جولة:رشا مهدي / ابتهاج العريفي/ دعاء محمد على خلفية الحملة التي ستنفذها جمعية حماية المستهلك اليوم الأحد بولاية الخرطوم، والتي دعت بمقاطعة اللحوم الحمراء لثلاثة أيام متتالية نتيجة لارتفاع أسعارها المتزايد.. في هذا الصدد قامت (آخر لحظة) بجولة التقت خلالها بعدد من أصحاب الملاحم، كما استطلعت عدداً من المواطنين بخصوص المقاطعة التي دعت لها الجمعية، هذا إلى جانب إفادات من مدير عام بنك الثروة الحيوانية ليعرفنا على المعالجات التي يجب أن تتم وإلى ماذا يعزو ارتفاع الأسعار في نظره كخبير في هذا المجال.. فمعاً نطالع إفادات الجميع: البداية كانت من داخل إحدى الملاحم بوسط الخرطوم في منظر لا يخلو من عدم الإقبال، فالمحل كان يخلو من الزبائن واللحوم معلقة بكميات كبيرة وصاحب الملحمة وجدناه يتصفح (الفيس بوك) عبر الموبايل، ورغم ذلك سألناه ما رأيك في ما ستقوم به الجمعية.. حيث قال إذا نفذت الجمعية المقاطعة أو لم تنفذها فإننا متأثرون، فالإقبال بات ضعيفاً في ظل ارتفاع الأسعار.. وأصبح قلة من المواطنين يشترون اللحوم الحمراء والسوق نائم في كل الأحوال. فيما ذكر آخر قائلاً لماذا مقاطعة اللحوم.. فارتفاع الأسعار ليس منا نحن «الجزارين»، بل هي ترجع للعوائد المفروضة علينا.. فنحن ندخل الرأس إلى المذبح بعوائد وتتراوح العوائد حسب الرأس الداخل للذبيحة ونوعيته، فسعر الضأن يختلف عن سعر البقر وهكذا.. ولا تقف العوائد عند الذبح فقط، بل نقلها يحتاج إلى عوائد.. وفي المحل نقوم بدفع العوائد.. وأقول لكم بكل صراحة إذا لم تتلاشَ العوائد أو تقل.. فإن سعر اللحم سيرتفع إلى أكثر من ذلك. وعلى ذات الصعيد التقينا بالمواطن عوض عمر «سائق تاكسي».. وسألناه إذا كان سينفذ الحملة فقال: والله وبكل صراحة أنا منفذ الحملة منذ أن وصل سعر كيلو الضأن إلى أربعة وعشرين جنيهاً، وهو الآن بلغ أربعة وثلاثين جنيهاً، وأنا أرى أنه يجب على جميع المواطنين حتى الذين لديهم الاستطاعة لشراء اللحوم وغيرهم.. بمقاطعة اللحوم حتى يصل سعرها إلى سعر معقول. وحتى نقف على المعالجات قمنا بمقابلة قصيرة للأستاذ أحمد بابكر مدير عام بنك الثروة الحيوانية.. فجاء حديثه على النحو التالي: بداية ولاعتبارات قومية فإننا نهتم بقطاع الثروة الحيوانية خاصة بعد شح الموارد البترولية.. وأنا في رأيي أن الذي يحدث الآن هو نتيجة لمضاربات في سوق الماشية وشغل سماسرة ووسطاء سوق، وأرى أنه يجب أن تحدث حلول عاجلة من قبل وزارة التجارة وحكومات الولاية التي تقع فيها هذه الأسواق، فيجب عليها ضبط الأسواق.. كما أن الأمن الاقتصادي يمكن أن يلعب دوراً في المعالجة إلى جانب وزارة الثروة الحيوانية والتي يجيء دورها عبر الاهتمام بصحة الحيوان، كما أن للقطاع المصرفي دوراً خاصة وأنه يعتبر الجهة المعولة ويمكن أن يلعب دوراً في ضبط الأسعار. ومن ناحية أخرى فإن قطاع الصادر هو الأكثر