في هذه الأيام شاعت كلمة الارهاب وحاول الغرب الصليبي بقيادة الولاياتالمتحدة وإنجلترا والآلة الإعلامية الداعمة لهما، حاولوا أن يلصقوا بنا نحن المسلمين أن الإرهاب صادر عن الإسلام والمسلمين، وذلك بفعل عمل دعائي ينبثق عن الدعاية المشكوك في أهدافها، في حين أن الإرهاب صناعة الحضارة الأوربية الحديثة التي تمثلها كل من بريطانيا والولاياتالمتحدة. لابد من تعريف للإرهاب من موسوعات غربية وأخرى عربية، تقول الموسوعة الأكاديمية الأمريكية في تعريف الإرهاب: «هو الاستعمال المحسوب لأعمال العنف أو التهديد، بما فيها من قتل وخطف وتفجيرات لتخويف الناس وإخضاعهم، وعادة ما يكون بغرض تحقيق أهداف سياسية معينة، وعندما يستعمل الإرهاب من قبل حكومات أو قوات احتلال يكون الإرهاب من هؤلاء وسيلة من وسائل النزاع الخانق، ويؤدي إلى تصفية المقاومة ويعضد من سلطة هذه الحكومات أو المحتلين، وعندما يطبق بواسطة حركة سياسية يكون الغرض منه إسقاط الحكومة أو إجبارها على تغييرات سياسية، وفي هذا السياق يكون الإرهاب هو حرب العصابات ويكون عادة من مجموعات غير حكومية لإظهار عجز الحكومات عن حفظ النظام، أو لإجبارها على تقنين أو زيادة الكبت. لقد جاء استعمال كلمة «إرهاب» لأول مرة إبان الثورة الفرنسية 1789-1799م في تلك الحقب التي عرفت بعهد الإرهاب في الفترة 1792-1794، وذلك عندما نجحت رموز الثورة الفرنسية في الاستيلاء على السلطة، حيث تبنت لجنة السلامة العامة تصفية كل العناصر المناوئة للثورة، فأرسلت حوالي «2500» منهم إلى المقاصل كما أن العديد منهم أصبحوا في السجون وآخرين أبيدوا في ثأر جماعي- جاء هذا في الموسوعة المتقدمة المجلد19 صفحة 122- قدمنا الموسوعة الأمريكيةالغربية على العربية.. أما الموسوعة العربية العالمية فتقول:«الإرهاب هو استخدام العنف أو التهديد به لإثارة المخاوف والحذر، يعمل الإرهابيون على قتل الناس أو اختطافهم كما يقومون بتفجير القنابل أو اختطاف الطائرات وإشعال النيران وارتكاب غير ذلك من الجرائم الخطيرة، كما أن معظم الإرهابيين يرتكبون جرائمهم لدعم أهداف سياسية معينة».. كما ذكرت الموسوعة أن الإرهاب قد ظهر في ممارسات الدول إلى حيز الوجود إبان الثورة الفرنسية عام 1789 -1799 حيث تبنى بعض الثوريين الذين استولوا على السلطة في فرنسا سياسة العنف ضد أعدائهم، وقد عرفت فترة حكمهم باسم «عهد الإرهاب» وأشارت الموسوعة العربية كذلك إلى مظاهر الإرهاب، فقالت:«يرتكب الإرهابيون أعمالهم الإرهابية لأسباب مختلفة فقد يدعم بعض الإرهابيين مذهباً سياسياً محدداً «الحكام المستبدون» على حين أن بعض المنظمات تمثل شعوباً معينة تطالب بحريتها من حكومات قائمة أو سلطات احتلال وهذه لاتدخل في دائرة المنظمات الإرهابية، إذ أنها تناضل من أجل حقها المشروع في حياة كريمة كذلك يعمل الدكتاتوريون على استعمال العنف لتخويف مناوئيهم أو للقضاء عليهم تماماً قد لايزيد أعضاء كثير من المنظمات الإرهابية على عدد قليل من الأفراد يعتقد هؤلاء الإرهابيون أن استعمال العنف أو الترهيب به لإثارة الذعر هو أفضل طريقة لكسب الدعاية العامة ولكسب الدعم المناسب لقضاياهم قد تدعم بعض الحكومات سراً بعض الجماعات الارهابية بالسلاح والتدريب والمال اللازم لتنفيذ هجماتهم الإرهابية التي يقومون بها. وفي نهاية الحرب الأهلية الأمريكية عام 1865 وخلال القرن العشرين قامت جماعة أمريكية عرفت باسم «كوكلوكس كلان» باستخدام العنف لإرهاب المواطنين السود والمتعاطفين معهم، وقد قامت المنظمات الإرهابية الصهيونية بغزو ومهاجمة القرى والمدن في فلسطين وارتكاب المجازر الفظيعة فيها و طرد أهلها الى خارج قراهم ومدنهموكل من أهم المجازر الفظيعة مجزرة دير ياسين قرب القدس ومذبحة بئر السبع.. وبعد قيام دولة إسرائيل كونت جماعات اليهود المتطرفين التي تنكر أي حق للعرب والمسلمين في الوجود في فلسطين، بل تؤمن بأن قتلهم