٭ قلنا من قبل أن التصريحات العنترية التي درج على إطلاقها بعض منسوبي نادي الاتحاد من مدربين ولاعبين قبيل مبارياتهم أمام الهلال والمريخ دائماً ما تسفر عن نتائج عكسية ليست من مصلحة الرومان بأي حال من الأحوال. ٭ فهي أولاً تسهم في شحن جماهير الهلال والمريخ الضخمة برصيد وافر من الغضب والاستياء الذي يتفجر في المدرجات تشجيعاً هادراً ومضاعفاً لفريقيهما.. فيلهب الحماس في أوساط لاعبيهم الذين يضاعفون بدورهم الجهد والعطاء لتحقيق الفوز، وبالتالي الرد عملياً على مطلقي تلك التصريحات التي استفزتهم. ٭ وقبيل مباراة الرومان الأخيرة أمام المريخ حمدنا الله كثيراً على «تقل» مدرب الفريق حداثة ومعقولية تصريحاته التي جاءت هذه المرة وعلى غير العادة هادئة ومتوازنة ومنضبطة وهي تخلو من نبرة التحدي السافر واستفزاز الخصم. ٭ ولكن تفاجأنا من حيث لم نحتسب بحارس الفريق محمد موسى وهو يزرع العديد من ألغام التحدي القابلة للإنفجار عبر تصريحاته العنترية وهو يستفز المريخ وجماهيره ويتحدى جميع مهاجميه قاطعاً باستحالة وصولهم لمرماه. ٭ ومع أول هدف استقبلته شباك محمد موسى هدرت المدرجات المريخية «المغبونة» بالهتافات والتريقة على حارس الرومان ليس فرحة بالهدف فحسب، ولكن رداً فيما يبدو على تحديات محمد موسى التي ملأ بها خدود الصحف الرياضية حتى احمرت غضباً. ٭ لا أحد بالطبع يمكن أن يصادر حق مجلس إدارة نادي الاتحاد وجهازه الفني ولاعبيه في الإدلاء بالتصريحات الصحفية، شحذاً لهمم لاعبيه ودفاعاً عن الضيم أو الظلم الذي قد يتعرض له النادي من قبل الحكام أو الاتحاد العام.. ولكن المطلوب هو ضبط التصريحات الصحفية وتنقيتها من شوائب العنتريات والتحديات للخصوم وتصفيتها من «تفل» الاستفزازات وتقليل شأن الآخرين.. وبعدها فليدلقوا تصريحاتهم كما يشاءون.. وإن كنت أفضل أن تقتصر تصريحات اللاعبين على أرض الملعب فقط عطاءً وبذلاً وانتصارات وهم يرفعون شعار «السواي ما حداث». لقاء العملاقين: ٭ أخيراً انقشعت سحابة الجفاء بين عملاقي الجزيرة الأهلي والاتحاد وعادت المياه لمجاريها بين الأشقاء.. عبر مبادرة تاريخية قادها بوعي وإدراك مجلس إدارة نادي الاتحاد بقيادة رئيسه الراقي عبد الرحيم فضل الله وسكرتيره النشط محمد الطيب يس اللذان غرسا مفهوماً ادارياً حضارياً وهما يتجاوزان بمهارة حقول ألغام زرعها بعض المتعصبين والمتفلتين هنا وهناك ويعبران بحراً تتلاطم أمواجه عدائية وهمية سكنت القلوب وأعمت الأبصار وأججت نار التشاكس والتنافر بين الناديين العملاقين. ٭ وقد أحسن مجلس إدارة النادي الأهلي بقيادة رئيسه مبارك محجوب وسكرتيره المتميز رضوان آدم وأمين ماله حسن النور.. أحسنوا وهم يتلقفون المبادرة بروح رياضية طيبة وفهم عال ويستقبلون الرومان بالأحضان في دارهم ويمهرون الصلح بلقاء ودي وحبي بين الفريقين.. ثم يؤكد جمهور سيد الأتيام وقفته الصلبة مع الرومان في معاركه الحاسمة القادمة.. كما أكد جمهور الاتحاد وقفته الصلبة مع سيد الأتيام في التأهيلي حتى يعود لموقعه الطبيعي في الممتاز.. مبروك لسيد الأتيام ومبروك للرومان عودة الصفاء بين العملاقين ومبروك لود مدني أولا وأخيراً. أبوعبيدة يوضح: ٭ تعليقا على ما أثرناه عبر هذه الزاوية الجمعة الماضية حول تصريحات مدرب الخرطوم الكابتن أبوعبيدة سليمان.. فقد نفى الكوتش في اتصال هاتفي رقيق ومهذب ادلاءه بأي تصريحات تشكك في انتصارالرومان.. وأكد بأن الاتحاد استحق الفوز عطفاً على حسن إعداده وقوة عروضه.. وقال إنه ليس من عادته انتقاد الحكام أو تحميلهم وزر الهزائم.. واختتم أبوعبيدة حديثه مؤكداً احترامه لنادي الاتحاد ولجمهور ود مدني الذواق .. شكراً يا «كوتش» على توضيحك الشافي الكافي وعلى روحك الرياضية السمحة.