يمر الإنسان حياته بأحداث شيء منها السيئ ومنها المفرح والمبهج منها ما تنتهي حياة إنسان يعتقد بعدها أن الحياة قد توقفت ومنها غياب إنسان يعتقد الآخر أن حياته قد توقفت ومنها المرض والسفر والابتلاءات على اختلافها ورغم ذلك يجد الإنسان نفسه أمام رغبة جامحة في الحياة وطلب طول العمر وأظن أن ذلك يعود للأمل في بكره وفي تغير الحال إلى الأفضل وقد قال تعالى في محكم تنزيله ( إن مع العسر يسرا) صدق الله العظيم. مما يؤكد أن اليسر يزامن العسر ولا يأتي بعده كما يعتقد الكثير من الناس الذين يقولون إن بعد العسر يسر والمتدبر لمسير حياته يجد أن كل الابتلاءات التي حدثت له يزامنها يسر في إحدى جزئياتها حتى وإذا لم يحس بذلك قد أمرنا الله تعالى بالتدبر في الحياة حتى يزيد أماننا وظني أن الأمل أحد الأشياء التي يجب تدبرها.. والتي من أدجلها يتشبس الإنسان بالحياة.. وقد كتبت في هذه الزاوية من قبل أن المنتحرين هم الذين ضعف إيمانهم بالله وضعف أملهم في إيجاد حياة أفضل.. بل وظنوا أن كل مشاكل الحياة ومعاناتها قد تنتهي بعد أن يموتوا وينسون أو يتناسون بأنهم بذلك فقدوا حياتهم الدنيا وهي دار الممر وفقدوا الأخرة وهي دار المقر.. وإذ تشبس أحدهم بالحياة وعلم أنه عجلة الحياة لن توقف بمشكلته ولن تدور إذا مات لن يقدم على ذلك. المهم الأمل هو أحد أسرار الحياة.. وإذا أنفس أياً من الناس في ابتلاءات الحياة وقال إنا لله وإنا إليه راجعون وهي الكلمات التي علمنا لها الله تعالى إذا حدث لأي إنسان مكروه أو نقص من الأموال والأنفس والثمرات وحين قال إنا لله وإنا إليه راجعون يكون بتلك من الصابرين الذين بشرهم الله تعالى. بالمناسبة هناك رأي يقول إن النساء الأكثر (عدداً) في فقدان الأمل بالمقارنة مع الرجال لأن العاطفة تسيطر عليها فهي أحيان كثيرة تكون سريعة الفرح وسريعة الحزن وقد لا تنسى ما يؤلمها بسهولة لكن الأمل يدخل اليها بسرعة ويبقى في مخيلتها خاصة إذا كان الأمر متعلق بآدم.. إلا أن آدم نفسه يفرح ويحزن للمال.. جعلنا الله وإياكم.