يبدو أن صحتنا في السودان ستكون عال العال يا عبد العال ، بعد الإرتفاع الجنوني للحمة قاتلها الله ، وعلى هذا الأساس علينا عدم التذمر ، والصمود في وجه الأعاصير اللحمية ، وتقديم الشكر لكل من ساهم في هذا الإرتفاع ، وقبل أن يسبني رجل قرمان أو إمرأة من آكلات اللحم ، أقول وأمري إلى الله أن هذا الإرتفاع ، سيجنب الميزانيات المهترئة للأسر السودانية غول الغلاء الفاحش ، ومن جانب آخر سنتخلص من سموم اللحوم في أجسادنا ، وبالنسبة لأصحاب الكرش المدورة فإن هذا الإرتفاع ربما يكون في صالحهم ، أما أكبر الرابحين من مقاطعة اللحم ده والشحم ده فهي صحة الإنسان السوداني ، ولكن اكبر الخاسرين في هذا الماراثون هم ، أصحابنا ناس قريعتي راحت من الطبيبات والأطباء الذين ستكون خسارتهم بجلاجل وبطعم اللحم المتحلل ، المهم لأنني شبه نباتي أدعو صادقا إلى إطلاق مهرجان قومي ابتهاجا بإرتفاع أسعار اللحوم ، وقبل أن يحدفني انسان لاحم بطوبة تدشدش دماغي ويطالب بقطع رأسي وطبخه نيفة فائقة النكهة عديل كده اقول ان هذه الدعوة عقلانية ، أسمعوني ، مجلة نيو سيانتست البريطانية أعلنت ان هناك دراسة يا بانية اشارت الى ان انتاج وتصنيع كلجرام واحد من اللحوم يضر البيئة بمقدار رحلة 250 كلم بالسيارة وهذه المسألة حسب الخبراء اليابانيين تدخل فيها عملية انتاج العلف الحيواني ، وكميات غاز الميثان التي تتنتجها الحيوانات بصورة خاصة ، عموما اليابانيون من الشعوب غير اللاحمة وتشكل الاسماك وفاكهة البحر نسبة 90 في المائة من وجباتهم اليومية بما فيها السوشي الياباني الشهير ، حسنا هل لدى الجهات المعنية في السودان إحصائيات عن اعداد رؤوس الماشية التي يتم ذبحها في العاصمة القومية باعتبارها اكبر وسط استهلاكي في السودان عموما لا اعتقد ان مثل هكذا احصائيات متوفرة لدينا لاننا اصلا لا نهتم بالمعلومات والبحث العلمي ، ومثل هذه الامور تعتبر ترفا في العرف السوداني ، عموما أتصور أن استهلاك الفرد السوداني من اللحوم الحمراء يبلغ نحو 30 كلجم في المتوسط سنويا وهذه النسبة تفوق نسبة استهلاك الفرد الامريكي وتقارب النسبة لدى بعض شعوب امريكا اللاتينية مثل الارحنتين والبرازيل باعتبارهما من اكثر الشعوب استهلاكا للحم ، المهم المفارقة العجيبة انه مع دعوات مقاطعة اللحوم ? فإن لحمة السودان أقصد جسد السودان المغضوب عليه يتآكل بين الحين والآخر مثل قطعة الهامبوجر التي تذوب في الفم ، ومع مقاطعة اللحوم، أخشى أن يصاب ملايين السودانيات والسودانيين بالقرم وينعكس هذا على الحراك السياسي، وغدا نجد أن السودان إنطبقت عليه مقولة ( الثور إن وقع تكثر سكاكينه ) ، ويظهر مالك عقار آخر وتتناسل هذه الفصيلة العقارية ويصبح لحمنا أقصد لحم الوطن مشاع للغاشي والماشي ، وبعدها نقول لبعضنا عليكم السلام واللخمة .