في مساجدهم كما حدث في مذبحة المسجد الإبراهيمي في فلسطين، والاستيلاء على مساكنهم ومزارعهم واجب ديني على درجة عالية من التأكيد. استخدم الجيش الايرلندي المؤقت الذي تأسس عام 1970 العنف في قتاله لتحرير أيرلندا الشمالية من الحكم الإنجليزي وقامت المجموعة الوطنية «فالن» بتفجير عدد من الأهداف في الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال سبعينيات القرن العشرين، وقد أيدت هذه المجموعة حق استقلال «بورتريكو» عن الولاياتالمتحدةالأمريكية، جاء هذا في الموسوعة العربية العالمية المجلد الأول من 558 وما بعدها- والآن ننظر في أبرز النتائج عن مفهوم الإرهاب في الموسوعتين والتي تؤكد النقاط التالية: ü إن ممارسة الإرهاب حقيقة حدثت وتمت من قبل الحكومات الدكتاتورية «المستبدة» قبل أن تحدث من المنظمات المناوئة أو الأفراد ويمكن مراجعة الكلام المتقدم في الموسوعتين. ü إن كثيرامن دول العالم مارست الإرهاب ولا تزال بعضها تمارسه ضد أعدائها أو المناوئين لها، وتأخذ أمريكا ومنظماتها الارهابية نصيبا أكبر من غيرها. ü إن مطالبة بعض الشعوب أو الأقليات بحريتها من حكومة قائمة أو سلطة احتلال لاتدخل في حيز المنظمات الإرهابية، إذ أنها تطالب وتناضل من أجل حقها المشروع في حياة كريمة. ü تجاهلت الموسوعة الأمريكية الجماعات والمنظمات الإرهابية الأمريكية السابقة واللاحقة، وكذا إرهاب الحكومة الأمريكية ذاتها -مكتفية بذكر نماذج من الدول الأخرى وهي «هتلر في المانيا النازية- وستالين في روسيا»، كما تجاهلت تأسيس كل المنظمات والحركات الإرهابية العالمية إضافة إلى أنها تجاهلت تأسيس كل المنظمات اليهودية الإرهابية واكتفت بذكر منظمة «اياتا» التي تقاتل من أجل فصل إقليم الباسك عن أسبانيا ومنظمة التحرير الفلسطينية ومنظمة الجيش الآيرلندي والألوية الحمراء في إيطاليا لتسجل الموسوعة الأمريكية على نفسها ثغرة علمية واضحة. ü من خلال عرض التعريف والمفاهيم عن الإرهاب في الموسوعتين، فإن المنتصر دولة كانت أو منظمة أو فرداً ينسى أو يتناسى المبادئ السامية والقيم العادلة ويستعمل العنف لسحق الحريات. ü وأخيراً فإن إضافة تعريف للإرهاب من وجهة النظر الإسلامية أمر يعتبر من الأهمية بمكان، حيث إن الإرهاب بمفاهيمه الحديثة قد تم ربطه بالإسلام والمسلمين. وقد صدر عن المجمع الفقهي الإسلامي تعريفه للإرهاب بأنه «هو العدوان الذي يمارسه الأفراد أو الجماعات أو الدول بغياً على الإنسان- دينه ودمه وماله وعقله وعرضه»، ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير الحق وما يتصل بصورة الحرابة وإعاقة السبيل وقطع الطريق وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذاً لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم وحريتهم أو أموالهم للخطر، فكل هذه من صور الفساد في الأرض.. واستدل المجمع على قوله وتعريفه للإرهاب ببعض الآيات الكريمة، من هذه التعريفات يتضح لنا أن الإرهاب صناعة غربية خالصة لا علاقة لها بالإسلام وأن الإرهاب إنما صدر لنا من الغرب الصليبي، وقبل أحداث 11 سبتمبر 2001 وضع أحد المختصين كتاباً باسم «حضارة الإرهاب»، وهو متخصص في فضح ظاهرة الإرهاب في السياسة الأمريكية وخاصة ممارستها في أمريكا اللاتينية، والأدلة كثيرة على أن الارهاب بدأ ولا يزال من الغرب الصليبي وله منظمات واسعة وكثيرة، وقد أورد مؤلف كتاب القطاع الخيري ودعاوي الإرهاب أسماء العديد من المنظمات الإرهابية الأمريكية قبل أن نسمع أي صوت إرهابي منبعث من الشرق الإسلامي، كما تعرض الكتاب للمنظمات والحركات الإرهابية المتطرفة. هذه دراسة توضح أن الإرهاب من صنع الحضارة الغربية، كما أنها توضح معاني الإرهاب من موسوعات علمية.. وحتى يقف القارئ الكريم على مزيد من الحقائق يمكنه أن يراجع كتاب البيان بعنوان «القطاع الخيري ودعاوي الإرهاب» تأليف الدكتور محمد بن عبد الله السلومي.