جولة: عيسى جديد: ابتهاج العريفي: دعاء محمد - تصوير: سفيان البشرى في بادرة تعتبر الأولى من نوعها في مجابهة غلاء الأسعار خاصة بعد الإرتفاع الجنوني الذي طرأ على أسعار اللحوم الحمراء مؤخراً دون أي مبررات واضحة للمواطن اتجهت جمعية حماية المستهلك السودانية في تنفيذ حملتها ابتداءً من أمس لمقاطعة اللحوم الحمراء تحت شعار (الغالي متروك) والتي تستمر لمدة ثلاثة أيام دفعاً للحكومة للتدخل المباشر في مسألة تحديد ورقابة الأسعار وضبط السوق. ü (آخر لحظة) قامت بجولة واسعة على محليات الولاية لقياس أثر وصدى المقاطعة وردود أفعال المواطنين ودرجة الاستجابة للقرار وأثرها على نظامهم الغذائي بجانب آراء أصحاب الملاحم (الجزارين) وتأثير القرار عليهم وانطباع الجمعية عن اليوم الأول للحملة فمعاً نطالع: السوق المركزي بالخرطوم ü البداية كانت داخل السوق المركزي بالخرطوم حيث التقينا عدداً من الجزارين وسألناهم عن صدى اليوم الأول للحملة وهل تأثروا أم لا وكانت هذه إفاداتهم. ü عبد الناصر: الحملة وجدت صدى فالإقبال ضعيف ولا يوجد مشتري على الرغم من اننا نبيع كيلو الضأن بمبلغ ستة وعشرين جنيهاً عكس البيع في الملاحم الموجودة داخل الأحياء السكنية والأسواق الأخرى ففي بعضها يبلغ سعر كيلو الضأن ستة وثلاثين جنيهاً وختم حديثه قائلاً إن الحملة تعود علينا بخسائر كبيرة. ü فيما قال عباس علي حسن الحملة لن تحرك فينا شيء والغلاء ، نحن لسنا وراءه فأسعار المواشي غالية والمحليات والرسوم والضرائب والعوائد المفروضة علينا تجعلنا نبيع بهذا السعر وأقولها صراحة «العندو ياكل لحمة والما عندو يأكل البدائل». ü وذكر سمير الحاج مصطفى قائلاً وجدت الحملة صدى واسعاً وهذه خسارة علينا كبيرة نقدرها بألفين جنيه خلال الثلاثة أيام وأضاف قائلاً كنا نذبح عدد ستة رؤوس من الضأن (خراف) لكن عندما سمعنا بالحملة سوف تبدأ الأحد قمنا بانقاص الكمية وذبحنا عدد ثلاثة فقط وبالرغم من انقاص الكمية إلا أن الإقبال ضعيف ولا يوجد مشتري للحمة. صدى الحملة عند المواطنين ü ومن داخل السوق قمنا باستطلاع عدد من المواطنين كانوا يقومون بشراء احتياجات اخرى بعيداً عن (الجزارين) حيث كان المكان امام الملاحم خالياً وسألنا المواطن جاد الكريم الزين فقال لم اشتر اللحمة هذا اليوم وسوف اقاطعها حتى يصل سعرها ستة عشر جنيهاً وساكتفي بأكل اللحوم البيضاء أسبوعياً. وقالت ثريا آدم عندما سألناها (هو الحاصل شنو؟) وأخبرناها أن هناك حملة لمقاطعة اللحوم الحمراء قالت أنا مقاطعة اللحوم منذ فترة خاصة وأن أسعارها كل يوم في زيادة وغير مستقرة. وذكر محجوب عبد الكريم أنه مقاطع للحوم ويؤيد هذه الحملة وطالب الجهات المختصة والمسؤولة بتوعية المواطن حول غذائه خاصة وأن باللحوم مضار صحية وأن يتجهوا للبقوليات وتنشيط عملية الدواجن والأسماك. الجمعية: الحملة ناجحة وفي إفادة لمعرفة صدى الحملة تحدث الينا الدكتور ياسر ميرغني الأمين