كثير من المواطنين يشربون المياه الغازية بكميات كبيرة تصل في اليوم الواحد إلى لتر أو زيادة، فهناك من يشربها عقب وجبة دسمة لتساعده في هضم ما تناوله، لكن بصورة عامة فإن للمياه الغازية أضراراً لعل الجميع يعلمها، فهي تلعب دوراً كبيراً في هشاشة العظام، كما أنها تسبب مشاكل لمرضى الكُلى والبدانة والسكري، وبالرغم مما سبق ذكره إلا أننا نجد أن هناك من يتناولها باستمرار. «آخر لحظة» وقفت عن قرب على الأضرار التي تسببها المياه الغازية فالتقت باختصاصي لطب الأسنان واختصاصي أمراض باطنية ليعرفانا بحجم هذه الأضرار، فمعاً نطالع إفاداتهما. ü بداية التقينا بالدكتورة فاطمة الحاج اختصاصي طب الأسنان، حيث قالت: للمياه الغازية أضرار كبيرة على الأسنان للكبار والصغار، وهي تكون أكثر ضرراً على أسنان الأطفال لأنها تكون في طور النمو وتؤدي إلى تآكل الأسنان وربما إلى التسوس، ونحن كأطباء للأسنان، فإننا ننصح بعدم شرب المياه الغازية للأطفال حتى بلوغهم الثانية عشرة من عمرهم، وهذا لا يمنع بالطبع أن شربها بعد هذا العمر لا يؤثر، بل إن أضرارها كما أسلفت للكبار والصغار. وعلى ذات الصعيد ذكر لنا الدكتور محمد أشرف خليل اختصاصي أمراض الباطنية والصدر قائلاً: تحتوي الزجاجة الواحدة من المياه الغازية على عشر ملاعق سكر، وهذه كافية لتدمير فيتامين «ب» والذي يؤدي نقصه إلى سوء الهضم وضعف البنية والاضطرابات العصبية والصداع والأرق، كما أن الزجاجة تحتوي على غاز ثاني أوكسيد الكربون، وهذا يؤدي إلى حرمان المعدة من الخمائر اللعابية المهمة في عملية الهضم، وذلك عند تناولها أثناء أو بعد الوجبة، وتؤدي إلى إلغاء دور الأنزيمات الهاضمة، وبالتالي تؤدي إلى عرقلة عملية الهضم وعدم الاستفادة من الطعام الداخل للجسم.. ومن ناحية أخرى هناك من يتناولها عقب الوجبة لتساعده على الهضم، وهذا التصرف خطأ لأنه يؤثر على عمل الأنزيمات الهاضمة، حيث يخفض درجة الحرارة فتفقد الأنزيمات قدرتها على العمل فلا تهضم الطعام جيداً مما يودي إلى تكون الغازات وبعض أنواع السموم التي تنتقل مع الدم إلى خلايا الجسم، وقد تؤدي إلى العديد من الأمراض. كما أن الشخص عندما يتناول المياه الغازية فإنه يبتلع كميات من ثاني أوكسيد الكربون وهذا يؤدي إلى زيادة نسبة الحموضة واضطرابات الهضم، وهناك دراسة أثبتت أن هناك ارتباطاً قوياً بين تناول المياه الغازية التي تحتوي على بيكربونات الصوديوم، وسرطان المريء، وأضاف د. أشرف أن الزجاجة تحتوي أيضاً على أحماض فسفورية تؤدي إلى هشاشة وضعف العظام خاصة في سن المراهقة مما يجعلها عرضة للكسر، بجانب هذا فإنها تحتوي على الفسفوريك والماليك والكربونيك التي تسبب تآكل طبقة المينا الحامية للأسنان، وذكر أن الدراسة أثبتت أن خطر الإصابة بتآكل الأسنان تزيد عند الأطفال البالغة أعمارهم ما بين اثنتي عشرة إلى أربع عشرة سنة، والذين تناولوا المياه الغازية بكميات كبيرة. وختم د. أشرف حديثه ل«آخر لحظة» قائلاً: يجب عدم تنظيف الأسنان بالفرشاة مباشرة بعد تناول المياه الغازية، والأفضل أن يتم ذلك بعد ثلاثين إلى ستين دقيقة من تناولها.