقبل. يقال بإن جيل الفنانين الشباب الحالي ليس لديهم إحترام لكبار الشعراء؟ هذه حقيقة، لذلك أنا لا أتعامل إلا مع الجادين منهم فقط أصحاب الرسالة، وليس أصحاب المزاجات من الباحثين عن المظاهر. بصراحة أبو شورة يعادي الفنانين الشباب؟ هذا كلام خاطئ تماماً، نعم من قبل أوقفت الفنان شريف الفحيل من ترديد أغنياتي نهائياً لأنه يغنيها بطريقة خاطئة دون الرِّجوع لي أو أخذ الإذن مني بترديدها بل حتى أنه لم يكن يعلم حتى من هو شاعرها، وسوف أمنع أي فنان من ترديد أعمالي دون الرجوع لي حتى يكون هناك إحترام من الشباب للكبار في الساحة الفنية ، فنحن نريد أن نصنع منهم نجوماً كبار كمن سبقهم. مارأيك في الألقاب التي تطلق على الفنانين الشباب مثل الإمبراطور والقيصر والسلطان وغيرها؟ أولاً الألقاب لا تضيف للفنان شيئاً، والسؤال المهم هل لديهم أعمال تقابل مثل هذه الألقاب .. وإذا كانوا هم أباطرة وقياصرة وسلاطين فماذا يكون وردي وعثمان حسين وغيرهم من العمالقة، وأعتقد بأن مثل هذه الألقاب هي أكبر من أحجام الفنانين الشباب وتظلمهم كثيراً ويجب أن يعوا ذلك ! فالفنان عطاء وليس جمال شكل أو جمال صوت فقط. يقال إن حال إتحاد شعراء الأغنية السودانية الآن لا يسر؟ نعم حال الاتحاد الآن لا يسر ولكن ذلك يرجع لأن الشعراء ليسوا أصحاب أموال ولا يملكون شيئاً فأرض الاتحاد تجاوزت العشرة سنوات ولم يكتمل بناءها حتى الآن رغم إننا خاطبنا الدولة كثيراً ولكن بدون أي نتيجة، والأستاذ محمد يوسف موسى رئيس الاتحاد تحمل كثيراً على أعصابه فماذا يفعل أكثر من ذلك. ماذا عن هجوم عدد من أئمة المساجد على الغناء؟ كل من وقف في منبر يسيء للفنانين هذا خطأ كبير جداً فنحن أصحاب رسالة نزرع الحب والإلفه والمودة بين الناس لذلك على القائمين على أمر الفن الرَّد عليهم ، فلماذا لم يصدر اتحاد المهن الموسيقية بياناً حازماً للرد عليهم ويرد به اعتبار المبدعين خاصةً وأن الدَّولة تؤيد الفن وتقيم المهرجانات الغنائية. هل لديك خلافات مع الأجهزة الإعلامية؟ أنا صديق لكل الأجهزة الإعلامية، وليس لدَّي أي خلافات معها، ولكن الأجهزة مقصرة في تسجيل أعمال كل المبدعين ، وبصراحة الصحافة هي من قدَّمتني كشاعر للساحة الفنية. مارأيك في الإساءات بين المطربين والشعراء في الصحف؟ بصراحة هي فقر غنائي ليس إلا. الفراغ الذي تركه وردي في الساحة الفنية؟ هو فراغ كبير جدًا ووضح ذلك بما نرآه الآن فيما يقدم في الساحة من أعمال! فوردي شامل في كل شيء، وأتمنى أن تنجب حواء السودانية مثل وردي، ففي هذا الجيل ليس هناك مثله. الجدير بالذكر ان الشاعر محمد عبدالقادر ابوشورة لديه اعمال عديدة لدي عدد من المطربين الكبار منهم محمد ميرغني »عاطفه وحنان ياناس.