ونعود إليكم يا أحبة.. بعد أن انطوت أيام العيد المجيدة والبهيجة.. وغابت شمس أيامها الحافلة بالبشر والطمأنينة والسعد.. ولا أملك غير أن أحييكم فرداً.. فرداً.. سائلاً الله في خضوع وخشوع.. أن تشرق أيامكم وتضاء لياليكم وتفترش دروبكم سعداً.. وأن تعود أيام وليالي العيد القادمة.. والوطن بخير.. والشعب يرفل في حلل السعادة.. ويقدل في أثواب الديمقراطية الشاسعة.. الواسعة.. الرحيبة.. الحضارية المتحضرة.. ديمقراطية «جد.. جد».. و «صحي.. صحي» ليس بها مس من دغمسة.. ولا بها ريحة من روائح غريبة وعجيبة.. «مقطوعة» من «روسين» «ناس» لا تعوذهم المناورة والمحاورة و «الدغمسة» وذاك الإفتاء غير الصحيح.. وغير الراشد.. وغير الديني.. بل الذي لا يمت بوشيجة أو أوهى صلة.. أو أضعف قرابة بالدين الإسلامي القويم والحنيف.. الطاهر المطهر.. إفتاء ما سمع به إنس ولا جان ولا خطر على قلب بشر مؤمن أو على الأقل بشر عاقل.. إفتاء يقول.. إن التزوير والتحوير في الانتخابات يجوز شرعاً إذا قصد به التمكين.. وإحياء سنن الله في الكون أو ساهم في تحكيم شرع الله.. بالله عليكم هل هذا يجوز.. وهل يكون بنياناً صحيحاً قوياً وهو يعتمد على قوائم باطل.. المهم نحن نسأل الله أن يعود العام القادم ونحن نمارس ديمقراطية حقة «زينا» وبقية العالم.. لا يهمنا كثيراً أو قليلاً إذا أتت الديمقراطية بالأحبة في الإنقاذ.. فها هو العالم تجتاحه أناشيد السعادة وهو يتابع في فرح الانتخابات الحرة النزيهة في تونس وهي تأتي بالنهضة.. ولن يزعجنا ولا يربكنا ولا يفزعنا أن أتت الديمقراطية الوليدة في مصر بجماعة الأخوان المسلمون.. لأن من شروط الديمقراطية أن يتقبل الناس النتائج مهما كانت.. سعيدة.. مبتسمة أو حزينة كالحة.. هذا ما كان من أمر المعايدة لكم أحبتي.. ثم.. نعود اليوم.. ونبدأ أولى صفحاتنا أو فلنقل أولى معاركنا مع الأحبة في الإنقاذ بعد مواسم أفراح العيد.. ونقول للأحبة في الإنقاذ.. نعم نحن ما زلنا في فضاء عطر العيد.. ولا نريد أن نفسد عليكم أفراحكم.. واعلموا أن كل كلماتنا التي نسددها نحوكم عند أي خطأ أو خطيئة.. إنما هي نصائح نوجهها لكم لوجه الله لا نريد عنها جزاءً ولا شكوراً.. وأيضاً هي لوجه هذا الوطن الذي لا نقبل أن تمسه نسمة سحر في جوف الليل ولوجه هذا الشعب الذي صبر عليكم كما لم يصبر على حكومة قبلكم.. وهذا باعتراف السيد رئيس الجمهورية شخصياً.. ولكن ألا تزعجكم بعض أفعال.. وأخطاء وأحاديث قادة وإخوة زعماء.. وأعضاء مهمين من بين صفوفكم.. بل دعوني أذهب أبعد من مجرد «الإزعاج» وأسمي الأشياء بمسمياتها.. وأقول.. ألم تهزكم رياح الخجل.. بل ألم «تعوموا» في عرق الخجل.. ودفاتر الشرطة تسجل عبر فضاء الوطن المفتوح.. ليعلم حتى الذي به صمم.. أن عضواً نافذاً في صفوف حزبكم قد سرقت من داره العامرة.. بكل نفيس.. مئات الملايين من الجنيهات.. وكماً مقدراً من العملات الأجنبية.. تلك التي صكتها مطابع إسلامية.. وأخرى خرجت من دور صك العملة من بلاد الاستكبار والشيطان الأكبر ودور الكفر الصليبية الممالية والموالية لليهود.. ونسألكم بالله كيف تتحدثون عن إقامة شرع الله والذي هو ليس فقط حدوداً وعقاباً بل من أركانه زهداً وورعاً.. وعدلاً ورحمة.. ونسأل هل يليق بقيادي يتحدث أبداً عن دولة الشريعة أن يحتفظ بذاك التل من الأموال في منزله ومنازل بالمئات بل بالملايين.. لا توقد فيها نار ولا يدخلها خبز بالأسابيع والأيام.. ونسأل البنك المركزي.. ألا يخالف هذا.. أي الاحتفاظ بالعملات الأجنبية المتنوعة في المنازل بدلاً من المصارف المقامة أصلاً لمثل هذا.. ونسألكم ماذا إذا كانت هذه الأموال بكل تفاصيلها المدهشة قد سرقت من منزل أحد المعارضين؟؟ هل كان هذا الأمر يمر مرور السحابة لا ريث ولا عجل.. أم كنت قد أقمتم المحاكم عبر الأثير والفضاء.. وتفننتم في تفصيل ثياب العمالة والاتصال بالسفارات الأجنبية؟؟ إن كل هذا الأمر يدهشني.. ولكن ان أعرض دهشة لي هي صمتكم المطبق عن هذا الأمر الذي كان «ونسة» الناس في العيد.. مرة أخرى أقول.. إن الخطر عليكم في الإنقاذ.. ليس أبداً من المعارضة ولا الصلف والعداء الأمريكي.. ولا حتى من مجلس الأمن والناتو.. إن الخطر عليكم هو من الطابور الخامس.. والذي ليس هو نحن مواطنين مغلوبين على أمرهم ومعارضة.. إن الخطر عليكم هو من الأخطاء الفادحة التي يرتكبها إخوة لكم وهي أخطر من أي طابور خامس أو عاشر.. انتبهوا جيداً.. حتى لا تستبينوا النصح ضحى الغد..