ضرراً من ارتفاع الأسعار في السوق المحلي.. لأن الارتفاع الكبير يساهم في منافسة دول أخرى لنا. وأؤكد أن الصادر لا يلعب دوراً في ارتفاع الأسعار، كما أنني لا أعتقد أن السبب في ارتفاع الأسعار هو قلة الإنتاج. وختم مدير عام بنك الثروة الحيوانية د. أحمد بابكر حديثه ل(آخر لحظة) قائلاً: نأمل بأن تكون هناك مجهودات من الجهات التي ذكرتها والتي تلعب دوراً في حل هذه المسألة.. حتى تستطيع أن توفر للمواطنين خروفاً بسعر خمسمائة جنيه، لأننا في ظل الذي نراه فإننا نتوقع أن يكون هذا أقل سعر للخروف هذا العام. ومن جانبه أعلنت الجمعية السودانية لحماية المستهلك بداية حملتها لمقاطعة اللحوم بأسواق الخرطوم اليوم، وأكدت أن الحملة ستستمر لمدة «3» أيام كاشفة عن عزمها الدخول في اجتماعات مع الجهات المعنية لتحديد أسعار السلع بجانب تطبيق قانون الديباجة الموضوع أمام منضدة المجلس التشريعي الآن. وطالب د. نصر الدين شلقامي رئيس الجمعية الدولة بتسهيل الاستثمار في تربية الحيوان، بالإضافة لوضع قوانين تحاسب التجار.. ودعا شلقامي خلال حديثه أمس في المنتدى الدوري للجمعية اتحاد أصحاب العمل والغرف التجارية بالالتزام بهامش ربح محدد. من جانبه أكد د. ياسر ميرغني الأمين العام للجمعية أن المقاطعة ستتجه لسلع أخرى.. مشيراً لاجتماعهم عقب المقاطعة مع الوزارات المختلفة لوضع سعر محدد لا يسمح بتجاوزه مع الالتزام بتطبيق قانون الديباجة لتحاشي جشع التجار في زيادة الأسعار. وفي السياق قلل الخبير الاقتصادي محمد إبراهيم كبج من آثار المقاطعة واسهامها في خفض الأسعار.. مشيراً إلى ارتفاع أسعار البدائل الأخرى، متهماً الحكومة بإهمال قطاع الثروة الحيوانية مطالباً بضرورة إعادة هيكلة الاقتصاد السوداني. وفي الاتجاه أشاد عبد الله ميرغني عضو لجنة التجارة والاقتصاد والاستثمار بالمجلس الوطني بالخطوة التي قامت بها الجمعية،، مشيراً إلى أن المقاطعة تعد السلاح الوحيد الذي يملكه المواطن لضرب غول الأسواق، مؤكداً أن الارتفاع الموجود حالياً غير مبرر. من جهته اتهم نور الدين بشرى «جزار» المصدرين بالتسبب في ارتفاع الأسعار لمنافسة التجار المحليين في شراء المواشي.. مؤكداً عدم ارتفاع تكلفة انتاج اللحوم، بجانب عدم تأثير الكميات المصدرة على اللحوم بالأسواق المحلية، وطالب الجهات المسؤولة بوضع قانون ينظم عمل المصدرين. وأيدت قطاعات واسعة من المجتمع حملة المقاطعة، حيث أكدت اقبال جعفر الأمين العام لاتحاد المرأة المقاطعة، وطالبت المرأة برفع شعار «قوتنا من داخل بيوتنا». وقلل الأب فيلو ثاوث فرج من أهمية اللحوم في غذاء الإنسان، وطالب الدولة بضرورة تنمية الثروة الحيوانية متهماً الحكومة بالتسبب في هذه المشكلة بعد فتحها لفرص الاستثمار في هذا المجال،، وأكد خبراء تغذية أن النباتيين هم الأكثر صحة في العالم بعد الدراسات، بالإضافة لعدم تعرضهم لأمراض العصر.