أعزائي القراء الكرام: وكما عودتكم دوماً على التغيير في كتاباتي بعمودي الاسبوعي المتواضع بهذه الصحيفة، متخذاً سنة التنويع الكتابي كمبدأ.. وأظن في ذاك أفضل ما يهضمه مزاج القارئ بإبعاده عن الرتابة وتكرير النوعية.. مع اختيار أهم المواضيع- بأن أكتب لهم عن سيرة السيد رئيس الجمهورية- عليه وحتى أملك القارئ الكريم الحقيقة من أوسع أبوابها، فقد استعنت بالأستاذ المساعد محمد المساعد، ذلك المعلم الفذ البارع الغني عن التعريف، إذ إنه أكثر التصاقاً مني بالسيد الرئيس.. كما استعنت بإحدى الوثائق التي تثبت السيرة الحقيقية العطرة لصاحبها.. فإلى هناك: إذ يقول أستاذنا المساعد: تاريخياً وكما هو معلوم للجميع في العام 1898م، المسمى بعام (الكتلة) كما يسميه أهلنا (الجعليين)، حيث تمردت بعض القبائل على الحكومة المهدية، ومنها بالأخص قبيلة الجعليين، مما حدا بالحكومة وقتها أن تدفع بجيوشها المسمية بالجهدية نحو مدينة شندي وضواحيها، حيث دارت المعارك الشرسة بين الطرفين هناك، وبصورة غير متكافئة، إذ كان الجهدية يقضون على كل شيء قتلاً وتخريباً وسبياً للنساء، فأثار الفعل حفيظة الرجال، ودفعهم للدفاع عن عروضهم، أما النساء فكثير منهن فضلن الانتخار.. غرقاً بالنيل (كبديل لعملية السبي.. فهاجرت القبائل ومن ضمنها قبيلة المساعداب) وعلى رأسهم الفكي المساعد.. وهو رجل شجاع وعالم كبير، ومن حفظة القرآن الكريم. وينتمي شيخنا المساعد هذا إلى قبيلة الأشراف ومقرها سقادي مسكن أبو الحسن البيتي ود الشريف حمد أبو دنانه.. هاجر أولئك الأشراف من الحوش، واتجهوا جنوباً حتى أم درمان، ومنها إلى الجزيرة جنوبالحصاحيصا، حيث استقروا بها، إذ كان جزءاً من أهلهم هناك، فأنشأ الفكي المساعد خلاوي القرآن لتعليم الناس هناك.. مع العمل بالزراعة وقد وجد أشراف المساعداب تقديراً كبيراً من أهالي تلك المنطقة، والتي تسكنها قبيلة البديرية.. وكان من بين أفراد تلك القبيلة شاب ورع يدعي أحمد البشير.. حيث تولى خدمة الفكي المساعد بالخلاوي وأبلى في ذلك بلاءاً حسناً، حتى أعتبره الفكي (حواره الأول)، وعندما انتهت الحرب رجع المساعداب لحوش بانقا يصحبهم ذلك الشاب البديري الحوار- كما اسلفت- وبما أنهم اقتنعوا تماماً واجداً منهم كل الرضاء، فزوجوهم ابنتهم (خادم الله بنت الريح بنت المساعد) فانجب منها حسن (والد السيد الرئيس)، وأيضاً أعمامه خالد، وصديق، ومن البنات فاطمة وآمنة- إذن السيد الرئيس بديري من جده لوالده- وجعلي شريف مساعدابي من ناحية أهل أمه، والكل فخور بذلك، لأن هذا هو (السودان الحبيب)، أما والدته فهي الحاجة (هدية بنت محمد الزين المساعدابي)، وأيضاً توجد عمة للحاجة هدية تدعي (السرة بنت حمورية بنت النويري ود صالح ود الشيخ بانقا الأزرق الرازقي الحسيني) لذا نقول هذا جانب آخر يدخل عن طريقه الرئيس لقبيلة الرازقية- ولد السيد عمر بقرية حوش بانقا بريفي شندي في 1/ يناير/1944م، وتلقى مراحل تعليمه الأخرى هناك- تخرج في الكلية الحربية عام 1967 ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 81 ، ثم ماجستير العلوم العسكرية من ماليزيا في عام 83. وزمالة أكاديمة السودان للعلوم الإدارية عام 87 .. شارك في حرب العبور 1973م، وعمل فترة في الإمارات العربية المتحدة، عمل بالقيادة الغربية من 1967-1969م، ثم القوات المحمولة جواً من 1969م إلى 1987م، إلى أن عين قائداً للواء الثامن مشاة مستقل خلال الفترة من 1978 إلى يوليو 1989م قبل أن يقوم بانقلاب عسكري على حكومة الأحزاب الديمقراطية برئاسة رئيس الوزراء الصادق المهدي بالتعاون مع حسن الترابي وحزبه الإسلامي. وتولى رئاسة مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني في 30 يونيو 1989م، ووفقاً للدستور يجمع رئيس الجمهورية بين منصبه ومنصب رئيس الوزراء.. تعرض حكم البشير لانقلابات كثيرة أبرزها إنقلاب رمضان بقيادة الفريق خالد الزين نمر وزملائه، ولكن الإنقلاب فشل كلياً.. وفي أواخر عام 1999م حل البشير البرلمان، بعدها أصبح الترابي أشهر معارض للحكومة وتعرض للاعتقال عدة مرات. حياة البشير الشخصية: متزوج من إمراتين الاولى: السيدة الفضلى فاطمة خالد ابنة عمه، والثانية السيدة الفضلى وداد بابكر أرملة العقيد الشهيد إبراهيم شمس الدين أثر تحطم طائرته بأعالي النيل، وكان وقتها عضواً بمجلس قيادة ثورة الإنقاذ عليه الرحمة. ü خاتمة : يعتبر السيد عمر البشير صاحب رابع أطول فترة حكم بين الحكام العرب، الذين هم على قيد الحياة حالياً، بعد تنحي الرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم في 11/فبراير/2011م، والذي كان يشغل هذه المرتبة حتى ذاك التاريخ. وبالرغم من أن الإنسان (وبالذات الحكام) قد يخطئون وقد يصيبون، فإنه ومن وجهة نظرنا إن السيد عمر البشير قد قدم للسودان الكثير من الأعمال الجليلة، أبرزها إيقاف حرب الجنوب، والتنمية المستدامة للأقاليم، وفي نظرنا أنه ليس بالإمكان أحسن من ما كان مع ظروف السودان.. والتي من أهمها أرصاده من العالم الغربي بصورة لا يستطيع المرء وصفها إلا بالحسد، ومن حسنات السيد الرئيس الآن إننا نراه يعمل على جمع الصف الوطني، وذلك بمشاركة الجميع في الحكومة ذات القاعدة العريضة. متمنين له التوفيق آملين أن نكون قد انصفناه، وذلك باعطائه ما يستحق، لأننا- يشهد الله- نعمل على مصلحة البلاد والتوثيق للتاريخ، دون أن ينيبنا أو يدفعنا أي غرض شخصي أو نفعي.. والله المعين وسلام على الجميع في البداية والختام. üاتحاد تعليم قيادة السيارات الحلة الجديدة