يكاد موسم الحج لا يخلو من المشكلات التي تعكر صفو من يسعون للحج لبيت الله الحرام، فتارة من وزارة الإرشاد وتارة أخرى من وكالات السفر ومشكلات معلومة للجميع في الطيران.. ولكل الحج أشهر معلومات.. وكل هذه الجهات تعلمها وكان يجب أن تحضر لها جيداً فلا عذر لأي منها خاصة وأن من يريدون الحج يعدون له العدة منذ وقت بعيد، ويهيئون أنفسهم له قبل عام تقريباً، وليس سهلاً عليهم أن تضيع آمالهم في أداء الفريضة وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم.. وقد اندهشت جداً وأنا أسمع خبراً من وزارة الإرشاد في تلفزيون السوداني يقول إن المملكة العربية السعودية قد أشادت باكتمال إجراءات الحجيج الذين وصلوا إليها.. وإذا كان ذلك صحيحاً فستكون المملكة قد أشادت باكتمال إجراءات من وصلوا إليها.. لكن لماذا لم تكتمل إجراءات الآخرين.. ولماذا أمسكت الوزارة بالجوازات المؤشرة من سفارة خادم الحرمين ولم تكمل لهم إجراءاتهم؟.. ولماذا لم تنشر وزارة الإرشاد أسماء الوكالات التي منحتها تراخيص للعمل في الحج والعمرة حتى لا يقع «500.3» حاج ضحية لوكالات سحبت رخصها؟ مع العلم أن هذه الحادثة لم تحدث للمرة الأولى.. فقد حدثت من قبل وليس في الحج فقط.. بل في موسمي الحج والعمرة.. سادتي لقد صاحبت عملية تفويج الحجيج السوداني مشاكل عديدة.. وقد قتلت بحثاً في أروقة الحكومة أو قاعات البرلمان.. لكن الإخفاقات والمشاكل لم تراوح مكانها.. وبالطبع لم ينسَ أحد ما حدث في العام الماضي والمشاكل التي حدثت وأطاحت بمدير هيئة الحج والعمرة والإشادات القوية التي وجهت لوزارة الإرشاد والأوقاف.. والتطمينات التي أطلقت في بداية الموسم من هيئة الحج حول سهولة الإجراءات وسرعتها.. لكن وللأسف عادت المشاكل من جديد وأحس بها كل الناس الحجيج وغيرهم.. ولا ننسى ما حدث في مطار الخرطوم وإغلاق الحجاج لشارع المطار وانتظارهم بالأيام والساعات.. والآن وقبل أن ينتهي موسم الحج.. يجب أن يقف الجميع «ألف أحمر» لحسم هذه القضية نهائياً.. وأن يتم تلافي المشاكل قبل أن تصيبهم دعوات المظاليم الذين خدعوا والذين لم تكتمل إجراءاتهم.. ولتتم المحاسبة للجميع مهما كانت مناصبهم ومكانتهم.