مع تولي اللواء السر أحمد عمر مهام الناطق الرسمي بالشرطة شرع في فاتحه أعماله بطواف شامل لكل الصحف السياسية وغيرها ورتب مع قادتها ومندوبيها مسألة تفعيل الشراكة بين الإعلام والشرطة وهي شراكة إن صح التعبير يشوبها الحذر والحيطة، فالرجل أراد أن يتم التوفيق بين الأسرتين لتكامل الأدوار في مسألة الوعي الأمني بما يحيط بالمواطن من مهددات دون التأثير على سير العدالة.. استبشرت الصحف خيراً إلا أن واقعة صحيفة «السوداني» التي نشرت على صدر صفحاتها نسخة من نشرة الجريمة وعلى ما يبدو جعلت من الشرطة وإعلامها يعملون على إعادة النظر في تمليك المعلومات الخاصة بالموقف الجنائي، وحتى النشرة اليومية التي كان المكتب الصحفي يبثها أسبوعياً على الصحف توقفت هي الأخرى، وصار معظم ما تنشره الصحف والصفحات المتخصصة عبارة عن معلومات مصادر ونيابات ومحاكم وهو ما حرم الشرطة نفسها من التحدث بإنجازاتها في قمع الجريمة وكشفها وتحليلها، بل جعل للصحافة اتجاهًا يأخذ المعلومة من غير مصدرها، ولعل ذلك أشد خطورة مما يتم نشره عبر المصادر التي قد تكون غير صادقة. تعودت الشرطة أن تعمل في صمت معيب تراه أخف الأضرار، وبنظرية «السكات من دهب» وسد الذرائع، بل تصمت حتى على من يتجنى عليها ويتهمها ويهاجمها ويتدخل في شؤونها المهنية.. نعم سكتت عندما قال أحد الرياضيين في عطبرة إنه لم يعط الشرطة تعليمات بالدخول للملعب أو الحرم الجامعي ولو انفرط الأمن في تلك التجمعات الكبيرة، ولا يعلم هذا أن الشرطة لها من السلطات ما يجعلها تدخل حتى مجلس الوزراء إن تشاجر المسؤولون وتعرضت حياتهم للخطر، تسكت الشرطة ووالي سنار يضيف لها هزيمة ملفقة اغتالت معنويات كل أفرادها بسنار وذلك عندما تهرب و«هرب» من مسؤولياته كرئيس للجنة الأمن بالولاية وتناسى تلك الهتافات التي لم تتهم الشرطة «بقتل الناس يا عباس». بالشرطة كثير من الإشراقات والنجاحات وبالمجتمع كثير من الشر والمهددات التي ينبغي للمجتمع معرفتها ليزداد ثقة بشرطته ويزداد حيطة من الوقوع فيها، ونأمل كصحافيين مهتمين بهذا الأمر أن يعاد النظر في تلك السياسات السكوتية، وألا تحاسب الصحافة كلها بممارسة فردية خرجت من هنا او هناك. أفق قبل الأخير:- استطاعت الشرطة وبجدارة أن تفك كثيرًا من الطلاسم المعقدة واستعادت كثيرًا من الأموال المسروقة وتباهت بألا بلاغ قتل مقيد في سجلاتها ضد مجهول، ولولا فضل الله تعالى وخطط وجهود الشرطة لتحول ميدان الخليفة إلى إستاد بورسعيد. أفق أخير:- السيد مدير جنايات الخرطوم فضلاً اترك الإعلام لأهله.