عندما كنت اكتب عن موضوع الغرق الذي نشر يوم الجمعة الماضيةكنت اشعر ان قلمي يكتب بالدم بدلاً عن الحبر من فرط حزني على من يفارقون الحياة غرقاً وقد وردتني عدة رسائل عبر البريد وقد اخترت منها رسالة دكتور موسى عبد الرحيم محمد الذي يكتب عن الغرق بصورة مختلفة. الأستاذة آمنة السيدح صاحبة تنظير بصحيفة آخر لحظة الغراء تحية طيبة وبعد اطلعت على كلمتك القيمة المنشورة بصحيفة آخر لحظة الصادرة بتاريخ الجمعة 7 أكتوبر 2011 المتعلقة بحوادث الغرق وسط أبنائنا الطلاب والشباب، وأكثر ما راقني فيها تلكم النصائح الغالية الموجهة لأبنائنا الطلاب والشباب وهم ذاهبون للرحل والنزهات، والتي غالباً ما ينتهي الكثير منها بحوادث (الغرق الجماعي) المحزن المفزع للجميع، وفي مقدمتهم الأمهات والآباء والأسرة والأهل، وطالما أن الموضوع يتعلق بالغرق والعوم فإني أريد أن أشير الى بعض المعلومات والحقائق التي قد يجهلها الكثير من أبنائنا وشبابنا، وهم يترددون على النيل، خاصة في أيام الاجازات والعطلات والأعياد التي تحولها هذه الحوادث لأحزان واتراح بدلاً من أن تكون مظهراً للسرور والأفراح . باختصار شديد فإني أقول لهؤلاء الأبناء إنه ليس كل من نحسب ونعتقد إنه قد مات غرقاً هو كذلك، فهناك مخلوق عجيب اسمه البردة، والبردة هذه لا تهاجم بل تكتفي فقط بتحريك جسمها لانتاج الكهرباء، نعم هناك سمكة نيلية تسمى(البردة) أو (أم جرقة) قد تتسبب في غرق الكثيرين ويعتقد الناس انهم قد ماتوا غرقاً، وهنا يستوي من يعرف العوم ومن لايعرف، نسأل الله ألا يكون لأبنائنا وشبابنا نصيب منها، وأن يتذكروا دائماً أن البحر يشيل عوامه، وأنه تتعدد الأسباب والموت واحد، وأن من لم يمت بالسيف مات بغيره، وإن من لم يمت غرقاً قد يموت ببردة أو غيرها ولسان حاله: لاتحسبوا موتي بينكم غرقاً فأخاكم مقتول بهجمة من البرد. ختاماً: نسأل الله السلامة في الدنيا والآخرة، لنا ولأبنائنا وشبابنا وأن يعين دولتنا وحكومتنا على توفير أماكن آمنة ومهيأة لهؤلاء الأبناء والشباب، فهم أولى بالاهتمام والرعاية منا جميعا.ً