وسط تحوطات أمنية مشددة بدأت صباح أمس بمحكمة بحري وسط برئاسة مولانا عبدالفتاح النور محاكمة كل من «قصي الجيلي محمد المصري» وعبدالرؤوف أبو زيد محمد حمزة» و«صدام عمر سر الختم» ومبارك مصطفى أحمد، والموقوفين على ذمة قضية هروب قتلة غرانفيل من سجن كوبر الاتحادي بالخرطوم بحري .. بدأت المحكمة جلستها بسماع خطبة الاتهام التي تلاها المستشار معاوية عيسى عثمان وكيل نيابة المباحث والتحقيقات الجنائية رئيس هيئة الاتهام عن الحق العام وقال ان السودان عانى في السنوات الأخيرة من ظهور الجماعات التفكيرية التي تقوم بقتل وترويع المواطنين تحت مسمى هذه الأفكار مبيناً أن هذه الظاهرة استفلحت وطالب بضرورة معالجتها بطريقة سليمة موضحاً أن السلوك الذي انتهجه المتهمون احدث هزة في الأجهزة الأمنية وأن الدعوى امام المحكمة تؤكد ذلك مشيراً إلى أن هروب قتلة غرانفيل ألحق الأذى بأسر كثيرة وأدى الى تشريد آخرين من وظائفهم مطالباً بتطبيق القانون وفقاً لما تم في بينات الدعوى وكشف العقيد شرطة أحمد علي محمد إدريس المتحري في البلاغ بالرقم 1838 بتاريخ 11 / 6 / 2010 والمفتوح بقسم شرطة بحري شرق تحت المواد 21 / 107 110 / 139 / والتي تتعلق بالاشتراك والتستر والهروب والقتل العمد والأذى الجسيم بالاضافة إلى المادة 26 / من قانون الأسلحة والذخيرة. عن توليه اجراءات التحريات في البلاغ الذي يفيد ملخصه بأن المتهمين عبدالرؤوف أبو زيد ومحمد مكاوي ومهند عثمان وعبدالباسط حاج الحسن نزلاء بسجن كوبر ومحكوم عليهم بالإعدام في قضية مقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل وسائقه السوداني عبدالرحمن عباس وفي انتظار تنفيذ العقوبة الصادرة قد تمكنوا بمعاونة آخرين من الهروب من السجن عن طريق حفر نفق من داخل الزنزانة المحبوسين فيها إلى خارج سور السجن من الناحية الشمالية وقاموا باطلاق النار على قوة شرطية بنقطة تفتيش أبو حليف بالضفة الغربية للنيل الأبيض التابعة لشرطة جبل أولياء وأصابوا جندي الشرطة محمد إسحاق بأعيرة نارية مما أدى لوفاته وأصابوا المساعد شرطة أحمد إبراهيم بأذى وأضاف المتحري انه بتاريخ البلاغ تم القبض على المتهم الأول قصي الجيلي محمد المصري الماثل أمام المحكمة وأُخذت أقواله في يومية التحري وأقر بأنه كان يتردد على المحكومين بالإعدام في سجن كوبر الاتحادي وان المحكوم عبدالباسط أخبره بفكرة الهروب ورتب معه ذلك وانه استلم مبلغ مليون جنيه لتجهيز العربة التي أقلت المحكومين بعد الهروب كما قام بشراء عدد من الملابس وعقب عملية الهروب علي متن العربة الآكسنت واللاندكروزر اتجهوا صوب مدينة الصالحة وان عربتهم تعرضت لتفتيش واشتبكوا مع قوات الشرطة والتي تمكنت من إطلاق أعيرة نارية اصابت أحد اطارات العربة اللاندكروزر. وتفرقوا عقب ذلك الى ان تمكنت الشرطة من القبض عليهم وأضاف المتهم عند استجوابه بأنه يتبع للنهج السلفي الجهادي وتأثر بأحداث الحادي عشر من سبتمبر وبدأ في الاطلاع على الكتب التي تتعلق بالمنهج السلفي وتم القبض عليه في عام 2007 في أحداث السلمة وأكد أن العربة التي استخدمت تخص شخصاً يدعى أبو حازم. وعن كيفية هروب المحكومين قال بانهم تنكروا بحلق لحاهم وقال المتحري بتاريخ 22 / 6 / تم القبض على المتهم الثاني عبدالرؤوف أبو زيد وتم استجوابه حيث قال عقب صدور حكم الإعدام عليهم إنهم بدأوا في التفكير في الهروب من السجن وانه كان في حراسة منفصلة وتقدم بطلب لإدارة السجن لضمه مع بقية المتهمين في حراسة واحدة. وقد كان حيث بدأوا في التخطيط وأثناء مرور أفراد الشرطة التي تقوم بالحراسة لتغيير الأطواق التي تصفد بها الأيدي والأرجل سقط مفتاح أحد تلك الأطواق وأن المتهم مهند تمكن من أخذه خلسة وأضاف انهم استفسروا أحد أفراد الشرطة عن كيفية الهروب من السجن فحكى أن أحد النزلاء تمكن من الهروب في زي إمرأة مرتدياً عباءة وان الطريقة الثانية عن طريق حفر نفق وقال المتحري إن المتهم عبدالرؤوف قال