استطلاع الشارع يرى طلاب الجامعات أن اكتوبر هي إرادة شعب قوية، شعب حر وجيش وطني انحاز الى الجماهير ضد السلطة عندما اقتضت الوطنية ذلك وهو السبب في نجاح ثورة اكتوبر وأضاف الطلاب أنهم لا يثقون في المعارضة أبداً ولن يخرجوا معها لأنها لا تنادي بمطالب وطنية وكل ما تسعى له هو تحقيق المناصب والمكاسب. يقول الأستاذ حامد إدريس: الشعب خرج في اكتوبر منادياً بالديمقراطية والحرية ولم تكن هناك أي ضائقة مالية بل كنا نعيش في مستوى معيشة لا نحلم به اليوم وكل شيء متوفر ورخيص ولكن الشعب كانت له إرادة وعزيمة وقوة ،شعب «مرفوع الرأس» وما يحدث الآن بالضبط هو أنننا بصراحة نثق بصورة كبيرة جداً في الرئيس البشير وحتى مظاليم الإنقاذ متأكدين أنه الأفضل مقارنة بالمعارضة التي عندما كانت في الحكم رفع الناس شعارات «العيش بالصف والسوق باللف». د. اسماعيل الحاج موسى من الذين شهدوا اكتوبر يقول إن اكتوبر هي ثورة اتحاد جامعة الخرطوم وهم من أوقد شرارتها واستشهدوا لأجلها وقال إن الأحزاب لم يكن لها الدور الكافي في إيقاد شرارة اكتوبر ولم تكن تستطيع أن تقود ثورة في ذلك الوقت لأنها كانت «مقهورة» وقد قبلت بذلك وأضاف د. الحاج موسى في ذلك الوقت كانت مشكلة الجنوب تستفحل وكان الدكتور حسن عبد الله الترابي استاذاً بالجامعة وأقام ندوة وخلال الندوة قال جملة «مشكلة الجنوب جزء من مشكلة الديمقراطية بصفة عامة» ومن هذه العبارة جاءت فكرة الندوة الأخرى وأُلقي القبض على لجنة الاتحاد برئاسة حافظ الشيخ الزاكي لتتم تكوين لجنة أخرى وقال د. حاج موسى هذه اللجان كانت تضم 10 أفراد وكان التمثيل نسبياً للأحزاب وكانت اللجنة برئاسة ربيع حسن أحمد وأثناء الندوة هجمت الشرطة وأطلقت الرصاص واستشهد القرشي رمز الثورة وقال.. إن دور الأحزاب جاء متأخراً جداً وبعد تكوين جبهة الهيئات التي قامت بتنظيم عمل الثورة وهو الأمر الذي جعل الشيوعيين ينسبون الثورة إليهم لأن جبهة الهيئات كان يسيطر على معظمها الشيوعيون. واتفق محمد المعتصم حاكم مع إسماعيل الحاج موسى بأن لا الأحزاب ولا المعارضة يمكن أن تحدد ميعاد ثورة شعبية وأضاف أن اكتوبر فاجأت الجميع والندوة التي انفجرت منها اكتوبر كانت في الليل نتيجة ضيق الشعب من الديكتاتورية وقال على الرغم من أن نظام عبود كان أسوأ نظام مر على السودان إلا أنني أحيِّه عبر «آخر لحظة» لأنه رفض السلطة وقصة رفضه للسلطة بعد أن رأى من شرفة القصر الجمهوري الجماهير السودانية الغاضبة وسأل عبود القادة «هل كل هذا الشعب ثائر ضدي ولماذا تخدعوني بأن الشعب معي»، وبعدها تنازل وليس الجيش من ضغط على عبود للتنازل ولكنه نموذج كان يفترض أن يحتذي به كل القادة العرب الذين ثارت شعوبهم بدلاً من أن يكون مصيرهم المحاكمة على فراش المرض والهروب. وأجمل مشهد في اكتوبر لحظة أن تلاحم الجيش مع الشعب وهو يحمل الشجر الأخضر لتصبح اكتوبر ثورة تدرس في المانيا واستراليا ثورة الشعب الأعزل الذي أعلن العصيان المدني وأسقط النظام وقال محمد حاكم إن العصيان المدني كان قاصمة الظهر للفريق عبود.