تعتبر موازنة العام (2012) م أول موازنة استثنائية حسب تأكيدات خبراء ومختصين بعد فقدان جزء مقدر من ايرادات البلاد جراء انفصال الجنوب , الأمرالذى يتطلب ضرورة بذل الجهود لمضاعفة الانتاج بكافة القطاعات, ومن بين هذه القطاعات التى يعول عليها في مضاعفة الانتاج الزراعة بشقيها (النباتى والحيوانى) بالتركيز على تنفيذ كافة البرامج والمشروعات الموضوعة فى وثيقة النهضة الزراعية. وتفيد متابعات ( الرأى العام) أنه تم تخصيص مبالغ مقدرة فى موازنة العام 2012 لاكمال برامج المرحلة الثانية من النهضة الزراعية بهدف زيادة الانتاج وبناء مخزون استراتيجى والتحول لتوفير السلع لسنوات طويلة بدلا عن التخزين قصير الأجل . وطالب المزارعون والرعاة فى الولايات المختلفة الأمانة العامة للنهضة الزراعية بضرورة تنفيذ مشروعاتها التى قالوا أنها لم تنفذ بالوجه الأكمل , بجانب شكواهم من عدم وصول هذه البرامج للولايات بالتساوى, فضلا عن مطالبتهم بصرف الأموال المخصصة للنهضة الزراعية فى أوجهها الموضوعة من أجلها وعدم تحويلها لمشروعات أخرى, وقالوا أن (التشتت) فى تنفيذ البرامج اسهم فى ضعف مخرجاتها وعائداتها, وطالبوا بأن يتم تحديد قطاع محدد وينفذ بأكمله وبعده يتم الانتقال والتركيز على القطاع الآخر . ويعول مزارعون على برامج النهضة الزراعية فى زيادة الانتاج من المحصولات المختلفة لتحقيق الاكتفاء الذاتى, ومضاعفة العائد القومى من الصادرات للأسواق الخارجية . ولكن عبد الجبار حسين الأمين العام للنهضة الزراعية أكد أن تنفيذ المرحلة الثانية للنهضة الزراعية خلال ال(5) سنوات القادمة التى تبدأ اعتباراً من العام (2012) م مرهون بتوفيرالتمويل المطلوب, وأشار لضرورة التزام البنوك التجارية والمتخصصة فى توفيرالتمويل اللازم للقطاع الزراعى,وأضاف عبد الجبار: أن النهضة ستركز فى المرحلة الجديدة على مضاعفة رفع كفاءة الانتاج الزراعى والحيوانى وزيادة الموارد الطبيعية وتحقيق الأمن الغذائى للبلاد وتوفير المواد الخام للقطاع الصناعى وتصدير الفائض من الانتاج بأنواعه المختلفة، وعمل احلال للواردات بالاضافة لمحاربة الفقر والبطالة وتوفير فرص عمل, بجانب توفير بيئة مواتية للانتاج ووضع سياسات اقتصادية وكلية للزراعة تكون محفزة للانتاج, واقامة برامج حصاد المياه فى كافة الولايات . وفى السياق قال بروفيسور مأمون ضو البيت وزير الزراعة بولاية القضارف أن الجميع ينبغى أن يركز على تنفيذ برامج النهضة الزراعية والاهتمام بتنفيذ مشروعاتها بالقطاعين الزراعى والحيوانى بغية زيادة مساهمتها فى مضاعفة الانتاج وتوفير السلع الزراعية الضرورية . وأكد الوزير أن وثيقة النهضة الزراعية ستسهم بصورة كبيرة فى تطوير الانتاج واقامة مشروعات حصاد المياه وتوفير كافة المدخلات واحتياجات المزارعين. وفى سياق متصل أكد غريق كمبال نائب رئيس اتحاد مزارعى السودان أهمية الدور الذى تلعبه النهضة الزراعية ومساهمتها فى تطوير قطاعى الزراعة والثروة الحيوانية, الأمر الذى يتطلب أهمية زيادة الاعتمادات فى الميزانية الجديدة للعام 2012 للشروع فى تنفيذ كافة المشروعات الزراعية والحيوانية وحل كافة المشكلات التى تهدد المنتجين وتحول دون الوصول للانتاج المطلوب . ودعا غريق فى حديثه ل(الرأى العام) لضرورة الاهتمام ببرامج النهضة الزراعية التى قال أنها تسير حاليا فى الاتجاه الصحيح, لكنه أقر بوجود ضعف يصاحبها, ووصف الزراعة فى الوقت الحالى بأنها غير مرضية للطموح وتحتاج لتنسيق الجهود المشتركة لتحقق الفائدة المطلوبة منها . وأضاف: أن القطاع الخاص مطلوب منه جهد مقدر بالتعاون مع المعنيين فى النهضة الزراعية والجهات ذات الاختصاص لتطويرالنشاط الزراعى وتحقيق عائد كبير. وطالب حمد محمد نور عضو اتحاد مزارعى مشروع الجزيرة والمناقل بضرورة انزال البرامج والمشروعات للمناطق المستهدفة لأرض الواقع لضمان نجاحها وتحقيق الاستفادة من الهدف الذى جاءت من أجله . وقال محمد نور أن برامج النهضة الزراعية ينبغى أن تراعى الوضع المتواضع للزراعة والمزارعين والمساهمة فى ايجاد حل للمشكلات التى تواجههم حتى يستطيعوا زراعة كافة المساحات المستهدفة وزيادة الانتاج من المحصولات الضرورية . وفى السياق قال يوسف أحمد مسؤول باتحاد الرعاة بولاية شمال كردفان ان برامج النهضة الزراعية للعام الجديد يجب أن تستصحب توفير التمويل المطلوب الذى يسهم فى تنفيذ البرامج والمشروعات التى تخدم قطاع الرعاة بشكل كبير . وأضاف يوسف فى حديثه ل(الرأى العام ) أنهم رفعوا عدة توصيات للجهات ذات الصلة بالنهضة بغرض تأهيل قطاع الرعى وزيادة الدخل المقرر من هذا القطاع المهم . وفى سياق متصل أكد د.عثمان البدرى الخبير الاقتصادى ضرورة أن تركز برامج النهضة الزراعية خلال المرحلة القادمة على تطوير قطاعى الزراعة والثروة الحيوانية حتى تسهم فى توفير الاحتياجات الضرورية من الانتاج والسلع الزراعية لتأمين الغذاء والحد من الاستيراد, مشيرا الى أن الزيادة فى زراعة المساحات الزراعية توفر المحصولات الضرورية وتخفض الأسعار بالاضافة لتفادى الوقوع فى أية أزمة فى الغذاء .