بالرغم من أنه ليس له علاقة بالهندسة إلا أنه تمكن من اختراع جهاز كاشف للمعادن النفيسة والمياه الجوفية والعملات.. إنه الدكتور ياسر جاد المولى المنصوري استشاري الأمراض النفسية والمخ والأعصاب بمستشفى الرسالة والذي ترجع جذوره إلى مدينة الأبيض، بولاية شمال كردفان حيث تلقى كل مراحله التعليمية بها ثم التحق بجامعة الخرطوم كلية الطب ثم سافر إلى المملكة الأردنية الهاشمية وعمل بها قرابة العشرة سنوات. «آخر لحظة» جلست إليه ليحدثنا عن الفكرة التي قادته لاختراع مثل هذا الجهاز والزمن الذي استغرقه حتى رأى النور بجانب التكلفة المادية والفوائد العائدة من هذا الجهاز، فإلى إفاداته: يقول الدكتور ياسر إن الفكرة بدأت قبل خمس سنوات، عندما كان في الأردن وظلت تراوده بين الحين والآخر، خاصة وأن سوداننا به العديد من المناطق التي بها معادن نفيسة وتوفرت لي كل الأشياء من اتصالات بجهات عديدة لجمع معلومات هندسية وتكنولوجية ثم تطبيق عدد من الاختبارات في الجمعية العلمية الملكية بالأردن إلى أن وفقني الله. ويضيف أن عناصر الجهاز الأولية تكونت من بعض العناصر الكيميائية والتي تعمل على إرسال موجات كهرومغنطيسية يتم عن طريقها الكشف والتنقيب، وأشار إلى أن الجهاز مر بثلاث مراحل هي التكوين والتركيب والاختبارات كما أنه مر على عدد من الخبراء والمختصين داخل وخارج البلاد.. وهو الآن يعمل بكفاءة عالية لكشف المعادن. وذكر دكتور ياسر تم تجريب الجهاز في منطقة شارع الحوادث الخرطوم شرق بحكم أنه مكان عملي فوجدت أن مشرحة الخرطوم بها كنز من الذهب وبعد البحث عرفنا تاريخياً أن هذه المنطقة يرجع تاريخها لأحد الممالك القديمة والتي عرفت بتصنيع الذهب. وقال د. ياسر إن عمل الجهاز يتم بعد توجيهه نحو المنطقة المراد الكشف عنها وتدوير الجهاز بالشفرة المعينة، أي في حالة الذهب تقوم «الحساسات» بعملية توجيه ذاتي نحو المنطقة إلى أن يعمل إحداثيات في شكل صليب وتعطي إنذاراً صوتياً.. وأشار إلى أن المسافة تبعد كيلو متر من موقع الجهاز. وكذلك عند الكشف عن المياه الجوفية يعطي عمق «200» متر داخل الأرض، يحدد المنطقة التي بها مياه، وتمت التجربة في منطقة خارج الأبيض. ويسترسل دكتور ياسر في حديثه عن الجهاز قائلاً: إن فترة تصنيعه استغرقت خمس سنوات بتكلفة بلغت عشرة مليون جنيه، وأن أبرز ما يميز هذا الجهاز أنه يقوم بمهام ثلاثة أشياء في جهاز واحد بجانب أنه رخيص الثمن. وعن البراءات الأخرى يقول دكتور ياسر لي براءة اختراع في مجال تقنية عملية الحجامة والتي أدخلتها للسودان باعتبار أنني أول طبيب سوداني أقوم بتطوير عملية الحجامة الحديثة في السودان، وكذلك معالجة الصداع النصفي. وأضاف أنه في الفترة القادمة سيكون هناك جهاز طفرة في عالم الطب لفحص عينات الدم عن بعد من غير أخذ دم والذي يعتبر الأول من نوعه في تاريخ الطب وهو الآن في مراحله النهائية. وفي الختام قال دكتور ياسر إن هذا الجهاز يمكن أن تستفيد منه وزارة الطاقة والتعدين وبعض الجهات الأخرى.. وقدم الشكر للجمعية العلمية الملكية بالأردن وهيئة رعاية الإبداع العلمي وجامعة الخرطوم.. والشكر ل«آخر لحظة».