الأخ المهذب جداً.. الخلوق أبداً.. الرفيع دوماً.. جمال.. رئيس نادي المريخ.. من قلب.. القلعة الحمراء.. ومن وسط صخب.. وضجيج.. وصدق.. ونبل.. جماهير الترسو نقف اليوم ببابك.. وكلنا أسى.. وكلنا أسف.. والحزن يقطر من كل بوصة من أجسادنا.. نقف.. لا مهنئين.. ولا شاكرين.. ولا حامدين.. كعهدك بنا دوماً.. عندما تنهمر من أياديك.. مواطر الجمال.. والإبهار.. وأنت.. تصنع.. كل يوم.. جديداً وجمالاً.. وإبداعاً في قلعة المريخ.. حتى.. أطلقنا عليك.. صدقاً وحقاً.. مفجر ثورة الإنشاءات.. نقف اليوم.. لنودعك.. الوداع الأخير.. وأنت رئيس لمجلس إدارة نادي المريخ.. وذلك لمصلحتك أنت شخصياً.. ولمصلحة الكيان حتماً.. ولمصلحة جماهير المريخ يقيناً.. تأكد سيدي.. سيكون طلبنا في تهذيب.. واحترام يليق بك.. وقطعاً ليس.. مثل ذاك الذي حاصر فيه ثوار «أتاتورك» قصر السلطان.. وهم يهدرون اعتزل.. وهو يقول في تسليم.. اعتزلت الحكم لله القدير.. حزين أنا.. والظروف.. القاسية.. والزمن المر.. يضعني في هذا الموقف البائس الحزين.. ولكن تأكد.. أن كلماتي وحروفي ستكون في حضرتك منتقاة.. مجلوة مغسولة بالصابون العطري.. فأنا أرسلها اليوم لأنبل الرجال.. الذي وهب المال لعشقه المريخ.. ولا مين ولا كدر.. وذلك سيدي.. لأن المريخ قد أدبني رياضياً فأحسن تأديبي.. أولاً دعني أقول.. أن الذي ينكر.. أياديك البيضاء.. بل من ينكر هذه المزنة الهاطلة.. خيراً عميماً.. على «الندى الحبيب».. ليس الإ مكابر.. حاسد.. ناكر.. مخاتل.. ثانياً.. من يشك في صدق نواياك.. تجاه المريخ.. من يعتريه مجرد ظن في أنك إنما كنت تأمل أن تراه متألقاً.. وسيماً وفخيماً نجماً زاهراً وساهراً في سماء أمته العربية الصافية.. وفي غيوم.. أدغال إفريقيا الوحشية.. مريض يلزمه علاج فوري.. وإقامة دائمة في «التجاني الماحي».. ولكن.. وقاتل الله لكن هذه.. لكن.. لقد توفقت إلى آخر مدى.. في إضافة صفحة يعجز عن رسمها حتى بيكاسو.. ويحسدك في غضب على بهائها.. حتى الفنان السريالي المعربد سلفادور دالي.. وذلك فقط في ذاك الترف والجمال والمحال.. في قلعة المريخ.. استاداً.. وطابقاً ثانياً.. وملعباً.. ونادياً.. ولكن.. لقد.. تاهت مركبك في عرض المحيط.. وأنت تنشد بناء فريق لكرة القدم.. بل دعني أحدثك بصدق.. جماهير الترسو.. الذين يحبون المريخ.. بل يذوبون وجداً بل يموتون فناءً في المريخ.. هؤلاء.. ولأن المريخ معقل آمالهم ومحور أفكارهم يقولون الصدق مهما كانت الكلمات قاسية ومرة.. وها أنا أقول لك.. إنك بوضعك أبداً الندى موضع السيف قد الحقت ضرراً بالغاً بالمريخ «الفريق».. اغدقت أموالاً وأنت تملك ولكن إلى من لا يستحق.. صدقني.. إن الدلال.. والترف الأسطوري لهؤلاء.. الذين يعج بهم «كشف المريخ» قد جعل منهم قياصرة وأباطرة.. لقد ظلت المدرجات وجماهيرها الوفية تنفخ الروح في هؤلاء.. وكان الحصاد هشيماً.. أنا لا استثني أحداً.. كلهم.. من أول سطر وحتى الثامن والعشرين.. هؤلاء دخلوا كشف المريخ في لحظة أهمل فيها التاريخ.. بل نام فيها التاريخ.. إنهم.. «المقاولون الجدد».. والأثرياء في زمن الدلال.. قل لي كيف.. يغامر.. بروحه.. وجسده.. من تنتظره سيارة فارهة وعمارة شاهقة.. سيدي.. لقد ذهب ذاك الزمان.. الرهيب.. وجذوة المريخ متقدة.. شعلة متوهجة.. اقباساً من الضياء.. نار مجوس تضيء وتحرق بمقتضى الحال.. رجالة.. وجسارة.. احترام.. بل استلهام لروح القتال.. من جمهورهم الوفي.. النادر البديع.. كان ذلك.. اوان «الإمبراطور».. وكل ذاك العقد النضيد الفريد.. وتأتي أنت.. ولأن روحك سمحة.. وأخلاقك عالية ورفيعة.. ولأن الكرم يسري في عروقك كما الدم.. فقد دلقت «جرادل ماء» على تلك الشعلة أو الجذوة.. فخمدت السنة اللهب.. تحولت في حزن إلى رماد.. بعد أن كانت ناراً ملتهبة ذات شهيق وزفير.. نيازك متفجرة لها ضرام.. سيدي.. دعنا نقسم لك برب العزة.. أن أي مشجع.. شهد.. ذاك المريخ.. وذا المريخ.. وبعد أن هرى هؤلاء.. الأباطرة أكبادهم.. أقسم بأنه لن يذرف دمعة واحدة على أي من هؤلاء.. لا تدهش ولا تعجب.. وأنا اقول.. بلا استثناء.. وراجع كل صحائف هؤلاء..الذين يظنون زوراً وبهتاناً أنهم نجوم.. إنك لن تجد صحيفة بيضاء.. مطلقاً.. لا بد أن تكون فيها بقعة سوداء شائهة.. إن كانت تمرداً.. أو تهرباً.. أو تراخياً.. أو استهتاراً.. أو مطالب مالية مضحكة.. أو استهانة بالجمهور.. بل بالشعار.. سيدي.. إنك لن تستطيع.. تغيير سياستك.. وإن استطعت.. فهؤلاء قد خرجوا من قلوب جماهير المريخ.. خروجاً بلا عودة.. لذا نرجوك أن يكون آخر قراراتك قبل الرحيل.. أن تجعل هؤلاء يرحلون قبلك.. ولك منا.. الدعاء.. أن يوفقك الله في أي موضع وموقع.. خدمة للوطن..