[b] بريق الحياة بين الجثث.... رحلة البحث عن ذهب (المشرحة)..! السوداني (الحلقة الثانية) فلاشات: وجدان طلحة ما زالت رحلة البحث عن إجابة لخطابى الذى إستقر فى مشرحة الخرطوم مستمرة.. ذهبنا فى ذلك اليوم وما زالت قلوبنا مليئة بالايمان ولساننا يلهج بأن لا اله الا الله والله اكبر) ونحن نستظل بإمتداد ايام عيد الاضحى المبارك، وبينما نحن فى الطريق كانت بعض تفاصيل اليوم الاول الذى ذهبنا فيه الى المشرحة تمر سريعا على ذاكرتنا، لكن سرعان ما ذاب بعض التوتر الذى كان يسيطر علينا فى ذلك اليوم , فعندما وقفنا على بوابة المشرحة التقينا بذلك الرجل الستينى الذى اشتعل رأسه شيبا وتساقطت بعض اسنانه، والذى كان يجلس على ذلك الكرسى الابيض ممسكاً بيده اليمنى على (عصاء) يتوكا عليها فى رحلة السير فى هذه الحياة.. استأذناه فى ذلك الصباح للدخول نظر الينا ب(فتور) ثم فقال بصورة (إهتزازية) ان صح التعبير: (إتفضلى أسامة جوه). مشاهد من هناك: المشرحة التى تفتح ذراعيها لاستقبال جثث الموتى هى نفسها تستمع لاخبار الموتى بإهتمام مطلق...فى خامس ايام العيد إستيقظ الناس على خبر وفاة مستشار رئيس الجمهورية البروفيسوراحمد على الامام .. اغلب الناس كان يتابع حالته الصحية بشفقة وإهتمام شديدين قبل وفاته .. بث التلفزيون خبر وفاته باكرا .. فى المشرحة وتحديدا فى العاشرة صباحا حرص بعض العاملين للالتفاف حول ذلك البرنامج الذى وثق لأحدى الحلقات العلمية التى قدمها الراحل .. اما الناحية الغربية للمشرحة كان فيها ذلك الرجل طويل اللحية والذى كان يتقدم ثلاث او اربع خطوات للامام ثم يرجع مرة أُخرى وهكذا .. كان يفرك يديه تارة ويضعهما خلف ظهره تارة أُخرى .. اما الرجلين الاخرين فالاول كان ممسكاً بقارورة مياه اما الاخر فكان يقلب احدى الصحف .. كانت هذه مشاهدات سريعة ومن الصعب ان نسأل أحدهم عن اسباب وجوده فرغم تعدد الاسباب فإننا نعلم ان الموت واحد وانهم فقدوا عزيزاً لديهم. اسئلة حائرة: تقف حائرا...عندما تجد بوابة المشرحة تهتز امام رياح خفيفه وتسأل هل صعب عليها الصمود امام الرياح الخفيفة ؟ ام انها تبكى على جثامين جئ بها ملطخة بالدماء حتى ظهر على الغطاء الذى اندست تحته ملامحهم ؟ تأكد انك لن تصحو من تلك الحيرة الا اذا لامس اذنك صوت جهور يأمرك بالابتعاد ومن ثم تقرأ علامات اللوم والعتاب فى اعينهم، فهل وقوعها بين المبانى الشاهقات كفيل بأن يحكى الآلام التى تحتويها ؟ ودموع الرجال وعويل النساء يحكى قصصا اكثر إيلاما..؟ صباح الخير: باحة المشرحة نظيفة جدا فهذه حقيقة لا يختلف فيها اثنان , موزع عليها الاصيص الذى يحتوى عددا من انواع الزهور... من بينها زهرة صباح الخير... التى تقع على عينك وتستقبلك بلونها المعهود...تستطيع رؤيتها حتى اذا كنت تتجاذب اطراف الحديث مع احد الشباب فى الشارع عن (دهب المشرحة ) مثلا... وعندما يجيبك الزين أحمد بأنه اذا كان هذا الذهب موجودا فعلى الجهات المسؤولة ان تسارع فى اخراجه .. بعدها ومن دون مقدمات يصر على ان نكتب انه اذا تم استخراج الذهب فعلى الجهات المسؤولة ان تخصص جزءا كبيرا منه لاقامة مشاريع للشباب لإنتشالهم من المتاريس الكثيرة التى تحيط بهم من جميع الجهات...بعدها ذكرناه اننا رُسل نكتب ما قاله دون زيادة او نقصان. حيحولوها ولاشنو..؟ من هم خارج المشرحة بالتأكيد يمارسون حياتهم بصورة طبيعية حتى ان حركة البيع والشراء لا تقتصر على اصحاب المحال الثابتة فقط .. اليكم هذا النموذج إمرأة كبيرة فى السن كانت تقلب الموبايل الذى مسكته بيمينها اما عينيها فكانت تصوبهما نحو الموبايل بنظرات فاحصة ثم تسأل الشاب الذى عرضه عليها لتشتريه وقالتاسمعنى انت داير فيهو كم ؟) تركناهم عند هذه العبارة ولاندرى هل اتفقا ام لا .. لكن قبل هذا تحدثنا الى الشاب الاربعينى الذى يُدعى على عبدالقيوم والذى كان يقصد زيارة احد اقربائه بالمستشفى قال ل(السودانى ) ان مروره بالمشرحة يذكره بوفاة صديقة الذى مات متأثرا بجروح فى اجزاء مختلفة فى جسده وجاءوا به الى المشرحة .. اخرج نفسا عميقا من صدره ثم اضاف: (رغم مرور سنوات على هذا الحادث الا انه يتذكر تفاصيله كما لو ان هذه الفجيعة حدثت بالامس , بعدها قال لنا في حيرة انتوا بتسألوا لي شنو..؟؟ هى المشرحة حيحولوها من هنا ولاشنو..؟). نواصل الاسبوع القادم الدكتور ياسر المنصورى: مملكة من الذهب تحت مشرحة الخرطوم..!! المخترع مع جهازه كتبت: سحر محمد بشير الدكتور ياسر المنصورى: مملكة من الذهب تحت مشرحة الخرطوم..!! الدكتور ياسر جاد المولى أحمد جابر (المنصوري) إختصاصي وإستشاري جراحة المخ والأعصاب ..قام بإختراع جهاز لكشف المعادن النفيسة كالذهب وايضا للكشف عن المياة الجوفية والعملات المزيفة واطلق عليه أسم (الكاشف الثلاثي) (تي دي سي) عُرض هذا الجهاز على لجان إستشارية وهندسية لينال بعدها براءة الأختراع بالرقم 1894 ..فدعونا نترك دفة الحديث للدكتور ياسر ليحدثنا عن هذا الاختراع.. يقول الدكتور ياسر: بدأت الفكرة منذ خمس سنوات حين بدأت في تجميع المعلومات على خلفيات إهتمامات في مجال التكنلوجيا الحديثة وبالفعل إجتزت مرحلة التكوين والتركيب والأختبارات وقد أشرف عليه نخبة من الخبراء من داخل وخارج السودان وعرض على لجان إستشارية وبناء على ذلك تمّ منحي براءة الأختراع وهو الآن جاهز للعمل ولكنه في مرحلة التصنيع والأستثمار والسيد وزير الطاقة والتعدين فتح ابواب وزارته لتطوير الاختراعات والأستفادة منها كثروة قومية بالرغم من أن إختراعي هذا بدأته في الأردن وكانت هنالك الكثير من المغريات من بعض الدول الأوربية الأ انني آثرت العودة به السودان .. وبسؤالنا له عن طريقة عمل الجهاز أجاب قائلا: يوجه الجهاز نحو المنطقة المراد التنقيب بها (الذهب) فيصدر كهرومغنطيسية من خلال حساسات أو (انتينات) موجودة به –كما هو مبين في صورة الجهاز-ويقوم بعملية توجية ذاتي للمنطقة ثم يقوم بالتحرك صوبها حالة وجود المعدن ويقرأ على مؤشر فهو مزود بجهاز كمبيوتر في مرحلته الأخيرة ليقرأ عليه المكان والعمق وكمية المعدن، فقاطعتة بقولي ان هنالك الكثير من الأجهزة للكشف والتنقيب عن الذهب فما الفرق بين هذا الجهاز والأجهزة الأخرى ردّ الدكتور بقوله: يختلف عن الأجهزة السابقة بأحرازة دقة وكفاءة عالية في النوعية مثلا اذا وُجه للكشف عن الذهب فانه ينقب عن الذهب فقط في حين أن الأجهزة الأخرى تنقب عن كل المعادن مما يؤدي للخلط واللبس في النوعية بالأضافة الى انه قليل التكلفة . هذابالنسبة للمعادن أما فيما يتعلّق بتزييف العملة نضع العملة مباشرة تحت الجهاز بعد تزويدة بشفرة العملة الأصلية فيقرأ على الكمبيوتر مباشرة أو بعمل الأحداثيات والمياه الجوفية يحددها بدقة عالية حتى 300متر تحت سطح الأرض . نعود للجهاز ودقة تحديده للذهب فقد أكتشفنا بواسطته كنز من الذهب يقبع في المكان الذي توجد به مشرحة الخرطوم وبتحديد كميته وجدناها تكفى ميزانية السودان لعشر سنوات قادمة وبالرجوع للتاريخ ثبت ان هذا المكان أثري وبه مملكة قديمة .. واحب ان أضيف أن اهتماماتي بالأختراعات في مجال التكنلوجيا كانت منذ الصغر والآن اعمل على إختراع جهاز يعمل على( تحديد فصيلة الدم هن بُعد) ويعد طفرة في تاريخ الطب وهو في طور اللمسات الأخيرة وسيرى النور قريبا وقد سبق وسجلت براءت في (تقنية الحجامة الطبية الحديثة) و(برتكول معالجة مرض الشقيقة)..