الشباب دينمو المجتمع الحي.. ووقوده المتجدد.. وقلبه النابض.. ولسانه الناطق.. ومستقبله المنظور... وحاله الواقع... الشباب هم الأمل والرجاء سواء على نطاق الأسرة الصغيرة.. أو المجتمع الكبير.. وأهم بداية التفكير.. وبذرة النجاح.. ومفتاح التطور.. وبارقة الأمل للإنجاز في كل المجالات.. حقيقة تنتابني لحظات من التعاسة وأنا أنظر إلى شاب يهلك نفسه دون نجاح.. ويستهلك عمره في المفاسد.. والمهالك.. ويملأ عقله وروحه بالمنكرات.. والمخدرات.. والمبليات التافهة التي تأخذ من حياته.. وعمره وكرامته.. أكثر مما يأخذ هو منها النشوة.. والاندياح... ولحظات الاشتهاء التي تفضي إلى انتهاء. وتملؤني الأحزان وأنا أرى شباباً في مقتبل العمر.. يتراصون على ظل الشجيرات والدرابزينات المنتشرة على الشوارع.. وهم يتقاسمون لفافة الدخان العكرة بأنفاسهم التي تحرق مع الشرارات. الجريمة.. والفساد.. والأخلاق السيئة.. ليست صفات يحمد عليها كائن.. الاستهتار.. والاستسلام.. والعدوانية.. ليست أخلاقيات تدعو إلى الفخر.. الضياع.. واللامبالاة.. والعجز لا يتمنى أحد أن تنسب إليه ولكنها حال أغلب الشباب المغلوب على أمره.. الهالك في متاهات الانتظار.. والترقب.. والإدمان.. المتطلع إلى فراغ الأمل.. والفكرة.. المحدود في نطاق اللا ممكن.. وغير المقبول.. الساكن من العجز.. والصامت مع الألم.. الشباب يحتاج بشدة إلى نقطة اتزان.. وتسامح.. ومقدرة على الاستيعاب.. والأسرة لها الدور الأول والأكبر في هذا.. فالشارع اليوم أصبح له الكثير من المغريات المهلكات.. والجديد أصبح كل يوم في زيادة.. والغريب أصبح مألوفاً.. ونحن في غفلة عن ذلك لانشغالنا بالبحث.. والاكتساب من أجل أن نعيش.. ولكن هلا سألنا أنفسنا كيف نعيش؟.. وهل يأكل الإنسان ليعيش.. أم يعيش ليأكل؟.. وأنت سيدي تشقى وتكد وتتعب.. من أجل أن توفر الرزق لأبنائك أم من أجل أن توفر لهم فرصة للحياة؟... الاهتمام بالنشء ضرورة حتى لا يأتي يوم نرى حصاد السنوات كأنه سراب.. أو حفنة رماد. لحظة حياة: بيديها النديتين غرست شتلتها.. وربتت عليها بحنان.. وحب.. وهي تتشوق لليوم الذي ترى فيه زهيراتها المتفتحة.. وكانت كل صباح تحاور نبتتها.. وتحدثها.. وتروي ظمأها.. وتطمئن عليها.. وتأمل.. وتنتظر.. وفي أحد الأيام العادية.. أحست بصوت ناعم يناديها.. وبإحساس جميل يداعبها.. وقالت زهرتي.. وجرت الصبية إلى غرستها.. فإذا بها وردة متفتحة.. ندية.. كأنها تبتسم في حنو وامتنان.