راصد بيت الأسرار طار إلى حيث الاجتماع غير الرسمي الذي ضم مستشارين سابقين اثنين، أحدهما التحق بالقائمة الجديدة بينما بقي الثاني خارج القائمة. المستشار القديم (المتجدد) كان يواسي المستشار الذي لم يتم التجديد له بينما الأخير يقول إن العدل كان يقتضي وجوده ضمن القائمة المعلنة.. وكان إلى جانب الرجلين صحفي كبير شارك معهما في نقاش عدد من القضايا العامة. راصد بيت الأسرار لم يتحمل الانتظار الطويل خارج القاعة فقرر الخروج ليلتقي في تلك اللحظة بصحفي آخر سأله عن الموضوع فقال (عدل ومواساة). صمت احتجاجي استرخى راصد بيت الأسرار في مقعده داخل الحافلة العاملة في خط (الحاج يوسف/الخرطوم) وغفا مسترسلاً في متابعته لبرنامج اجتماعي، كانت تبثه إذاعة البيت السوداني اف ام (100) ظهر أمس، تناول قضية ختان الإناث وظل يتابع مداخلات ضيوف البرنامج الى أن انتفض وهب من غفوته جزعاً يتلفت يمنة ويسرى ليطاطئ رأسه نحو موضع قدميه حياء وخجلاً من العبارة التي أوردتها إحدى ضيفات البرنامج، التي وصفت غير المختونات بمفردة لم يستخدمها الناس حالياً، وظن الراصد أنه وحده الذي تألم وانتفض، لكنه فوجئ بأن كل ركاب الحافلة أبدوا امتعاضهم من الكلمة، بينما لاذت السيدات والآنسات بالصمت الاحتجاجي. كل تأخيرة فيها خيرة! صال راصد بيت الأسرار وجال حول مقر اللقاء الذي كان من المفترض أن يتم بين والي ولاية نهر النيل الفريق الهادي عبد الله بأبناء الولاية في الخرطوم، وحاول أن يعرف أسباب تأجيل اللقاء، بعد أن علم بذلك لحظة وصوله الى المكان، لكن أحداً لم يجب على سؤاله، وسمع من أحد الذين التقاهم هناك أن الوالي بصدد اجراء لقاءات تفاكرية مع بعض القوى الاجتماعية والسياسية، والتشاور معها في الوصول الى حل للمشكلة التي استعصت على الحل هناك، وهي قضية المناصير.. راصد بيت الأسرار سمع أيضاً أن شخصية سياسية رفيعة طلبت توضيحات محددة حول عدد من النقاط الشائكة في هذه القضية الحساسة.