وعندما أذكر التغييرات الباهرة إعجاباً التي حلت بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة وإداراتها المختلفة بمختلف مسميات تخصصاتها، فإني أسند إلى صلاتي بها أثناء عملي بالمسح الأولى لمعرفة مدى انتشار مرض السل في السودان، وحملة التعطيم ضد السل الكبرى، وفي المديريات الجنوبية، حيث عملت في الحاميات العسكرية وتعرفت إلى قادتها وضباطها، ثم في القومسيون الطبي العام، حيث كانت هي المسؤولة عن إجازة الكشف الطبي الذي يجري للطالب الحربي في مستشفى الخرطوم، فهو كشف (لجنة) طبية في غاية الصرامة مثل المشي على الصراط المستقيم، والإجازة هي الإعفاء من الكشف (اللجنة) الطبية للخدمة المعاشية.. وكان القومسيون الطبي يحتفظ بكل ملفات الكشف (اللجنة) الطبية لضباط قوات دفاع السودان، وكنت احتفظ وبصفة خاصة بقائمة لأسماء ضباط دفاع السودان والانجليز في السودان، واذكر هنا الجنرال اسكونس القائد العام والفريق أحمد محمد نائبه والأمير لاي حامد الملك، ومن الضباط الذين لعبوا أدواراً سياسية في الحياة السودانية الفريق الراحل إبراهيم عبود، واللواء أحمد عبد الوهاب، واللواء محمد طلعت فريد، واللواء أحمد مجذوب البحاري، واللواء أحمد رضا فريد، واللواء محمد أحمد عروة، واللواء حسن بشير نصر، واللواء محمد نصرعثمان، واللواء المقبول الأمين الحاج، واللواء أحمد عبد الله حامد، وذكرت هؤلاء لأدوارهم في إنقلاب أو تسليم، وتسلم 17 نوفمبر، ولابد من ذكر اللواء الخواض وهو خارج تشكيلة المجلس الأعلى للقوات المسلحة في منصب القائد العام، ولحرصي الشديد على هذه القائمة الأثرية البالغة الأهمية، قمت بنفسي بتسليمها لأمين عام دار الوثائق الذي كان سكرتيراً للسيد عبد الرحمن المهدي طالباً منه عمل نسخ منها وإعادة الأصل لي، ولم يقم بإعادتها ولتاريخه وذلك تقصير مني. جاءت علاقتي بالقيادة العامة لقوات دفاع السودان ومن بعد القوات المسلحة بعد قيام القومسيون الطبي العسكري الثاني بعد الاستقلال، أقول الثاني لأنه كان هناك قومسيون عسكري أول بعد قيام الحرب العالمية الثانية، وللتاريخ وذاكرة هذه الأمة أذكر إن أبرز الضباط الذين تم اختيارهم لهذا القومسيون الطبي العسكري الأديب الشاعر الدكتور زين العابدين إبراهيم، والفنان صاحب المقطوعة الأدهمية الدكتور محمد آدم أدهم وغيرهم، وكانت الرتبة العسكرية (يوزياشي) ومن الأطباء الضباط الذين تم بهم تشغيل القومسيون الطبي العسكري الثاني الدكتور عثمان أبو عكر عقيداً وقائداً، والدكتور محمود حسين عقيداً نائباً للقائد، الدكتور حسن مبروك يوزباشي، الدكتور حمدنا الله الأمين رائداً، الدكتور صديق الحسين يوزباشي، الدكتور إبراهيم خوجلي يوزباشي، الدكتور محمد النور عبد الرحمن يوزباشي، وغيرهم من الأطباء والفنيين. وكان مقر مبنى القيادة العامة لقوات دفاع السودان المبنى الحالي لوزارة الداخلية، والذي تم تحويله لمقره الحالي بعد الاستقلال مباشرة، وكان في الأصل مقراً لقيادة الحامية الانجليزية في السودان، وكان قائد هذه الحامية قائداً للحامية في السودان والحامية في إريتريا. وكما ذكرت سابقاً جاء الرجل الفريق (ركن) مهندس عبد الرحيم محمد حسين إلى وزارة الدفاع، فانظروا ماذا فعل الرجل بالمباني القديمة المتهالكة، والتي كانت مثل (الاسطبلات)، أزال الرجل كل ذلك القبح المقيت وأحاله إلى جمال بهيج، أبراجاً عالية، وفقاً لطبيعة تخصصات القيادة العامة، لقد استمعت إلى عدد من المعاشيين العسكريين الذين تحول غضبهم إلى فرحة، وسخطهم إلى رضى، ومعاناتهم إلى راحة، لما قدمته التغييرات الجذرية التي أحدثها الرجل بمبنى القيادة العامة، وقدمته الأبراج من خدمات ولا مقارنة بالمرة بيبن الماضي القريب والحاضر المعاش، وقد تحقق وبالطبع بفضل من الله الذي سخر عبده الرجل الفريق (ركن) مهندس عبد الرحيم محمد حسين. واختتم موضوعي بأن الأمر لو كان بيدي لنقلت هذا الرجل من وزارة إلى أخرى، وأبعد من ذلك من ولاية إلى ولاية، حتى أسبغ على كل مرفق من مرافق القطاع العام النضرة والبهاء، فهو بعون الله رجل قادر على الابداع أني حط به الرحال. فرغت من هذا الموضوع ودفعت به إلى الجهة المتخصصة لنشره إذا صلح لهذه الغاية، ولست أدري هل سيصلح لهذه الغاية وينشر قبل ظهور التشكيل الوزاري أم يصيبه البوار.. وفي الحالتين فإن القصد الرجل الرجل الفريق (ركن) مهندس عبد الرحيم محمد حسين، سواء أن بقي في وزاراته الحالية أم ذهب، إلى غيرها أو أي موقع عام، فالرجل سحابة غيث هطال تملأ الضرع وتنبت الزرع. üخبير إداري وشؤون صحية