أحياناً أحس بأن مشكلة الناس في هذا البلد «العجلة»، والعجلة التي أقصدها هنا هي «الكلفتة» - بتسكين اللام وفتح الفاء والتاء-. كل إنسان في عجلة من أمره!! كل شيء هنا ناقص ، وقديماً قالوا العجلة من الشيطان ورسولنا الكريم يقول: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. أمس بسبب «العجلة» «عجل الحديد» طلع روحي. فالعبد لله قصد أم درمان في ذاك الجو الماطر وأنا خارج من الكوبري وجدت «الاستك بنشر» وخوفي على ملابسي في هذا الجو الماطر جعلني استعين بعمال إحدى البناشر ويبدو أنه كان في «عجلة» من أمره وبدلاً من استخدام يده في عملية التربيط الأخيرة فقد طلع برجله «المشوطنة» على مفك «العجل» فكسر المسمار والصامولة معاً!! وللحظ العاثر اكتشفنا أن «اللستك» المنكوب كان قد فقد في عملية أجهلها تماماً مسماراً من قبل!! وانهالت عليّ النظريات (يا عمنا مسمارين بوصلنك) و(يا عمنا أمشي ب «60»)!! وبسبب العجلة الزائدة أمضيت ساعة من النهار في البحث عن محل آخر لإصلاح العطب الذي كلفني مالاً ووقتاً والسبب هذه العجلة من أمر هذا العامل!! والذي غيره كثر!! في كل مجال وفي كل وزارة أو محلية!! أو إدارة مختصة بشؤون البشر هناك من هو في عجلة من أمره للخروج والزوغان انها الكلفتة وعدم اخلاص النية في العمل وتجويده واتقانه. حكايتنا الثانية كانت على مدخل كوبري الحلفايا الجديد فقد أصر «محمد عبد العظيم» على الذهاب ورؤية الكوبري قبل افتتاحه . قلت له و لم «العجلة» وقد تبقت أيام على الافتتاح؟ المهم ذهبنا على الطريق وكنا نمشي بحذر فالطرق لم يكتمل رصفها ولا زال هناك جسر صغير من ناحية الحلفايا أمام خور «سماحة» تلك المنطقة الساحرة من النيل والتي كان يرتادها سكان هذه المناطق خصوصاً العرسان وايام احتفالات الختان والولادة - هل لازالت هذه العادة موجودة؟.. المهم طلعنا على الكوبري وهالني أن وجدت مجموعة من السيارات غاصة بالركاب والمفاوضات جارية بينهم وأفراد الحراسة على الجسر. إنها العجلة من أمر الجماعة يريدون العبور في اتجاه الحتانة وسيارة أخرى قادمة من ذات المنطقة أفلح فرد الحراسة في ارجاع صاحبها من حيث أتى. سألته هل فعلاً هناك عبور قال لي إلا في حالات طارئة اسعاف طواريء أو حالة أمنية طارئة. عدت ادراجي وتركت المفاوضات جارية في مسألة لا تستحق كل هذا النقاش وكل هذا الاهدار للوقت وماء الوجه!! انها العجلة السودانية الكل يريد الوصول لهدفه ولو على أكتاف الآخرين والقوانين وأحياناً الأحاسيس والمشاعر!! فتشوا في اي معاملة ناقصة أو دربكة حكومية خدمية سواء في الطرقات او الكهرباء او المياه او المحليات ستجدوا من وراءها العجلة ولا نقول «الكلفتة» قليلاً من الاتقان وقديما قيل «السرعة مع الاتقان».