استطلاع: عيسى جديد- ابتهاج العريفي- دعاء محمد:تصوير: سفيان البشرى اختتمت أمس الحملة التي دعت اليها الجمعية السودانية لحماية المستهلك والتي قضت بمقاطعة اللحوم الحمراء لمدة ثلاثة أيام نسبة لارتفاع اسعارها وجاءت الحملة تحت شعار «الغالي متروك» تاركة أثراً واضحاً لدى «الجزارين» وذلك بالخسارة التي لحقت بهم جراء ضعف الاقبال كما أنها تركت أثراً آخر لا يخفى على أحد وهي قدرة الشعب على التغيير ولو من خلال مقاطعة اللحوم. وكانت «آخر لحظة» شاهدة على ختام الحملة من خلال تجوالها في عدد من أسواق العاصمة المختلفة. ورصدت العديد من المشاهدات التي كان أميزها ضعف القوى الشرائية وانخفاض الأسعار إلى جانب خلو الأسواق بصورة عامة من المشترين. بداية التقينا سيد أحمد عبد الله قال بالتأكيد الحملة أثرت على السوق منذ انطلاقتها قبل يومين ولكن نحن غير مذنبين في إرتفاع الأسعار لأن أسعار المواشي غالية جداً ونتمنى أن تأتي الحملة أُكلها وينضبط السوق وتستقر الأسعار لنستطيع بيع الكمية التي قمنا بجلبها مع بداية الحملة «وبارت» نتيجة المقاطعة لها من قبل المواطنين. فيما قال ود بانقا اللحمة في مراكز التسوق الكبرى باسعار أضعاف أسعارنا نحن هنا في السوق وعلى الرغم من ذلك فإنها لديها زبائنها ولذلك فانا أقول إن السوق يحتاج إلى ضبط كما أنني أطالب بايقاف عملية الصادر حتى تكون هناك وفرة للأسواق المحلية. ومن داخل السوق المركزي بالخرطوم كان الكساد سيد الموقف حيث اجمع «الجزارين» الذين استطلعتهم «آخر لحظة» على أن الحملة نجحت إلى حدٍ ما في تحريك السوق حيث انخفضت الأسعار إلى حد كبير وبرروا قولهم إلى «حد كبير» على الرغم من انها اثنين جنيه فقط الا انها كانت تشهد ارتفاعاً يوماً عن الآخر وكونها تنزل ولو بمعدل جنيه فهي في نظرهم تعتبر نجحت إلى حد كبير. إلا أن أحد الجزارين «خالفهم الرأي وقال ضعف القوى الشرائية وعدم الاقبال ليس تجاوباً مع الحملة وانما هو لخروج المواطنين من شهر عيد وعدم توفر السيولة لديهم وأكد انه مع بداية الشهر ستجد اللحمة اقبالاً كبيراً من المواطنين مهما بلغ سعرها. وخلال اليومين الماضيين ومع انطلاق الحملة كان حديث «الناس» عن اتجاه الكثيرين لبدائل اللحوم كالأسماك والفراخ مما ساهم في ارتفاع أسعارها بصورة ملحوظة حيث قفز سعر كيلو الفراخ من ستة عشر جنيهاً ليصل إلى عشرين جنيهاً ولكن هناك من نفى صحة هذا الحديث وهناك من يقول إنها ارتفعت إلى أكثر من ذلك وحتى نقف على حقيقة الأسعار استنطقت «آخر لحظة» عدداً من أصحاب محلات بيع الفراخ إلى جانب عدد من بائعي الأسماك وهذا ما وجدته لديهم. أكد أصحاب محلات بيع الفراخ أن الأسعار شهدت ارتفاعاً ملحوظاً حيث بلغ سعر الكيلو تسعة عشر جنيهاً موضحين ان البيع بالجملة يختلف سعره حيث تقع الفرخة بمبلغ سبعة عشر جنيهاً وعزا أصحاب المحلات هذا الارتفاع إلى التأثر بارتفاع أسعار السلع وليس للحملة وقالوا إن الاقبال ضعيف. فيما كشف التاجر جمعة كوة «بائع أسماك» ان الاسماك شهدت هي الأخرى ارتفاعاً ملحوظاً حيث بلغ سعر كيلو العجل أربعة واربعين جنيهاً فيما ارتفع سعر البلطي إلى سبعة عشر جنيهاً بدلاً عن عشر جنيهات وسعر القرقور بلغ عشرة جنيهات والبياض بلغ خمسة عشر جنيهاً. وكشف لنا الجزار محمد عوض أن بعض المواطنين يفضلون شراء اللحمة المفرومة لاستخدامها في عدد من الأصناف وامكانية توزيعها على أيام الاسبوع وامكانية بيعها بالقطاعي اي ان المواطن يشتري على حسب قروشه من كيلو إلى نصف الكيلو وحتى الربع واضاف أن سعرها يتراوح ما بين تسعة عشر إلى عشرين جنيهاً للكيلو. ومن أبرز المشاهدات التي رصدتها «آخر لحظة» من داخل السوق المركزي بالخرطوم هو الغياب التام للمتسوقين والمشترين من المواطنين على الرغم من وفرة الكميات الكبيرة من الخضر والفواكه حتى أنها اصبحت تملأ الأرض الى جانب المحلات وبسؤالنا لعدد من التجار برروا ذلك بأن غلاء المعيشة وارتفاع الاسعار هو وراء ضعف القوى الشرائية واكدوا ان السوق اصبح طارداً للمواطنين ولهم ايضاً وقالوا عبارة «ما عارفين بعد ده نمشي وين ونبيع شنو». وكانت افادات عدد من المواطنين الذين استطلعتهم «آخر لحظة» أنهم متفائلين بهذه الحملة وانها جاءت متزامنة مع ارتفاع أسعار كثير من السلع الضرورية التي يحتاجها المواطن وقالوا نتمنى أن تستمر الحملات حتى ينضبط السوق وتستقر الأسعار.