من حق الأهلاوية أن يفرحوا يسعدوا و«يهيصوا» كمان بمناسبة عودة سيد الأتيام للممتاز.. ومن حقنا أيضاً بالمقابل أن نسدي لهم النصح بعدم الإفراط في الأفراح والنوم على وسادة الطمأنينة الكذوبة. نقول لا إفراط في الأفراح لأن عودة الأهلي للممتاز هي أمر طبيعي وعادي جدا لا يرفع حاجبي الدهشة عند أحد ولايثير علامات الاستغراب.. بل العكس هو الصحيح فهبوط سيد الأتيام هو الذي أثار عواصف من الدهشة وزوابع من الغضب والحسرة والألم. والمطلوب من مجلس إدارة النادي الأهلي في المرحلة المقبلة أن يتعظ من أخطائه السابقة التي عجلت بهبوط الفريق بعد أن أوهنت عظمه بتفريطها في نجوم الأهلي مطلقي السراح دون أية محاولات تذكر للتفاوض معهم لإعادة قيدهم. ويكفي أن نشير هنا لثلة من أبرز النجوم الذين غادروا الديار الأهلاوية ببساطة ويسر بعد تجاهلهم من قبل الإدارة وها هم اليوم يتوهجون في سماوات أندية أخرى.. نذكر منهم كرنقو الذي يتصارع حوله اليوم الهلال والمريخ وكايا والنجومي ويوسف القوز وخليل أمبدة واتومالا وغيرهم. ولعله من سوء الطالع أن يواجه الأهلي التسجيلات القادمة وسبعة من لاعبيه مطلقي السراح ولا مناص أمام إدارة النادي إلا أن تشرع منذ اللحظة في فتح باب التفاوض مع ثلاثة منهم أثبتوا وجودهم وأكدوا بأنهم لاغنى عنهم في المرحلة القادمة. كما أنه لاجدال في أن الفريق يحتاج بصفة عاجلة لعملية ترميم في حراسة مرماه وخطوطه الثلاثة بإضافة لاعبين من أصحاب الخبرة والدراية بشعاب الممتاز.. هذا إذا كان الأهلاوية جادين حقاً في بناء فريق قوي قادر على مقارعة رصفائه الأقوياء بالممتاز خاصة بعد أن أوضحت بطولة الممتاز هذا الموسم بأنه لامكان في المنافسة لأندية فقيرة تعجز عن ترميم صفوفها بلاعبين كبار وأمامهم تجربة أهلي شندي والنسور كخير دليل وبرهان بعد نجاحهما الباهر في سنة أولى ممتاز. لانود أن نحبط الأهلاوية وهم يرتشفون هذه الأيام كؤوس مترعات من شهد العودة ويرفلون في ثياب الفرح.. ولكن من واجبنا أن نذكرهم بما هو آت من معارك ومخاطر ليكبحوا قليلاً جماح أفراحهم ويلتفتوا لما هو أهم حتى لايلدغ الأهلي للمرة الثالثة من جحر الممتاز.. ولا خير فينا إن لم نقلها لكم ولا خير فيكم إن لم تسمعوها منا يا معشر الأهلاوية.