اجتاحت موجة انتقادات عنيفة اتحادات كرة القدم العالمية جراء دفعها مبالغ ضخمة لمدربين أجانب فشلوا في إيصال منتخباتهم إلى نهائي كأس العالم، مثل المدرب الإيطالي «فابيو كابيلو» مدرب انجلترا، و«كارلوس باريران» مدرب جنوب أفريقيا و«سفين جوران أريكسون» مدرب ساحل العاج. وذلك أن كابيلو والذي يصل راتبه «11» مليون دولار في العام، استطاع بالكاد إيصال منتخب إنجلترا إلى دوري المجموعات.. كما خسر فريق ساحل العاج مقعده في كاس العالم مبكراً بالرغم من أن مدربه أريكسون يتقاضى «2.5» مليون دولار، الأمر الذي جعل المدربين الأجانب يتنافسون على الأجور وليس على حصد كؤوس المنافسات العالمية. ويبدو أن ظاهرة المدربين الوطنيين الذين يقودون منتخباتهم إلى نهائي كأس العالم لن يغيبوا عن الساحة طويلاً، إذ تكررت هذه المرة مع المدرب «فيستني ول بودلسكي» في أسبانيا و«بيرت فان مارفيك» في هولندا، واللذين قادا منتخبيهما إلى نهائي كأس العالم «2010»، ليثبتا للعالم أنه يجب التركيز على المواهب الوطنية، بدلاً من اللهث وراء صائدي الذهب الذين لاتتوفر فيهم شروط الوطنية والانتصار والاهتمام بجماليات اللعبة أو الاستفادة من الخبرات لتدريب الناشئين. ويجد صائدو الذهب هؤلاء صعوبات كبيرة في التواصل مع اللاعبين المحليين، كما أنهم ينهجون استراتيجيات غير ناجحة بسبب التصادم الثقافي. ويقول المحلل والخبير الرياضي ايريك واينالرا «هؤلاء رجال يجيدون الاجتماعات التي يعرضون فيها أنفسهم للبيع وكلما رفعوا أسعارهم ازدادت أهميتهم»! ولعل أهم أسباب فشل المدربين الأجانب يرجع إلى افتقارهم لفهم اللغات المحلية والطبيعة البشرية الخاصة بكل شعب، إذ يتسم لاعبو البرازيل وأمريكا الجنوبية باللعب الحيوي والحركات المرنة والإمكانات الفردية العالية، أمثال كاكا، رونالدينهو وليونيل ميسي. أما الأوربيون فإنهم يصلون إلى التنظيم والتكتيك المسبق، وظهر ذلك جلياً عندما تولى أريكسون تدريب المكسيك، وغير خطة اللعب «4-4-2» إلى «4 -3-3» وأقيل من منصبه لخسارته أمام هندوراس. وكذلك عندما فشل المدرب الصربي ميلوفان راجيتاك في جلب منتخب غانا لنهائي كاس العالم، والذي انتقد بسبب تركيزه على الدفاع بدلاً عن الهجوم، والنتيجة أن منتخب غانا لم يسجل سوى ستة أهداف في خمس مباريات الشيء الذي سهل على منتخب أرغواي القضاء عليه بركلة جزاء واحدة. إضافة إلى أن المدربين الأجانب لايهتمون بتطوير المواهب الشابة والتي تمثل البنية التحتية البشرية للفرق، وذلك لغياب الدافع لإيجاد تغيير إيجابي حقيقي لفرق سوف تنتهي فترة عملهم بها في تاريخ محدد. }}