أشارت كل القراءات الاقتصادية وتحدث الخبراء عن أنه لابد من وجود صادر بديل للبترول، وكان الاتجاه الى أن الصادرات الزراعية هي القادرة على جلب العملة الصعبة في محاولة لتعويض ما فقدته البلاد من إيرادات البترول، إلا أن الصادرات الزراعية خلال الأشهر الأخيرة أصبحت متدنية.. إذن ما هي الأسباب وماهي المعالجات؟! أكد الخبير الاقتصادي ميرغني ابنعوف أن تدني الصادرات الزراعية سببه الخلل في وزارة الزراعة الاتحادية والولائية، متسائلاً لماذا لجأت الحكومة لاخراج ملف النهضة الزراعية خارج نطاق الوزارتين، مقترحاً الغاء الوزارتين مادامتا لم تحققا نجاحاً في المجال الزراعي.. وأضاف ابنعوف: يجب أن يكون هناك جسم يتناول قضايا الزراعة بجدية،، مشيراً الى أن أهم أسباب الخلل في القطاع الزراعي هو الاعتماد على البترول والتعدين، الشيء الذي أدى الى تقليل المساهمة الزراعية من صادرات البلاد، مضيفاً أن ما يتم الآن في النفرة الخضراء هو مجرد أرقام ولا يوجد التزام سياسي بتنفيذها،، وأضاف لابد للحكومة من الانتباه الى الفساد الإداري والمالي باعتبارهم السبب الحقيقي لتدني القطاع الزراعي. من جانبه ارجع الخبير الاقتصادي دفع الله تدني الصادرات الزراعية الى تركيز الدولة على الصادرات البترولية واهمالها للقطاع الزراعي الذي يعتمد عليه 80% من السكان مشيراً الى أنه يسهم بحوالي 40% من الناتج الاجمالي، بالإضافة الى تدني الإنتاج والإنتاجية لعدم انتظام الري في المشاريع المروية، بالاضافة لعدم استخدام التقاوي والبذور المحسنة،، وقال دفع الله ليس هنالك سياسات واضحة ذات أهداف محددة لتشجيع الانتاج، مبيناً أن تدني الانتاج من القطاع المطري بسبب تقلص سياسات التمويل للمزارعين، بجانب عدم وجود الدعم لهم، مما أدى الى إفلاسهم وبيع آلاتهم،، الشيء الذي أدى الى فقدانهم القطاع الانتاجي واتجاههم الى قطاعات اخرى.. مشيراً الى أن المزارعين لا يوجد لديهم وعي بانتاج محصولات موجهة نحو الصادر، مطالباً الدولة بوضع سياسات واضحة لتوجيه الانتاج نحو الصادر، بجانب سياسات تحفيزية للمنتج للاكتفاء منها داخلياً، مثل محاصيل القمح والحبوب الزيتية، وقال إن القطاع الزراعي يحتاج الى إصلاح عبر برنامج النهضة الزراعية، مطالباً الدولة بتوفير التمويل والدعم وتضافر الجهود لتحفيز المنتجين، لإنقاذ القطاع الزراعي وتحقيق طفرة بالبلاد، خاصة وأن السودان دولة زراعية كبرى. من ناحية أخرى يرى الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة الخرطوم د. محمد الجاك إن خصخصة القطاعات الزراعية هي السبب الأساسي في تدني الصادرات الزراعية وتدهور الانتاجية،، مضيفاً أن القطاع الزراعي بوضعه الحالي لا يمكن أن يمثل صادراً بديلاً للبترول واصفاً القطاع الزراعي بأنه منهار وفي شلل تام،، مطالباً بإعادة الحياة إليه وبنائه من جديد، للوصول للمرحلة المساهمة في معالجة مشكلات الاقتصاد القومي.. مشيراً الى أن سياسة التحرير التي اتبعتها الحكومة باعتمادها على البترول والتركيز عليه من أهم أسباب تدهور القطاع الزراعي.