الوحدة الاندماجية التي أعلنت بين أحزاب الأمة القيادة الجماعية والأمة الفيدرالي والأمة الإصلاح والتنمية لا زالت معلقة رغم الاهتمام الذي حظي به المشروع من قبل القواعد الشعبية بعد اتفاق الأحزاب الثلاثة على البرنامج السياسي والعمل التنظيمي الأمر الذي أدى الى انقسام القيادات الحزبية بين مؤيد لمشروع الوحدة الاندماجية ومتحفظ على اكتمال خطوات الوحدة التي تسير بصورة سريعة مما أدى الى حدوث صراع سياسي بين القيادات المختلفة وانتقالها من حزب لآخر تأييداً لمشروع الوحدة الاندماجية أو رفضاً لها فيما قواعد الأحزاب الثلاثة يبدو أن الأمر اختلط عليها سياسياً نسبة للشعارات والأهداف المشتركة بين أحزاب الأمة المتعددة بما في ذلك الأمة القومي فالخلافات التي تدور بين أحزاب الأمة المشاركة في السلطة هل ستقود الى انشطارات جديدة داخل الأحزاب التي خرجت من الأمة الإصلاح والتجديد بقيادة مبارك الفاضل الذي قرر العودة مرة أخرى الى حزب الأمة القومي الذي انشق عنه عام 2002 وشارك في السلطة.. «آخر لحظة» جلست الى الدكتور الأمين عبد القادر محمد رئيس الجهاز التنفيذي لحزب الأمة القيادة الجماعية وأجرت معه الحوار التالي.. إعادة صياغة الحزب الأمة القيادة الجماعية متهم بأنه وجه آخر للمؤتمر الوطني كيف تعلق على ذلك؟ الاتهام مردود لأن المؤتمر الوطني أصبح يعاني من برامجنا ومراقبتنا له، فأكثر أصدقاء المؤتمر الوطني لا يجاملونه سياسياً فأحزاب الوحدة الوطنية تواجه المؤتمر الوطني بالحقائق، فالعلاقة بين أحزاب الوحدة الوطنية والمؤتمر الوطني تقوم على الشراكة في السلطة. الأمة القيادة الجماعية هل يستطيع الاستمرار كحزب سياسي دون إقامة تحالفات مع الأحزاب الكبيرة؟ الكثيرون يتحدثون عن الحزب الكبير من خلال العموميات، فحزب الأمة القيادة الجماعية يمثل حزب الأمة الذي أسسه الإمام عبد الرحمن المهدي، ويتمتع بثقل جماهيري، ولديه كوادر سياسية بالجامعات ومؤسسات الدولة، ويناضل من أجل تحقيق طموح جماهيرية بكل ولايات السودان، فيما يعمل أيضاً على إعادة صياغة العمل السياسي لقواعد حزب الأمة من خلال خطوات اصلاحية، فالأمة القيادة الجماعية أكثر أحزاب الأمة حراكاً في الساحة السياسية، فلدينا لقاءات جماهيرية مفتوحة وندوات سياسية. ولكن الأمة القومي هو الحزب الذي يسيطر على الشارع عملياً؟ أحزاب الأمة تختلف في القيادات، ولكن الجماهير موحدة، لا يستطيع أي من أحزاب الأمة الإدعاء بأن القواعد مملوكة له بصورة كاملة، ففي الانتخابات الأخيرة حصل الأمة القيادة الجماعية خلال التصويت المباشر في إحدى الدوائر على ما يفوق ثلاثة آلاف صوت،، في حين لم تتعد أصوات مرشح الأمة القومي التي حصل عليها مائتي ألف صوت، رغم اعترافنا بأن حزب الأمة القومي حزب عريق، ولكن لابد من الاعتراف بالآخرين، ولذلك إذا أراد الأمة القومي توحيد صفوفه كحزب جماهيري، عليه الاعتراف بالشباب الذين انشقوا عنه بصورة رسمية في ظل الوضع الراهن. ثقل جماهيري قواعد حزب الأمة أصبحت بالمناطق المتأزمة، بالنيل الأزرق، وجنوب كردفان، ودارفور. ماهي مجهوداتكم بالحزب لمعالجة الصراع في المناطق التي تشهد أزمات وتمثل لكم ثقلاً جماهيرياً؟ موضوع الأزمات في جنوب كردفان، والنيل الأزرق، ومنطقة أبيي، والحرب في دارفور، تشكل هاجساً لحزب الأمة القيادة الجماعية، فجنوب كردفان والنيل الأزرق وابيي توقفت الحرب فيها لفترة بفضل اتفاقية السلام الشامل، ولكن الاتفاقية كانت بها بعض البنود المطاطة، رغم أن القيادة الجماعية كان يأمل أن يكون عبد العزيز الحلو ومالك عقار رسل سلام في شمال السودان، رغم وجودهم السابق في حزب أصبح أجنبياً، وانتماؤهم للجيش الشعبي الذي يملك مليشيا عسكرية، لكن بعد أحداث التمرد التي قادها الحلو وعقار تغير رأي القيادة الجماعية تجاه الحلو وعقار، وأيَّد الحزب القرارات التي صدرت من رئيس الجمهورية من أجل كرامة السودان. ماهي رؤيتكم لحل الأزمة بجنوب كردفان والنيل الأزرق؟ تحركت قيادات الحزب إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق للوقوف على الأوضاع ميدانياً، وقدمت رؤية سياسية لحل القضية، ولكن الحركة الشعبية لم تتح أية فرصة للحوار مع الأحزاب حول قضايا السلام، رغم محاولة الأمة القيادة الجماعية مناقشة قيادات الحركة حول القضايا العالقة قبل الانفصال، عبر اجتماع ضم رئيس الحزب الدكتور الصادق الهادي ورئيس الحركة الشعبية سلفاكير، ولكن الحركة كانت مشغولة بالترتيبات السياسية مع المؤتمر الوطني، واعترفت بأحزاب جوبا التي كانت تنسق معها سياسياً، ولذلك أحزاب الوحدة الوطنية لم تُتح لها الفرصة لمناقشة قضايا السلام قبل الانفصال، ولكن بعد أن أصبح الجنوب دولة نأمل أن تنظر الحركة إلى الحلول السياسية بعقلانية. هل تعتقد أن الحلول السياسية مع الحركة قطاع الشمال باتت غير مجدية عملياً؟ الحرب التي اندلعت في جنوب كردفان والنيل الأزرق تصدت لها القوات المسلحة، وقامت بواجبها في فرض سيطرة الدولة على الأوضاع الأمنية، وبعد استقرار الأوضاع سوف تطرح الحلول السياسية لمعالجة أزمة جنوب كردفان والنيل الأزرق التي بدأت المعالجات فيها بتعيين والٍ مؤقت لولاية النيل الأزرق، ولكن الوضع في جنوب كردفان يختلف لأنها لم تشهد فراغاً دستورياً كما حدث في النيل الأزرق، الذي تمرد واليها على الحكومة المركزية. كيف تعامل حزبكم مع اتفاقية الدوحة لسلام دارفور؟ حزب الأمة القيادة الجماعية شارك في اتفاقية الدوحة كمراقب، ولكن هذه الاتفاقية تحتاج لحراسة ومراقبة لضمان تنفيذ بنودها بين الحكومة وحركة التحرير والعدالة لتجنب الفشل الذي واجه اتفاقية (ابوجا). ماهي الجهات التي تعتقد بأنها يمكن أن توكل اليها عمليات حراسة الاتفاقية حتى لا تفشل؟ حراسة المنظمات الدولية غير كافية، ولذلك لابد من إفساح المجال للأحزاب المشاركة في السلطة لمتابعة عمليات تنفيذ الاتفاقية وتقديم النصح،، فالقيادة الجماعية لدى لقائه بحركة التحرير والعدالة قدم لهم تنويراً عن الامكانات المتاحة، والوعود التي قدمت للحركة عند التوقيع على الاتفاقية، فهناك أزمة اقتصادية تمر بها البلاد، ولذلك يجب التركيز على حل قضايا المواطنين الأساسية بالإقليم، فالضمان الوطني يجنب البلاد حدوث صراع بين الحكومة وأعضاء الحركة الموقعين على الاتفاقية حول القضايا الخلافية. إطالة أمد الحرب هل تعتقد أن الوعود التي قدمت في الدوحة غير قابلة للتنفيذ عملياً؟ كل الاتفاقيات تتم بوعود، ولكن تحويل الوعود إلى واقع عمل يحتاج إلى ترتيبات طويلة الأجل، ولذلك على حركة التحرير والعدالة مراعاة وطنية الاتفاقية، لأنها مسؤولة بصورة مباشرة عن توفير الامكانات المادية من خلال علاقاتهم الخارجية، فرئيس الحركة الدكتور التجاني السيسي له علاقات دولية بالمنظمات العالمية والمؤسسات المالية الدولية. ولكن ألا تعتقد أن ترك الاتفاقية مفتوحة سيحول دون تنفيذها على أرض الواقع؟ الاتفاقية يفترض أن تُحدث الاستقرار في ولايات دارفور حتى تمكن الدولة من توظيف الموارد المتاحة بصورة جيدة، من أجل مصلحة المواطن الذي تدعي الحركات المسلحة بأنها تقاتل من أجل حقوقه، فيما أن ترك الاتفاقية مفتوحة لا أعتقد أنه سيكون عقبة في طريق تنفيذ الاتفاقية، لأن الغرض من جعل الاتفاقية مفتوحة إتاحة الفرصة لكل الحركات لمراجعة مواقفها، والمشاركة في تحقيق السلام بالإقليم بصورة جماعية. ألا تعتقد أن عدم انضمام الحركات الرافضة للاتفاقية سيطيل أمد الحرب بدارفور؟ الاتفاقية تمثل نداءً وطنياً لتحقيق السلام بدارفور، ولذلك الحركات المسلحة الرافضة للاتفاق إذا رأت مصداقية في تنفيذ الاتفاقية، اعتقد أنها سوف تنضم للاتفاقية بصورة أو بأخرى، ونأمل أن تنضم العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناحي عبد الواحد محمد نور ومني أركو مناوي للاتفاقية في المستقبل القريب.. وتنتهي معاناة أهل دارفور بصورة نهائية.