إلى الأحبة في كل ولاية الخرطوم.. بلا فرز.. لا بل «بي فرز» نستثني فقط تلك الطبقة المخملية المترفة.. والتي إرتوت حد «الشرقة» من دمائنا النازفة.. التي شبعت حتى التخمة من استحلاب آخر مليم من جيوبنا المثقوبة.. استثني كل مسؤول ساهم في تأجيج نيران العذاب التي ما برحنا نصطلي بنيرانها الحارقة.. الخطاب لكم وحدكم أحبتي مواطني الخرطوم.. طلبة وعمال.. وزراع أبطال.. تجار متوسطي الحال شرفاء.. وموظفين يفنون عيونهم على ضوء المصابيح.. وتعشي «لمعة» الورق الصقيل نور أبصارهم.. واليوم.. هو يوم الامتحان الرهيب.. يوم مقاطعة «اللحوم» وباسم الشعب والأيام الصعبة.. نجزم ونتأكد.. ونتيقين.. أنه لن يكون اليوم بيننا.. راجف.. واهن.. متخاذل.. ونبدأ.. بصور الإبداع.. والإشراق.. التي صنعتموها.. فكانت إلهاماً.. لألسنتكم الطليقة.. الصادحة.. المصورة لوحدتكم.. وتكاتفكم.. وأنتم تهبون الوطن بل العالم أبهى اللوحات.. إنها ألسنة.. هاشم.. وعلي عبد القيوم.. وود المكي.. وصلاح أخو فاطمة.. وهاكم ما جادت به قريحة هاشم صديق.. هديمك يا وليد مقدود وصابحنا الفقر والجوع صبح باب التكل مسدود كمل حتى الملح في البيت وشن هم الملح في البيت وكت ملح الدموع موجود.. هاشم صديق.. من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم الجديدة والسير من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب الحياة القادمة جيلي أنا.. ولك التفرد فوق صهوات الخيول روامحا جيل العطاء لعزمنا حتماً يذل المستحيل.. وننتصر وسنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى ونحمل عبء أن نبني الحياة ونتبكر محمد المكي إبراهيم أكفنا الراية البيضاء والسلاح علي عبد القيوم.. واليوم.. أحبتي.. مواطني ولاية الخرطوم.. هو يوم مقاطعة اللحوم.. بل معركة مقاطعة اللحوم.. سلاحنا فيها.. أكفنا الراية البيضاء.. وسلاحنا.. هو سلاح مقاطعة اللحوم.. اليوم أحبتي.. هي تلك اللحظات النادرة في الحياة.. وصفحة بيضاء من صفحات مجلد التاريخ.. تنتظرنا لنكتب على ورقتها الصقيلة.. إننا من ابتدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى.. واليوم نقرر أننا حملنا عبء أن نبني الحياة ونبتكر.. الإخوة.. الأخوات.. الزملاء والأمهات.. الرائعات جداً الحبوبات.. المدهشات جداً.. الفتيات.. اليوم.. هو تأكيد.. إننا لا نغلب حيلة.. ولا نركن لاستسلام ولا نرفع راية بيضاء تسليماً وإقراراً بالعجز والمهانة والهزيمة.. اليوم نهزم غول السوق ذاك الأسطوري المتوحش.. اليوم.. نقتلع أنياب وأسنان وأضراس ذاك الوحش الوالغ.. في دمائنا.. حد الارتواء.. بل هو بلا ارتواء.. اليوم نخلق سحابة داكنة وسوداء.. لو فشلنا.. أو أخفقنا.. اليوم.. ترفرف رايات الأمل.. وتطل.. بيارق النصر.. محفور عليها بأحرف بارزة.. روعة النبوءات الجريئة.. اليوم نؤكد للحكومة.. وللقصابين.. إننا بوحدتنا وتصميمنا وتشابك أيادينا..وتلاحم كتوفنا.. وشاهق إرادتنا.. أننا يمكن أن ننجح.. وننتصر.. ونملي على كل جبار غشوم.. إرادتنا.. ونفرض.. سياستنا.. اليوم.. هو اليوم.. الذي نضع فيه ذاك الخط الفاصل.. بين الإقدام والاستسلام.. لن نستسلم لأقدارنا.. ولن نستكين لمصيرنا.. الذي ما عاد يهم حكومة أو تاجراً.. أو سمساراً.. الأحبة المقاطعون.. إنها فقط «بروفة» حتماً ننتصر فيها.. لتندفع بعدها المقاطعات.. لكل سلعة.. تطير بأجنحة الجشع.. والاستغلال.. والاحتكار.. اليوم.. يجب أن تعلم الحكومة.. ومن خلفها.. جباة الجبايات.. إن هذا الشعب المبدع.. المعلم.. قادر على ابتداع أسلحة.. بلا ذخائر ولا طلقات.. بلا مواسير بنادق.. بلا زناد.. أسلحة الوحدة والتصميم.. وبارك الله في كل مقاطع.. وتباً.. وبؤساً.. وسيل من اللعنات لكل متخاذل..