الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم وجورج قرداحي نجم قناة (إم.بي.سي) صاحب البرنامج الأشهر في القنوات الناطقة بالعربية (من سيربح المليون) ومحمد يوسف موسى الشاعر المرهف بينهم علاقة وثيقة نحاول التعرف عليها من خلال السطور التالية والي الخرطوم قال كلاماً تلقيناه بسرور شديد، لكنه (رمى) كلمة واحدة أقامت عليه الدنيا ولم تقعدها، عندما طلب من الذين لايستطيعون العيش في الخرطوم أن يغادروها، وكأنه نسي أن الذين صوتوا له معظمهم قادمون إلى العاصمة من الأقاليم مثله هو تماماً، كما أنه ربما نسي أن بعض الصحف تريد أن (توزع) أكثر فهي تصطاد سقطات اللسان لتثير مشاعر القراء وهو من حقها إذ لماذا يسقط اللسان المسؤول وهو غير مكره على الحديث؟ لقد غطت هذه السقطة على فعل كبير قامت به الحكومة وهو تخفيض وإلغاء الرسوم الحكومية على أهم السلع المقيمة لأود هذا الشعب المغترب في عاصمة بلاده!! وعودة الناس إلى الريف مرغوبة فهناك مواقع الإنتاج الحقيقي، لكنها لا تتم بالخطاب المستفز وإنما تتم ببرنامج يشمل توطين العلاج والتعليم والخدمات الأساسية والبنى التحتية التي يقوم عليها الإنتاج والتسويق في الأقاليم.. ودكتور الخضر لم يكن معدوداً من أصحاب التصريحات (الشترا) ولكن لاندري لماذا هذه المرة؟! أما جورج قرداحي لبناني الأصل الذي دخل قلوب الملايين من مشاهدي قناة (إم. بي. سي)، قد خرج من كثير منها بسبب كلمة صرح بها تأييداً لبشار الأسد الرئيس السوري الذي تسيل دماء شعبه من تحت عرش الملك وهو يطلق نكاته أمام (نواب الشعب)!! وتقوم القناة في تمثيلياتها بإيقاف برنامج جورج قرداحي (أنت تستاهل) الذي كان بصدد تقديمه على قناة (إم. بي.سي). وأما محمد يوسف موسى الذي نطق بكلمة للمحبوب لم يفصح عنها حتى الآن وأصبح في (جرسة) شديدة من أجل أن يمسح هذه الكلمة ولم يستطع حتى الآن.. وألف أغنية أصبحت من أجمل الأغاني السودانية بعد أن ألبسها الفنان (الذهبي) صلاح بن البادية لحناً ساحراً وأدَّاها أداءً باهراً: كلمتي المست غرورك وفرقتنا يا حبيبي ما خلاص كفَّرت عنها بتسهدي وبنحيبي والكلمة مسؤولية عظيمة، وقد عظمها الله تعالى إذ جعل الأنبياء الثلاثة الذين بقيت رسالاتهم تعمل في الناس حتى اليوم جعلهم مرتبطين بالكلمة، فموسى عليه السلام هو (كليم الله) وعيسى عليه السلام هو (كلمة) الله ومحمد صلى الله عليه وسلم جاء (بكلام) الله المعجز (القرآن الكريم). لي صديق طلّق زوجته وبعد فترة حاولتُ أن أراجعه فقال لي (ما بتنفعني لسانا زِفِر)، ولأني أعلم أنه شاعر رقيق علمت أنها لا تنفعه فعلاً ولم أعُد لمراجعته مرة أخرى، لأن الحياة الزوجية أهم وظائفها (السكن) سكن النفوس.. والكلمة الجارحة ينتفي معها السكن، فهي ترد اللقمة من الحلق وتطرد النوم من العين وتشعل القلب ألما.ً قال الله تعالى: (ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار...) وجاء في الحديث (إن الرجل ليلقي بالكلمة لايلقى لها بالاً تهوي به سبعين خريفاً في نار جهنم)، (وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم). وكم من كلمة أشعلت حرباً أو فجَّرت ثورة أو خربت بيتاً، أو على وجه آخر أصلحت ذات بين أو أطفأت فتنة، فالكلمة شأنها عظيم وقديماً قالوا: (لسان العاقل وراء قلبه وقلب الأحمق وراء لسانه) فكن أحدهما وانتظر ثمرة كلامك. وبهذا يكون موقع (ويكليكس الأتبراوي) قد فضح العلاقة بين الوالي وقرداحي وموسى، وهي علاقة زلة اللسان غير المحسوبة والتي يطول حسابها ويتعقد بعد ذلك ولا يستطيع صاحبها بلعها مرة أخرى والله المستعان.