ان المجموعة قررت الهروب عن طريق حفر النفق داخل منهول الحراسة وانهم عثروا على أدوات حفر داخل السجن وكانوا يقومون بالحفر كل يوم وتم توزيع العمل بين المحكومين بواقع ساعتين في اليوم لكل واحد وان كمية التراب التي يتم استخراجها من العملية اعدوا بها أحواضاً لزراعة زهور صباح الخير وأضاف المتهم عبدالرؤوف في التحري انهم استعانوا بالمتهمين صدام وأحمد جعفر في تحديد مقاسات المنهول واخطارهم بمواقع حراسة السجن.. وقال عبدالرؤوف انه اختلف مع عبدالباسط وعاد إلى زنزانته ولكن عقب إلغاء حكم الإعدام في حق مقتل السوداني وتأييد الحكم في قضية غرانفيل قرروا الهروب وفي يوم الحادث استغلوا انشغال شرطة السجن بمباراة الهلال والمريخ وكذلك انشغالهم بتدشين كأس العالم وقاموا بارتداء زي يشبه زي القوات الخاصة كان المتهم عبدالباسط قد قام بصبغ ملابس تم احضارها لهم حتى تشبه زي القوات الخاصة لهذا الغرض وارتدوا شارات عسكري وكاب وقاشات واحذية شرطية وتمكنوا من الهروب عن طريق المنهول وكانت العربة الآكسنت التي يقودها أحمد جعفر تنتظرهم بالقرب من السجن وانه استقل عربة أمجاد وتوجه صوب أمدرمان وقال كنا نحطط للذهاب للصومال واضاف ان محمد مكاوي كتب في جدار السجن نحن تنظيم القاعدة وأضاف المتحري بان الشرطة كونت لجنة لدعم التحري في البلاغ ممثلة في الأجهزة الامنية وتم تعميم نشرة جنائية لصور المتهمين على مستوى الوحدات الأمنية والشرطية المختلفة وبتاريخ 22 / 7 / 2010م توفرت معلومات عبر برقية من شرطة ولاية غرب دارفور بوجود مجموعة من (5) اشخاص بمنطقة غارسيلا ريفي الجنينة محلية وادي صالح تم القبض عليهم واشار المتحري الى أنه سافر إلى غرب دارفور وتم احضار المتهمين صدام عمر سر الختم ومبارك مصطفى وتم استجواب المتهم صدام فقال ان المتهم عبدالباسط الحاج خاله وانه احب العمل الجهادي منذ أن كان عمره ثماني سنوات عندما كان خاله يعمل في الجهاد في الجنوب . وأضاف انه وبعد حادثة مقتل غرانفيل اطلع على الكتب السلفية واضاف انه كان يتردد على خاله في السجن وطلب منه احضار عدد ثلاث طواقي بلون ازرق وكمية من الاسمنت وعدد (2) لمبة (قلووز) وكمية من السماد وعدد (1) بطارية وانه تم ادخالها له في السجن وانه قرر الذهاب للجهاد في الصومال وبعد هروب خاله فر إلى دارفور ومن ثم إلى منطقة غارسيلا بغرض الذهاب للصومال عن طريق افريقيا الوسطى إلى ان تم القبض عليه وقال المتحري للمحكمة انه وبتاريخ 25 / 7 / تم القبض على المتهم الرابع مبارك. وباستجوابه قال ان علاقته بدأت بالفكر الجهادي 2007 وتم القبض عليه في احداث السلمة وانه يعرف المتهم محمد مكاوي وتعرف على بقية المتهمين وأضاف أنه عند هروب قتلة غرانفيل سافر إلى نيالا ثم غارسيلا بغرض التوجه الى الصومال وكان ضمن المتهمين محمد أبو زيد وصدام وتم القبض عليهم واحضارهم للخرطوم. وقدم المتحري عدداً من المعروضات للمحكمة قال انه عثر عليها ضمن اجراءات التحري وهي عبارة عن عدد (4) قيود أرجل وعدد (1) مفتاح قيد مكسور صفيحة منشار وماسورة معدنية في شكل حفار خمس جلاليب واشياء اخرى كما تم ضبط عدد1 لاندكروز استيشن بلون ابيض موديل (82) وعدد (1) مقذوف استخرج من جسد الشرطي المتوفى بمشرحة الخرطوم بالاضافة الى صور خريطة سجن كوبر تم العثور عليها مع شهادة جامعية خاصة بالمتهم قصي بالاضافة الى عربة صالون كان يقودها المتهم الهارب محمد جعفر تم نقل المتهمين بها من سجن كوبر عقب خروجهم بالاضافة إلى عدد واحد بندقية كلاشنكوف وخزنتين ذخيرة واربعة وثلاثين طلقة ضبطت بحيازة المتهمين الثالث والرابع بمنطقة غارسيلا كما قدم المتحري عدد ثلاثة عشر مستند اتهام للمحكمة تحصل عليها ضمن اجراءات البلاغ وقال ان النيابة فصلت الاتهام في مواجهة محمد مكاوي ومنهد عثمان وعبدالباسط الحاج واحمد جعفر وأبوبكر الدخري. وقررت المحكمة أن تواصل جلساتها اعتباراً من يوم غد الخميس لاستجواب المتحري حول الاجراءات التي تمت.