قال تعالى: ( وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة...) البقرة «43».. وأيضاً (خذ من أموالهم صدقة تتطهرهم وتزكيهم بها...) التوبة «103» وقال خير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً). والزكاة لها فوائد عظيمة هي تكميل إسلام العبد لأنها أحد أركان الإسلام، وهي أفضل من الصدقة وتخرج الإنسان من دائرة البخلاء إلى دائرة الكرماء، وفيها جبر لقلوب الفقراء ودفع لحاجتهم وحماية من غضبهم، وهي سبب لشرح الصدور وجاء في الأثر أنها تطفيء غضب الرب وتدفع ميتة السوء، يعني أن الإنسان يموت على حسن الخاتمة. من هذين (الآية والحديث)، نخرج بأن الزكاة تجب على المستطيع أن يخرج من ماله زكاة للفقراء والمساكين والمحتاجين.. وتعتبر الزكاة لمال الشخص الغني.. والدولة أقامت ديوان أسمته ديوان الزكاة تأخذها من الأغنياء لتعطيها الفقراء.. أي أنها وسيط بين الغني والفقير.. وبذلك يستوجب عليها- أي الدولة- أن تراعي العدالة والصدق في التوزيع.. وأن لا تكون هناك محاباة بين الأشخاص.. ومعروف أن الفقراء بهم ميزة الحساسية والعفة والطهارة.. لذلك يجب أن ندقق فيهم لمعرفة المحتاج منهم.. حتى لا يقع الظلم بين الناس.. جاءتني رسالة من نساء يسكن الحارة السابعة محلية كرري.. فقد وقع عليهن الظلم المبين.. وأحسسن أنهن يشحذن ما حلله لهن الإسلام... هناك في تلك المنطقة.. نساء غلابة وأرامل ومطلقات وعجزة.. منهن العمي والمريضات يحتجن لهذه الزكاة، ولكل واحدة منهن ظروف أسوأ من الأخرى.. إنهن يشكين مر الشكية من مناديب الزكاة بتلك المنطقة.. بعدم العدالة في توزيع الزكاة وأن هناك محاباة ظاهرة لبعض الأسر على أسر أخرى.. حتى في (فرحة الصائم) وقع الظلم المبين في توزيع تلك الكراتين.. فلم يكن هناك عدل في التوزيع.. وهن كما قلت يعلم الله أن حالهن يغني عن سؤالهن.. فقد قمن بتقديم شكوى إلى ديوان الزكاة بتلك المحلية ولم يجدن الرد.. وقمن بتقديم شكوى أخرى إلى أمين ديوان الزكاة ولاية الخرطوم.. حكين له ما يمررن به من ظروف.. وأخبرنه أن ديوان الزكاة محلية كرري كون لجنة تحقيق في مشكلتهن ولكن من المؤسف أن لجنة التحقيق كانت هي نفسها اللجنة التي قامت بتوزيع الزكاة.. وهذا للأسف يعتبر استهزاء واضحاً بهؤلاء الضعفاء والمساكين.. وهن يطلبن من السيد المعتمد النظر في شكواهن.. التي لم ينظر لها أي ديوان زكاة بعين الرحمة.. بل وجدن في بعض دواوين الزكاة (بودي قارد) يقومون بمنعهن من الدخول لمقابلة المسؤولين.. أرجو أن يلتفت الأخوة المسؤولون بالزكاء لشكوى هؤلاء النسوة حتى لا يرفعن أيديهن للذي لا يظلم أبداً.