وقف راصد بيت الأسرار حائراً وهو يتابع مجريات أحداث الهيئات والمؤسسات التي تتبع للوزارة التي تم تعيين وزير جديد لها.. فقد ظل الراصد يتابع الأحداث التي تصاعدت وانطلق دخانها في الهواء داخل الحوش الملتهب أصلاً من قبل مجيء الوزير للمنصب.. وقد سمع الراصد أحدهم يتحدث للآخر وقال: إن الاحتجاجات والوقفات التي وقفها أهل الجهاز الحساس كانت رد فعل لقرار الوزير.. ولكن السبب الخفي هو خيبة الأمل الذي ارتفعت درجته عندما اجتمع بهم الوزير ووعدهم بحل مشاكلهم.. فقال له الآخر: نحن في المؤسسة الثانية كنا نتوسم في الوزير الجديد خيراً إلا أن ما حدث في هذه الهيئة أحبطنا ولن ننتظر منه الكثير حتى لا يصيبنا ما أصابكم.. فعلم عندها الراصد أن المتحدثين من هيئتين مختلفتين لكنهما يتبعان لوزارة واحدة. وسمع الراصد أحدهم يتحدث في الهاتف مع شخص قال له أنت مرشح لتكون مديراً للجهاز الحساس.. صمت المتحدث ثم ضحك وقال والله صحي دي جنازة بحر.. وأغلق الهاتف.. وسمع الراصد شخصاً ينادي عليه وترك المكان واتجه نحوه. الشاكي باكي!! راصد بيت الأسرار وصله ما يفيد شكوى قد قدمت ضده.. الراصد قال: الشاكي ليس هو المقصود.. فالحالة تنطبق على كثير من الحالات.. فالراصد يكتب ويسجل كل يوم قصة وصراعاً وشخصوصاً.. ثم يذهب للترزي المعروف فيقوم بتفصيل عدد من الطواقي مختلفة الأشكال والأحجام والألوان والمقاسات.. ثم يضعها داخل بيت الأسرار ويترك حرية الاختيار لمن يريد أن يلبس طاقية من طواقي الراصد.. فهناك من يجد مقاسه وذوقه تماماً.. وهذا الذي يبحث عنه الراصد.. فالذي يريد الطاقية على مقاسه فهو حر وعلى كيفو.. ويبدو أن أخانا الشاكي وجد مقاسه.. وهذا ما أضحك الراصد عندما علم أن هناك شكوى وصلت للجهة المختصة!!