وقال محمد حاكم إننا موعودون باكتوبر أخرى إذا لم تحل الحكومة مشكلة المعيشة والعطالة لدى الشباب وأن تأخذ العبرة من الثورات العربية التي قام بها شباب ال«فيس بوك» ولم تحرك الثورات في العام العربي الأحزاب وأضاف حاكم أن الأحزاب الآن غير قادرة على تحريك الشارع ومشكلتها في «نفسها» والجماهير انفضت من حولها وتقف الآن على السياج تتفرج إضافة إلى موقف غير ثابت حول المشاركة في الحكومة والتصريحات غير المتفق عليها بين أعضاء الحزب.. وقال إن موقف الأحزاب ضبابي لذا فليحكم المؤتمر الوطني وحده ولكن بعد إيجاد الحلول للأزمة الاقتصادية وعمل مؤتمر عاجل تشارك فيه كل القوى السياسية والاقتصادية. محمد وداعة حزب البعث العربي الاشتراكي: قال إنَّ اكتوبر انفجرت من احتجاجات طلابية وإن الأحزاب و القوى السياسية كان لها دور كبير في تفجير الثورة بخطاباتها التي حرَّكت جامعة الخرطوم وقال وداعة اكتوبر لم تكن انقلاباً عسكرياً حتى ينسبها كل حزب لنفسه ولن ننسبها للشيوعيين أو الإسلاميين فهي عمل جماعي لكل القوى السياسية مقارنة بثورات الربيع العربي وهي أيضاً كانت ثورات تمثل كل الوان الطيف السياسي وقال وداعة إن البعثيين قدموا شهيداً أصيب أمام القصر هو عبد الله محمد عبد الرحمن بطلق في الرئة أدى إلى وفاته فيما بعد متأثراً بالإصابة وهو من قادة البعثيين ومن ينسبون اكتوبر لأحزابهم لم يقدموا خسائر ولم يعط التاريخ شرف اكتوبر لحزب من الأحزاب حتى الآن.. وتنازل الفريق عبود عن السلطة جاء نتيجة لضغط الشعب والموت والرصاص الذي كان يمكن أن يزيد لو لم يسلم عبود السلطة وليس نتيجة لضغط الجيش كما يدعون. واتفق في الرأي مع المستطلعين حول إمكانية قيام ثورة في السودان إذا لم تحل الحكومة الآن مشكلة الأزمة الاقتصادية وأضاف على الحكومة أن تجلس إلى القوى السياسية وأن تقدم حلولاً واضحة في قضايا الوطن قبل أن ينفجر الوضع والمعارضة الآن فقدت ثقة الشعب لأنها لم تقدم برنامجاً واضحاً. ويقول أحد ضباط الجيش الذين عاصروا اكتوبر اللواء فضل الله ناصر إن القوات المسلحة هي صاحبة الفضل ويعود شرف اكتوبر لها لانحيازها المبكر لصفوف الجماهير وقال إن القوات المسلحة هي التي شكَّلت كرت الضغط على السلطة وجعلت عبود يسلم لإرادة الشعب ويتنحى عن السلطة وهو موقف يحمد له ووصفه بالموقف الأصيل قائلاً.. إن القوات المسلحة دائماً تحمي الوطن والشعب ولا تحمي السلطة وفي اكتوبر مارست عملها من منطلق مهني ووطني ودورها في اكتوبر يفوق دور الأحزاب. ويتفق الأستاذ يوسف حسين الناطق الرسمي للحزب الشيوعي مع الجميع في أن ثورة اكتوبر بل أي ثورة في العالم لا تفجِّرها أحزاب ولكن الشعوب هي من يصنع الثورات وأكتوبر قامت على أكتاف (جبهة الهيئات) التي تضم كل القوى السياسية في ذلك الوقت وما انفرد به الحزب الشيوعي (هو إصدار كتاب اسمه ثورة شعب) وقال اكتوبر كانت صاحبة الفضل في أن تنال المرأة السودانية حقوقها السياسية فيما بعد لأول مرة في العالم العربي والأفريقي. وأضاف يوسف حسين هناك