وها هي.. الحملات الانتخابية تنفجر.. كنا نودها.. سحباً ماطرة.. تبلل الارض.. وتنبت زرعاً اخضراً فارع الاعواد.. ازهاراً ملونة.. بديعة.. الاشكال.. ولكن.. بديلاً لكل ذلك.. فها هي براميل البارود تنفجر.. ليشتعل سماء الوطن بالجحيم.. وها هي.. الاوصاف.. والنعوت والفجور في الخصومة.. تصفع الانفس والوجوه.. وتطير في الفضاء كلمات.. كسنان النصال.. اقلها اثراً.. واخفها ضرراً.. هي الاتهام بالعمالة.. والخيانة.. وعلى لسان قيادي بالمؤتمر الوطني.. وان كان الرجل «جديد لنج».. في صفوف المؤتمر الوطني.. يصف مبارك الفاضل.. في الهواء الطلق.. وعلى صفحات الصحف.. وعبر كل فضاء الدنيا بالخيانة.. وقبلاً.. وبدءاً .. ويقيناً.. انه لا شيء يجمعني بمبارك الفاضل.. انا لست من حزبه.. ما كنت.. ولن اكون.. وعلناً اعلن.. اني لن اصوت له ولن امنح صوتي لحزبه.. منشقاً او موحداً.. اذا الدفاع عنه.. ليس لذاته.. بل غضباً وحزناً على وطن.. يخطو اذا سار على هذا الدرب.. الى أتون مشتعل بالجحيم.. ونسأل هذا السيد.. الذي يطلق وصف الخيانة وكأنه يرشف جرعة ماء.. او «جقمة» قهوة.. او كوب حليب.. اذا كان مبارك الفاضل خائناً.. كيف سمح له اصدقاؤك الجدد.. الجلوس على اعلى مقاعد القصر الجمهوري.. مساعداً لرئيس الجمهورية..؟ والذي هو رئيس المؤتمر الوطني.. ام هي تظاهرة صاخبة.. وهتاف.. هادر لتلفت نظر الاصدقاء الجدد.. لدفاعك الماجد.. عنهم وعن حزبهم..؟؟.. وليس لدينا ما نقول.. غير.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. ومرشح اخر.. قلنا انه قد تعلم السياسة التي دخلها شاباً.. وتماماً من اركان النقاش.. ومباشرة.. الى الامساك باغلى واعلى مقدرات الوطن.. كنا نظن انه قد تعلم من تلك السنوات العشرين التي قضاها.. متنقلاً من موقع الى موقع.. في ظل الانقاذ التي لم تمنحه حتى إجازة اسبوع.. كاستراحة محارب.. قلنا انه قد يكون تعلم من تجاربه علينا.. وتماماً كما يتعلم الحلاق الحلاقة على رؤوس المساكين.. ولكنه اتى شيئاً فرياً.. لم نسمع به في شبر في هذا العالم الفسيح.. واطمئنكم.. اننا لن نسمع به حتى في جمهوريات الموز.. او تلك الامارات.. والممالك التي يجزم حكامها.. أنه الشعب والأرض والبترول.. والسفن والصحراء.. ملكاً.. مشاعاً لهم.. فقط لهم ولاسرهم السعيدة وابنائهم المترفين.. قال الرجل.. وهو يخاطب جمعاً انتخابياً.. «نحن عملنا الظلط وجبنا الكهرباء» والذي لا ينوي ان يمنحنا صوته عليه الا يستعمل ظلطنا.. وكهربتنا..».. ونحن نتبرع له بسلسلة من التي اتوا بها.. ليواصل.. مشكوراً مأجوراً.. «ونحن كمان جبنا الدقيق.. والمعارض لا يأكل دقيقنا.. ونحن بنينا سد مروي.. والما عايزنا.. اوع يعبر السد.. او يصطاد سمكة خلف السد..» وأيضاً.. نقول.. سبحانك يا رب.. يا واهب الملك لمن تشاء.. واخر.. يكتب ابداً.. وكأنه يكتب بأعواد مشاعل.. او يغمس.. اسنة رماحه في بحيرة من الدم المسفوح.. يكتب تمجيداً للانقاذ.. لا يرى فيها.. الا هدية من السماء لنا ونحن لا نحمد ولا نشكر.. يعجب منا كيف لا نسبح بحمد الانقاذ.. يزعجه حد الغضب.. بل الهياج.. ان تجرأ كائن من كان.. وانتقد احد رجالات الانقاذ الذين هم في نظره المسكين مجموعة من الملائكة.. او الاخيار الاطهار الذين لا يأتيهم الباطل من بين ايديهم ولا من خلفهم.. قال الرجل.. وللعجب.. مخاطباً.. «الفرحانين» بالديموقراطية.. والانتخابات.. قال الرجل.. إن الانقاذ.. من تلقاء نفسها قد «سمحت» للديمقراطية ان تعود.. ولا احد اجبر الانقاذ لاجراء انتخابات.. ونقول له لقد كذبت تالله.. قد كذبت.. أن نيفاشا.. هي التي اجبرت الانقاذ على الاستحقاق الديمقراطي.. ونيفاشا.. نفسها اتت وليدة لحرب.. بشعة وهائلة.. ثم ان الشعب السوداني.. بكل تضحياته وصبره.. واعتصامه.. وصمته.. قد افهم الحكومة.. ان هذا الوطن.. عصي.. على التركيع.. وان هذا الشعب.. لا يحكم ابداً.. ابداً.. بالحديد والنار.. ثم راجعوا.. بالله عليكم.. اتفاقية السلام لتعرفوا.. هل.. الديموقراطية هبة فوقية كرماً من الانقاذ.. ام حق.. جاء بالقوة..