ولجت المرأة بصفة عامة والسودان مجالات شتى، ومنها المجال الطبي بتخصصاته المختلفة، إلا أن هناك مجالات يقل فيها الكادر النسوي، مثل الجراحة بصفة عامة، وخاصة في مجال القلب والمخ والأعصاب، وكان من محاسن الصدف أن التقينا بالدكتورة عايدة استشارية جراحة الثدي والمناظير في دردشة خفيفة للحديث عن مجال الجراحة لم يخلُ من كيفية معالجة (جراح الأحبة) ملامح من السيرة الذاتية؟ عايدة حسين عمر استشاري جراحة الثدي والمناظير، أستاذ مساعد بجامعة النيلين ومنسق وزارة الصحة لأورام الثدي، تخرجت في جامعة الخرطوم كلية الطب وتخصصت في مجلس التخصصات الطبية، وجراحة الثدي والمناظير في جامعة أبو قراط باليونان، ومتزوجة من البروفيسور علي جعفر وام لبنت واحدة (ستنا). لماذا الاتجاه إلى الجراحة مع ملاحظة أن العنصر النسائي قليل في مجال الجراحة، أو يكاد يكون معدوماً؟ - بصراحة عندما تخرجت كنت أحب الباطنية، وأيضاً في أيام دراستي وكنت أحبها كمادة، لكن عند ولوجي للعمل وجدت أن النتيجة تكون سريعة والدكتور ينظر ويتابع كل شيء بعينيه لكنها بالطبع تحتاج الى نسبة تركيز عالية، ووجود ذهني وجسدي للدكتور، وأنا وجدت نفسي في الجراحة. هل هناك اختصاصي جراحة من العنصر النسائي في جميع مجالات الطب؟ - الأغلبية من التخصصات اقتحمها العنصر النسائي عدا جراحة القلب، وجراحة المخ والأعصاب صعبة، ولكن هناك أيضاً من اقتحمنها وأنا عملت فيها لمدة عامين. هذا المجال يحتاج إلى شجاعة؟ - الحقيقة هي أن شخصيتي وطبيعتي اني لا أخاف، ولكن بعد دخولي للمجال أصبح هناك خوف، والخوف هو يكون على المريض من أن تحدث له مضاعفات. هناك بعض المرضى يتوجسون من عرض أنفسهم على طبيبات هل مرت بك مواقف من هذا النوع؟ - نعم صحيح، ومن المواقف التي مرت بي أذكر عندما كنت نائب اختصائي في المسالك البولية، وكنت جالسة بالحوادث، جاء مريض عمره يناهز السبعين عاماً برفقة ابنه، وقد كان محولاً من أحد الأطباء الذي كتب له تركيب «قسطرة» وعندما جئت لاركبها له رفض وأخذ القسطرة وذهب بها. الجراحة بالنسبة للعنصر النسائي هل تجافي الرِقة عند النساء؟ - أنا دائماً ما اقتبس من القرآن (في ظاهره العذاب وفي باطنه الرحمة)، فالطبيب يكون متأكداً من أن الجراحة هي الوسيلة الوحيدة لعلاج المريض، وليس هناك حل غيرها، لذلك فإن الطبيبة يكون التصاقها بالمرضي والإحساس بهم عالياً، وهذا ما جعلها ناجحة في هذا المجال، وأنا أقول إن الجراحة تزيد من رقة المرأة «الطبيبة» وذلك من خلال إحساسها العالي بالمرض. أين أنت من الرياضة؟ - للأسف كنت أمارس عدداً من أنواع الرياضة ففي مرحلة الثانوي كنت العب تنس طاولة، وفي الجامعة كنت أمارس السباحة، والكرة الطائرة، ولكن في العمل بالكاد استطيع الجلوس مع أسرتي، وكانت هوايتي القراءة، لكن الآن لا أقراء إلا الكتب التي لها علاقة بالطب. الموسيقى والمطبخ في عالم د. عايدة؟ كما قلت.. لا يوجد وقت لاي شيء والآن أصبحت استمع إلى الموسيقى فقط عند قيادتي للمركبة، واستمع الى مصطفى سيد أحمد، ومحمد وردي، ومحمد الأمين، وحمد الريح، أما في المطبخ فإنني أحب عمل الكيك والحلويات وأعشق «المحشي» جداً واتفرغ إلى عمل «الرجلة». ما الذي يجب توفره عند الطبيب الجراح؟ - الطبيب عشان يكون جرَّاح لابد أن يكون ملماً بالعلوم الإنسانية- اي التركيب الفيزيائي لجسم الإنسان، وأن تكون لديه المقدرة على قوة الملاحظة، والتحمل والمقدرة على التحصيل بصورة مستمرة. هل تشجع د. عايدة الجيل القادم من الطبيبات على دخولهن مجال الجراحة؟ - صراحة أنا لم أندم على دخولي مجال الجراحة، وأشجع أي طبيبة تحب الجراحة، وتجد نفسها فيها أن تتخذها، ولكن مع العلم أنها تحتاج إلى تضحية كبيرة، وتكون خصماً على أشياء كثيرة على رأسها العلاقات الاجتماعية والهوايات. السفر خارج السودان وأجمل المدن؟ - أعجبت جداً بمدينة بوسطن بأمريكا، وجئت بانطباع جميل عنها فهي مدينة هادئة ومنظمة جداً، أيضاً جزيرة كريت باليونان أعجبتني جداً فهي من أجمل الأماكن في الدنيا. كطبيب جراح كيف يمكن معالجة جرح الأحبة؟ ابتدرت حديثها وهي تضحك، يسهل جداً علاج الجروح الجسدية، لكن النفسية يصعب علاجها، ونتمنى ألاَّ يجرح الناس بعض، فالجرح الذي سببه الإنسان لأخيه الإنسان سواء بقصد أو بغير قصد لا يمكن معالجته. كلمة أخيرة - أولاً أشكر صحيفة (آخرلحظة) وأود عبركم أن أرسل رسالة توعوية لكل آنسة وسيدة أن يسارعن بعد عمر عشرين عاماً بالفحص الطبي لسرطان الثدي.