قلتُ لصديقنا العزيز سعادة اللواء شرطة السر أحمد عمر الناطق الرسمي باسم الشرطة الجديد، وهو يقود وفداً عظيماً من إعلام الشرطة أمس ويسجل لنا زيارة في «آخر لحظة»، قلت له إننا نسعد لأمرين، الأول هو (التكليف) الذي صادف أهله بأن اختير ناطقاً رسمياً باسم الشرطة خلفاً لسعادة الفريق أحمد إمام التهامي الذي ذهب به تكليف آخر إلى سدّة الحكم والمسؤولية في محلية أم درمان.. والسبب الثاني هو (التشريف) بأن نكون أول صحيفة يزورها الناطق الرسمي للشرطة بتلك الصفة. طوّفنا في لقائنا الذي استمر لنحو الساعة، في أمور عدة وموضوعات مختلفة، ربما أهمها الاتفاق على لقاء دوري مع رؤساء ومديري ومحرري صفحات الحوادث في الصحف اليومية بمختلف تخصصاتها مرة كل ثلاثة أشهر على الأقل، ثم العمل على تدريب عدد من المحررين في كل الصحف، وفق منظومة دورات متخصصة حول عمل الشرطة وإداراتها المختلفة وكيفية ربط الأداء الصحفي المهني بهدف ترسيخ الأمن لا زعزعته في المجتمع، والعمل على استخدام فنون العمل التحريري المختلفة في العمل على منع الجريمة والحد منها، إضافة إلى مشاركة عدد من محرري الصحف في تغطية بعض الجرائم أو الحوادث لحظة تحرك الشرطة إلى مسرح الحدث، وهذا مقترح أو مبادرة كريمة من الشرطة السودانية. قبل وصول اللواء شرطة السر أحمد عمر بقليل، تفاكرنا مع الدكتور (عقيد شرطة) آدم محمد الأمين مدير دائرة الإعلام، حول الأطر العامة وموجهات العمل الصحفي، وهو رجل باحث وأستاذ يدرس مادة الصحافة والإعلام في عدد من الجامعات السودانية، وتطرق الحديث إلى أمر الصحافة- بكل تأكيد- ودورها الاجتماعي والعام، في تعزيز قيم الأمن والسلامة، وقد شارك في نقاش الموضوع المقدم شرطة بابكر الأرباب مدير المكتب الصحفي للشرطة، الذي نشهد له بالهمة والمسؤولية والنشاط في أداء مهامه وقد دخلت في تجربة شخصية معه يسّرت لنا عملنا بأن فتحت لنا أبواب المكتب الصحفي للحصول على بعض المعلومات والصور في وقت متأخر من الليل. ونشهد أيضاً للشرطة السودانية بأن كل قضاياها معنا لم تصل في أكثرها إلى المحاكم والتي تصل لا تستمر كثيراً، إذ سرعان ما تتكرم الشرطة بشطب البلاغات في مواجهة الصحافة والصحفيين، وذكرت للسيد اللواء شرطة السر أحمد عمر ومرافقيه الكرام أن علاقتي الشخصية بالشرطة علاقة (دم) و(مصاهرة)، إذ أن شقيقي الأصغر عمل بها وهو العميد شرطة .م. محمد أبو العزائم، وخال أبنائي وصديقي وابن دفعتي، عمل بها إلى أن تقاعد وهو اللواء شرطة .م. صلاح محمد عبد الحليم، غير آخرين إما هم في سلكها المهني أو في تخصصات أخرى مثل الطب في مستشفياتها.. ولنا أصدقاء كثر منهم من رحل عن هذه الدنيا وكانوا أعلاماً وعلامات مضيئة، ومنهم من أبعدته ترتيبات العمل عن المهنة، ومنهم من لم يزل يقدم عطاءه لله.. والوطن.