قال مرة.. و «قريب يوم داك وما طول».. قال السيد علي محمود وزير المالية الإتحادية إن «الحكومة مفلسة».. قال هو ولم أقل أنا حتي لا تنتاشني سهام أنا لا قبل لي بها.. خاصة وأن الحكومة الآن «مزرورة» زرة غنماية في الطاحونة.. فهي المسكينة قد جفت في أنابيبها أنهر النفط.. و«حظها عاكس» وأيضاً «هم» جاروا.. وأنا وأقسم بالذي رفع السماء بلا عمد.. لست ناقماً أو شامتاً.. ليس لأني بين الحكومة ود موصول.. أو حب مبذول.. ولكن لأن «فلس» الحكومة ينعكس بل يصطلي بأتون نيرانه الشعب السوداني المسكين.. ولأن الأحبة أولئك الذين هم في سقف الدرجات لن تنقص حياتهم ولا معاشهم.. قطعة من «زيتونة» يونانية.. ولا مكعبة من «مكرونة بالبشميل».. هم وربنا يزيد لهم من الفارهات اللامعة و «البودي» الصقيل.. إثنين وثلاثة.. غير تلك ذات الدفع الرباعي والتي تستطيع أن تقهر حتى صحراء «نيفادا».. كما إن «الأولاد» عندما يستبد بهم الزهج من حر الخرطوم.. يحلقون بأجنحة نسور من المونيوم وفولاذ إلى ماليزيا وبانكوك.. أما إذا كانوا من الذين هم أقل ثراءً.. فالأولاد.. يغادرون «متذمرين» غاضبين إلى «دبي» أو الأردن أو القاهرة.. لاعنين حظهم التعيس الذي يجبرهم على قضاء الإجازة في بلاد عربية.. حيث تجمعهم تلك العواصم «بناس زَيْنَّا».. والآن وبعد طول إنكار.. وبعد أن سطعت شمس الحقيقة فتبدى «الفلس» عارياً حتى من ورقة التوت.. اعترفت الحكومة بالفلس وبدأت في ضرب الكواريك رافعة راية كانت في مخازنها «منسية» فقد رفعتها عند فجر اعصارها.. وتلك قصة أخرى بل هي القصة التي نحن- بل- أنا- بصددها الآن.. ونبدأ الشوط من الأول.. والذي كان صافرته هي البيان الأول في ذاك الصباح- الأغر- بالنسبة لهم- المعتكر الجوانب أغبر- بالنسبة لنا- أو على الأقل لي.. وهناك مقولة للأحبة في الانقاذ.. كرروها ورددوها في اليوم «ألف مرة» عندما نحن وهم «إتلاقينا مرة».. كان الأحبة في الإنقاذ.. يقولون «من خدعنا بالدين انخدعنا له..».. وكانت المقولة تلك ثقباً واسعاً في جدار «الإخوان» تدفق عبره كل محتال.. مراوغ.. ماكر و «حريف».. واليوم أتقدم بطلبي هذا راجياً من الأحبة في الانقاذ النظر فيه بعين العطف والاهتمام.. طلبي هو إني أريد أن استلف منهم هذه المقولة.. على أن أعيد انتاجها «بالمقلوب» وهي «لقد خدعتونا بالدين فانخدعنا لكم».. طبعاً أنا لن أتحدث عن تلك الرايات التي ظللت الفضاء.. فضاء كل الوطن من نخلات حلفا ولي الغابات وراء تركاكا.. ويا حليل تركاكا.. فقد ذهبت مع الريح كما ذهب «كلارك جيبل» مع تلك الفاتنة التي وهبت العالم أروع تحفة في العالم.. نعود إلى الخديعة.. لم ننخدع بالهتافات الداوية والتي زرعت الفضاء بوصة.. بوصة.. وزحمت الآفاق طولاً وعرضاً.. والجبال تحمل صدى الزلزلة والجلجلة.. هي لله.. هي لله لا للسلطة ولا للجاه.. وما لدنيا قد عملنا نحن للدين مجده.. أو ترق منا الدماء أو ترق منهم دماء.. أو ترق كل الدماء.. وفال الله ولا فالكم.. فها هو الرب الحافظ قد حفظ قدراً مقدراً من الدماء.. لا لم ننخدع بذلك.. «طيب» أين كانت الخديعة..كانت في طبق البلح وفول الحاجات والذي كان عنواناً ثابتاً وبارزاً ووحيداً للضيافة.. وقد شهدنا بل شهدت بعيوني التي سوف بل حتماً «ياكلها الدود» «صحانة البلح» وأطباق «فول الحاجات» يتصدر حتى طاولات مجلس الوزراء.. وطاولة السيد الرئيس شخصياً وبما إني في ذاك الزمان كنت عضواً في مجلس إدارة اتحاد كرة القدم بالخرطوم.. فقد كنا نشتري البلح «بالشوال» وفول الحاجات بالكيلة.. لنضعه أمام السادة الوزراء وضيوفهم في المقصورة الرئيسية عندما كانوا يشرفون المباريات من داخل الاستادات.. وأصدقكم القول.. إن تلك الخديعة ولا أقول «الحيلة الماكرة» قد انطلت على بعض زملائي في مجلس إدارة الاتحاد.. وكيف كانوا ينظرون في إنبهار وإعجاب إلى قادة الانقاذ.. بل ذهب بعضهم وبعد أن استبد بهم الإعجاب إلى أن بعضهم بدأ يردد.. إن هؤلاء القادة يحاولون إعادة تاريخ الصحابة والتابعين إلى الدنيا بعد طول فراق.. وها هو الزمان يستدير..وها هو الترف يتسلل ناعماً وأنيقاً إلى حياة هؤلاء وها هي راية التقشف و«المسكنة» قد أودعت المخازن.. بعد أن انفجر ينبوع النفط.. وبكرة نواصل