عندما أُعلن عن وصول باصات الوالي وانطلاقها في خط سير المواصلات في كل أنحاء الولاية، توافد الناس عليها لأنها ذات مظهر جميل وبها تكييف عالٍ وكمساري «أنيق» المظهر، وتلفاز يزيح عنك الملل .. عكس حافلاتنا، حيث تعودنا على الكمساري «غير المهندم».. وكان من قبل قد تم الإعلان بأن «تعريفة» هذه الباصات مثل تعريفة الحافلات، كل حسب خطه .. ولكن تفاجأنا كغيرنا بأن تعريفة هذه الباصات «جنيه» للمناطق القريبة .. والبعيدة «بجنيهن»... وقد تزيد في بعض المناطق. وقد شكى أيضاً الكثيرون من أن الباصات مقاعدها غير مريحة وضيقة وكما هي بطيئة الحركة.. ولذلك لا تستاهل هذا المبلغ... وهذا ليس عن سماع.. ولكن عن تجربة شخصية، فقد ركبت قبل يومين من السكة حديد إلى شارع السيد عبد الرحمن فطلب مني «الكمساري» جنيهاً لهذه الأمتار التي لا تستحق هذا المبلغ وكان خصماً على ميزانيتي في ذلك اليوم.. وبالطبع هذا حدث للكثيرين غيري .. ولا أدري لماذا لا يُراعى المواطن الغلبان المغلوب على أمره في كل شيء ..؟! سيدي الوالي استبشر كثيرٌ من الناس بأن البصات القادمة سوف تزيل الزحمة «الحاصلة» في بعض الخطوط .. وهذا لن يحل الزحمة وأنتم وضعتم هذه التعريفة الكبيرة.. التي نفرت الكثيرين من الموظفين البسطاء الذين يحسبون «ميزانية» شهرهم من قبل المرتبات بيوم أو اثنين.. منها الإيجار.. التعليم.. السوق.. المواصلات.. وهذه التعريفة الجديدة قد «تهتك» ميزانية الكثيرين، وهذا يدل على أن البصات الجديدة أصبحت عبئاً جديداً علينا.. و أيضاً قد جاء في بعض الصحف أن الحافلات العامة سوف تتوقف بعد ثلاث سنوات .. وهذا فيه عدم مراعاة وظلم لأصحاب هذه الحافلات لأنها مصدر عيشهم بعد الله.. وهذا يعني أن «الجو» قد «خلا» تماماً لأصحاب البصات الجديدة... هذا غير الشائعات والأقاويل التي تقول أن تحويل مواقف المواصلات إلى الاستاد والموقف الجديد جاء لكي يتهيأ السوق العربي للبصات الجديدة.. و حتى الطرق التي منعت من قبل على الحافلات وأصحاب الهايسات وغيرها أصبحت متاحة للبصات الجديدة.. وهذا قد ولَّد الغبن والحقد على هذه الباصات من أصحاب الحافلات.. ونرجو أن يراعي الوالي و ولايته المواطن وأصحاب الحافلات وأن توضع الحلول المناسبة لكل «الهنات» التي تضايق المواطن بخفض تعريفة هذه البصات وفتح المجال أيضاً للحافلات..