تواتر الأخبار حول تعيين المسؤول الأول في الهيئة التي تدقق في البضائع إلى الوزارة المهمة التي تهتم (بالفلوس) وحمل الراصد أوراقه التي تحتاج إلى التصديق وانطلق نحو الهيئة لتصديق بضائعه قبل انتقال المسؤول الكبير منها فوجد بعضهم يتحدثون همساً عن المسؤول المرشح للتعيين وتساءل أحدهم هل سيأخذ معه أركان حربه أم سيذهب منفرداً ثم علا صوت آخر وقال إذا تم تعيين مسؤول جديد فستجد أخبارنا طريقها إلى النشر بعد أن حبست طول المدة الماضية.. تقدم الراصد قليلاً نحو مبرد الماء وكأنه يريد الشرب فسمع أحدهم يقول لم نسمعه يتحدث يوماً عن مؤسستنا في مؤتمر أو اجتماع ولم نفهم هل هو سكوت جبري أم اختياري.. انسحب الراصد بعد أن حس أن المجموعة نظرت اليه بريبة وخرج مسرعاً نحو الصحيفة. المنادي ما نادى الأمير وضع راصد «بيت الأسرار» كفيه على رأسه وهو يسمع القصة الغريبة فقد اتصل على أحد أقاربه الذي غادر البلاد لاداء فريضة الحج الذي قال له إنهم اكتشفوا أنهم سافروا بدون أميرهم وقد اكتشفوا أنه تخلف ولم يذهب معهم.. أغلق الراصد الهاتف وذهب للوزارة الولائية التي تهتم برعاية المواطنين ووجد الأمير جالساً في مكتبه يؤدي عمله وعندما سأل أحد المقربين منه قالوا إن المسؤولة الكبيرة قد خيرته بين وظيفته وبين الامارة فاختار الوظيفة وقال إن ربنا أعلم بحاله.. خرج الراصد وهو يقول في سره (المنادي ما نادى الأمير).