العام لجمعية حماية المستهلك وجاءت إفاداته على النحو التالي قائلاً: إن الحملة وجدت نجاحاً فوق توقعاتنا وهذا يدل على أثر الإعلام الذي لعب دوراً كبيراً في تبصير المستهلك بحقوقه وأشار إلى أنه بدأت تغطيتها بولاية الخرطوم واليوم الثاني بولاية أم درمان والثالث ببحري إلى أن نصدر بياناً في اليوم الختامي فيه تقييم شامل وكامل للحملة. من داخل أم درمان واجمع عدد من أصحاب الملاحم بمدينة أم درمان على أن الإقبال لا بأس به في اليوم الأول للمقاطعة وقالوا لم نتوقع أن يكون هناك اقبال وبوجود عدد من المشترين سألتهم قال أحدهم كنت أنوي المقاطعة لكن زيارة لبعض أقربائي قادمين من مدينة شندي حالت دون ذلك فعندما أذهب اليهم هناك يقومون على الفور بالذبح لي وهذا ما جعلني أشتري وهكذا كان الحال لجميع مشتريي اللحوم يوم أمس أي أن الضرورة هي التي دفعتهم للشراء. من داخل سوق بحري الحملة ناجحة قبل تطبيقها السبب عزوف الناس!! خالد عبد الحليم تاجر اجمالي للحوم - قال أنا مع الحملة لأننا تضررنا من الغلاء وما قادرين نشتغل والسوق واقف قبل بداية الحملة أصلاً ما في حد بشتري غير (العندو قروش) نحن بقينا نصدر لمصر والسعودية وتركيا من نيالا مباشرة وهذا أثر على السوق في الخرطوم مباشرة تخيل الثور في نيالا بأربعة ملايين والأيام شهر (9) أيام خريف الوارد ضعيف والعاصمة تأكل أكبر كمية من اللحوم بمعدل (4 آلاف رأس) في اليوم من خلال المسالخ الخمس «الكدرو، غناوا، كرري، السبلوقة، السلام، الحاج يوسف الوحدة» لكن الآن في شح في الوارد بسبب الصادر والحل في يد الحكومة لايقاف الارتفاع الجنوني وتقنين تجارة اللحوم!! أصحاب اللحوم البيضاء يشتكون!! بينما الحملة بدأت على اللحوم الحمراء رأينا أن نتابع سوق اللحوم البيضاء من فراخ وأسماك فوجدناهم أيضاً يشتكون من ارتفاع الأسعار. إسماعيل عبد الله صاحب محل للسمك قال إن قرار المقاطعة بداية كويس لاستقرار الأسعار نحن أيضاً تأثرنا بارتفاع أسعار اللحوم الحمراء فارتفعت اللحوم البيضاء بعد الطلب عليها وبسبب السماسرة كيلو الدبسة من (3) جنيهات ارتفع إلى (11) والبلطي كان ب (8) الآن ب (18) يعني لو ترك الناس اللحمة السمك برضو غالي!! ü لحمتنا هي اللوبيا والعدس!! المواطن هاشم عبد الرحمن سائق حافلة قال ل (آخر لحظة) أنا مع الحملة وضد ارتفاع الأسعار ونحن تركنا أكل اللحمة من زمان ونشتري اللوبيا ومرات العدس وأنا بفتكر ان هذا جشع من بعض الناس الشغالين في اللحمة معقولة السودان بلد الثروة الحيوانية كيلو اللحمة يصل إلى 24.. الحملة لابد ان تكون لمدة أطول وعايزين نوعية أكثر من وسائل الإعلام ومش اللحمة بس نريد مقاطعة كل السلع الضرورية حتى ينضبط السوق!! ضعف الحملة والمقاطعة ليست حلاً!! المواطن صديق مدني أعمال حرة قال: أولاً الحملة ضعيفة إعلامياً معظم الناس لم يسمعوا بها أنا سمعتها اليوم فقط بس هي مش حل كامل للمشكلة لأن (90%) من المواطنين لا