دعاني صاحبي لتناول طعام العشاء في مطعم يا باني ضمن مجموعة من الأصدقاء بمناسبة حصوله على درجة الماجستير في العلاقات الدولية ، ورغم أن محسوبكم من عشاق الوجبات اليابانية خصوصا السوشي هربت من الدعوة وفي ذاكرتي كارثة التلوث النووي التي جعلت كل شيء يأتي من بلاد الشمس المشرقة مشكوك في سلامته ، اسمعوني ، يقال أن المطاعم اليابانية في جميع بلدان العالم فقدت بريقها وأصبحت خاوية على عروشها ، رغم أن الوجبات اليابانية حسب خبراء الأغذية تعد صحية لاعتمادها على الأسماك وقائمة طويلة من الرخويات وأسماك التونة ، بعد سيناريو هروبي من الدعوة بدأت اعقد مقارنة مجنونة بين طعامنا الطافح بالدسم واللحوم الحمراء وبين الوجبات اليابانية ، وانتهى المطاف بصاحبكم العبد لله إننا شعب لاحم من الطراز الأول ، وربما يكون اعتمادنا بصورة أساسية على اللحوم في وجباتنا ومناسبتنا احد أسباب ، تفشي أمراض القلب والشرايين وأملاح الدم والضغط والسكري والذي منه ، كما أن هناك أبحاث تؤكد أن الشعوب اللاحمة يعاني أفرادها أكثر من غيرهم من الاكتئاب ، ولأن الاكتئاب والأمراض النفسية أصبحت ضيفا ثقيلا على حياتنا ، أدعو من الآن فصاعدا إلى مقاطعة اللحوم الحمراء بنت الذين ، والاعتماد على الأغذية النباتية ، وقبل أن يرميني زول لاحم بحجر ضخم ويطالب بقطع رأسي وطبخة ( نيفة ) ، ارفع عقيرتي وأقول أن هذه الدعوة عقلانية فاللحوم علاوة على أنها مدمرة للصحة فهي أيضا تدمر البيئة ، حيث أن إنتاج كيلوجرام واحد من اللحوم الحمراء يضر البيئة بمقدار رحلة طولها 250 كلم بالسيارة ، وطبعا البيئة السودانية المغضوب عليها من قبل الجميع ليست ناقصة تدمير ، إذن حكاية الاعتماد على الوجبات النباتية من الضرورة بمكان ، لكن ، تصوروا لو صحونا في الغد عن بكرة أبينا ووجدنا أن الشعب السوداني كله نباتي ، طبعا ستكون ( واطاتنا أصبحت ) نعم هذه هي الحقيقة المرة ، أقول قولي هذا لأن السودان كان في الماضي قبل فصله إلى شمال وجنوب يحمل لقب ( سلة غذاء العالم العربي ) ، الآن هذه السلة جفت وأصبحت في مهب الريح ، وتلاشت مقومات الاعتماد على الزراعة ، وهرب المستثمر الأجنبي وفر بجلده من الشروط والأتوات الاستثمارية التي تسبب وجع القلب والكلولستورل أكثر من اللحوم الحمراء ، المهم إذا تم اعتمادنا ضمن شعوب العالم النباتية أرجو تفكر وزارة الصحة الاتحادية بزيادة حجم فاتورة استيراد حقن السعر ، نعم السعر ، فقد يصاب الكثيرون في الغد بالسعر نتيجة مقاطعة اللحوم ، وتصبح حكايتنا حكاية ليس لها أول ولا آخر .