من يقولون إن أكتوبر جاءت صدفة وأن الشعب غير قادر على تكرارها مرة أخرى ولكن نقول لهم إن الشعب السوداني فهم درس اكتوبر وقد تتكرر بطريقة أخرى. وأشار حسين إلى أن الوضع الآن يبشر بقيام ثورة لأن مقومات تفجير الثورة قد اكتملت، من ديكتاتورية، وضائقة معيشية، وإقالات للصالح العام وبيوت للتعذيب والتوتر الاقتصادي الموجود. أما الفريق عبد الرحمن حسن عمر أحمد فيرى أن اكتوبر عمل شعبي يفخر به الشعب السوداني الذي خبر أول ثورة تنادي بالحرية والديمقراطية وقال إن اكتوبر نال كل الشعب السوداني شرفها وأن الشرطة سجلت حضوراً ودوراً عظيماً في الحفاظ على ممتلكات الدولة وحاولت منع أي مصادمات مع الثوار. وأشار الفريق عبد الرحمن إلى أن إرادة الشعب هي من أطاحت بالنظام وليس الأحزاب.وأكد أن احتمال قيام ثورة أخرى احتمال غير وارد وأن الأحزاب التقليدية الموجودة فقدت ثقة الجماهير أما الحزب الشيوعي فهو الآن فاقد لمرجعيته في روسيا وأصبح به خلل كبير جداً ولا يوجد لأفكارهم موقع ولا رواج في الرأي العام وكل ما يفعله الآن استغلال للفرص. وأضاف أن أسباب ثورة أكتوبر ليست موجودة الآن لذلك. ويرى الأستاذ محمد الأمين خليفة المؤتمر الشعبي: إن زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبد الله الترابي كان له قصب السبق في إشعال ثورة اكتوبر من خلال الندوة التي قدمها بجامعة الخرطوم حول (مشكلة الجنوب) ومن ثم تفجَّرت الثورة في أكتوبر 64 بمساعدة بقية الأحزاب السياسية وأساتذة وطلبة جامعة الخرطوم على وجه أدق وبقية الجامعات الأخرى وأم درمان الإسلامية وقال إن نجاح الثورة لا يمكن أن ننسبه إلى انحياز الجيش المبكر ولكن نجاح الثورة كان للإرادة السودانية القوية واتفق مع الجميع في أن اكتوبر ثورة ليس بمقدور أي حزب أن ينسبها له والفضل بعد الله سبحانه وتعالى في إزالة الحكم الديكتاتوري هو للشعب السوداني الحر واتفق معهم أيضاً في أن إمكانية قيام ثورة أمر وارد وكل ظروفها مواتية والآن تفجُّر الثورة مرتبط بظروف المعيشة والسياسة العامة للدولة فإذا تغيَّرت وتبدلت نحو الأفضل فليس هناك داعي من دواعي الثورة ولكن إذا تفاقمت الأوضاع فلا مناص من قيام ثورة شعبية أخرى كما حدث في ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا وهي ثورات قادتها الشعوب ولم تقودها الأحزاب.ويرى حزب الأمة على لسان إسماعيل كتر أن الفضل في اكتوبر يرجع للعمل الحزبي وهو دور التعبئة والجيش هو فقط له آلية احتكار السلطة ومكابر من يدعي أن أكتوبر لم تصنعها الأحزاب وقال إن أكتوبر وإن تفجَّرت في جامعة الخرطوم إلا أن للأحزاب الدور الأكبر في التعبئة من خلال الندوات والمنشورات وأخيراً تقديم الشهداء. وأن حزب الأمة ممثل في السيد الصادق المهدي هو من قام بصياغة الثورة وصلى على القرشي وأكد أن الأحزاب الآن قادرة على القيام بثورة إلا أنها أرجأت قيام الثورة في السودان لظروف السودان ومشاكله الداخلية ووجود الحركات المسلحة وقال إن الظروف الآن غير مواتية ولكن الثورة قائمة لا محالة.