يشترون اللحمة ودي حقيقة البشتروا اللحمة ناس معينين وعندهم قروش وما بعاينوا للأسعار اعتقد أن الحل في تدخل الحكومة بالرقابة على السلع واقصد كل السلع ليس اللحمة وحدها والناس من زمان تبحث للبدائل الأخري من خضر وبقوليات رغم ارتفاع أسعارها. الجزارين يعزون السبب للصادر!! في سوق بحري الكبير سوق الجزارة وقفت (آخر لحظة) مع الجزارين في اليوم الأول لتطبيق قرار المقاطعة ولاحظت (آخر لحظة) قلة المشترين من المواطنين وكساد حركة السوق عامة ولدى سؤالها لعدد من الجزارين كانت هذه الإفادات: عصام بانقا: جزار بسوق بحري قال إن الأسعار في محلها ما نقصت ولا زادت كيلو الضأن ب (30) البقر (24) وأعتقد السبب التصدير ولا أعتقد أن الزيادات في اللحمة وحدها السلع كلها زائدة وأعتقد أن زيادة اللحمة ونقصها في يد الحكومة والشركات الأجنبية أيضاً لها دور في رفع الأسعار. سيف الدين حران: جزار عزا السبب إلى التصدير أثر ذلك في ارتفاع الأسعار وطالب بايقاف الصادر وأشار إلى أن (الدعول) السوداني الكيلو ب (20) والقشاشي الحبشي ب (16) والسبب تصدير لحومنا إلى الخارج.. وأشار إلى أن القشاشي هو اللحم الصومالي والحبشي الذي غزا الأسواق ويدخل عن طريق القلابات والقضارف والجمارك للثور الواحد (350) جنيهاً ورغم أنه يغطي معانا لكن نعتبره غالياً كذلك العوائد بالنسبة للدكان كثيرة فهي (10) جنيهات والرخصة الصحية ارتفعت (200) إلى (390) جنيهاً بجانب النفايات بمعنى اننا محاصرين من كل الجهات. وفي الجانب الآخر قال مواطنون في بحري إن بعض أصحاب محلات الدواجن قاموا برفع الأسعار حيث بلغ كيلو الدواجن 35 جنيهاً. ü المقاطعة تحتاج إلى الإجماع المواطنة محاسن عبد السيد ابو دقن: بحري الشعبية قالت المقاطعة لابد أن تكون من الجميع لكن كيف مع الناس العندها قروش!! نحتاج مراقبة من الحكومة دائمة لكل السلع، المقاطعة ممكن تنجح في الولايات لأن الناس بسطاء ومتكاتفين وما عندهم ذاتو قروش بعكس الخرطوم ونحن وقفنا أكل اللحمة من زمان وعايزين مراجعة لكل شيء ومحاسبة المسؤولين عن غلاء الأسعار. سوق الكوارع والكمونية الحال ماشي بالجهة الأخرى يبدو ان سوق الكمونية و(العفشة) والكوارع غير متاثر بالحملة استطلعنا الجزار مصطفى عمر الذي قال نحن نشتري (العفشة) وهي بطن البهيمة ب (200) جنيه ونبيع حسب طلب الزبون ب (4) و(5) جنيهات ولم تتأثر بالحملة كذلك الكوارع أسعارها ما زادت وسوقنا ماشي رغم غلاء اللحمة والناس بدأت تلجأ لينا فالكوارع الجوز ب (15) جنيهاً والقطعة في حدود (8 - 9) جنيهات. المطاعم الكبيرة تشتري بالجملة دخلنا على المطاعم لنعرف اثر المقاطعة.. محمد أحمد التائب صاحب مطعم قال نحن نشتري خرفان جاهزة ولم نتأثر بالمقاطعة رغم أن الأسعار غالية فطلب الشية (نصف كيلو) ب (10) جنيهات والشية العادية ب (9) جنيهات وراي أن القرار لن يحل المشكلة فالمواطن ترك أكل اللحمة من زمان الأقلية فقط الآن تشتري لحمة.